الاثنين 16 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

محمد عطيف: أنا حزين جدا عليك يا وطني..

محمد عطيف: أنا حزين جدا عليك يا وطني..

أنا حزين على وطني الذي يعاني مواطنوه دون أن يجدوا من يستمع إلى معاناتهم، مسؤولين ومنتخبين.

أنا حزين على وطني الذي ابتلي بحكومات لا تقدر المسؤولية الملقاة على عاتقها، حكومات كل همها أن تحل الأزمات التي تعانيها البلاد منذ سنوات عديدة بفعل الفساد والنهب والتبذير وسوء التدبير، على حساب قوت المواطنين وحقوقهم وكرامتهم.

أنا حزين على وطني الذي ضحى ويضحي شرفاؤه دون حساب، قاوموا المستعمر، وقاوموا الظلم والاستبداد والاستغلال، و ما زالوا ينتظرون الذي يأتي ولا يأتي.

أنا حزين على وطني الذي تتصدر الصورة فيه جماعة من المفسدين ومن الانتهازيين، في حين يتوارى الوطنيون الشرفاء والمثقفون والمفكرون الذين يحملون همه ويستمعون إلى أنينه وشكواه إلى الخلف، مفضلين المقاومة والنضال من أجل رفع المعاناة عنه وتحقيق تطلعاته، ولو كان لذلك ثمن يجب تأديته كما أداه من سبقهم على درب المقاومة والكفاح.

أنا حزين عليك يا وطني، يا من اشتم هواءه الذي كان ذات زمن هواء نقيا فلوثوه بمكرهم وفسادهم وجشعهم دون أن يجدوا من يتصدى لهم و من يقوم بمحاسبتهم.

أنا حزين عليك يا وطني، حزين على مواطنيك البسطاء الذين يموتون فقرا وإهانة لتحيا كمشة من الوصوليين أعلى درجات البذخ والتبذير، حزين على أطفالك الذين لا يجدون مقعدا مريحا للدراسة، وبيتا لائقا يأويهم، وحديقة صغيرة تسع شغبهم ولعبهم.. حزين على مرضاك الذين لا يجدون سريرا ولا دواء، حزين على شبابك الذي يقضي سنوات عديدة درسا ومثابرة وتضحية من العائلة ليجد نفسه في الأخير أمام المصير المجهول.. حزين على نسائك الطيبات والمجاهدات اللائي يواجهن في صمت أعباء هذا الزمن المتوحش من أجل توفير بضع حاجيات بسيطة لعائلاتهن..

حزين وحزين، ولكن لا بد يا وطني من أن تشرق شمس الحرية والكرامة والديمقراطية.. هكذا علمنا التاريخ، وهكذا هي وصية شهداء الحرية والديمقراطية ببلادنا لكافة شرفائك، شرفاء وطني، ألا تستسلموا، وأن تستمروا.. وسنستمر.