الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

اليزيد البركة: الغائب الأكبر هو الوعي السياسي

اليزيد البركة: الغائب الأكبر هو الوعي السياسي

نجاح الفدرالية في الرباط شالة وآنفا وهما مكانين لتواجد البرجوازية الصغرى وشريحة من الطبقات المتوسطة الدنيا ، يبين أن جزءا من الطبقات المتوسطة بدأت تعي خطورة السياسة الاقتصادية والاجتماعية للعدالة والتنمية كما وعتها في السابق مع الحكومات الماضية فهل هذا بداية عودة البرجوازية الصغرى إلى ساحة النضال الفعلي ؟ هناك مؤشرات لها دلالتها منها الغضب الذي ألم بأطياف منها حول التقاعد والتعليم بصفو عامة ، وقد بدأت ملامح هذا التحول منذ الانتخابات الجماعية ولكنه الان ازداد بعض الشئ ، وما يعزز هذا التحول هو أن الفدرالية اكتسبت أصواتا جديدة في مختلف الدوائر الانتخابية من البرجوازية الصغيرة ،التي لا تشكل فيها هذه الأخيرة نسبة هامة مثل الرباط شالة وآنفا .

لماذا لا تصوت الطبقة العاملة على اليسار بصفة عامة حتى ولو قررت قيادات النقابات التصويت عليه ؟ السبب هو الوعي . إن الطبقة العاملة ضحية عواصف عدة من الايديولوجيات إلا فكرها ، حتى الذي يمسك عن التصويت أو هو غير مسجل يقول أنه فعل ذلك لأن الجميع لا يبحث إلا عن مصلحته ويقر أن السياسة المتبعة ضارة ولكن الله قادر أن يفرجها .

المقاطعون وسط العازفين لا يشكلون إلا نسبة ضئيلة جدا ، أي أن هذا الجسم نفسه الوعي فيه متدني جدا ولو كان فيه الوعي عاليا لأنتج في حينه مسارا للحركة الفعلية في الميدان لأنه هو الذي يتجاوز 70 في المئة من البالغين سن التصويت كما يقال وهي حسابات غير دقيقة لأنه حسب القانون هناك من لا يحق له التصويت .

المشكلة التي تفرض  نفسها على اليساريين وتبدو مشكلة مفتعلة هي : هل التغيير يحدث من المشاركة في الانتخابات أم من المقاطعة ؟ إذا كانت المشاركة تعني الاستقالة من كل أشكال النضال السياسي والاقتصادي والاجتماعي .. وانتظار الانتخابات حتى انتخابات أخرى كما يدعي كل من ينشر عنا كثل هذه الاكاذيب بأننا من الدواخل نسعى أن نغير من الداخل وهو من الخارج سيغير من الخارج ، فإن السؤال وذلك التقسيم له وجاهته ، لكن إذا كان اليسار يعمل في كل الميادين خطابا وممارسة وفي كل المواقع فإن التقسيم خارج داخل تقسيم ينم عن جهل بنظرية الممارسة والفعل في الواقع وفي الفكر.

ليكون موقفنا علميا يجب علينا تحليل كل المعطيات التي سنتوصل بها من التنظيمات المحلية حول الكتلة الناخبة والكتلة العازفة ، حول درجة وعي كل منها ، حول الشرائح التي صوتت للعدالة والتنمية ودوافعها ووعيها وطموحاتها ، من صوت للأحزاب الادارية المعروفة وعيها دوافعها ، مع من نجح اسلوب المال من الناس وما دور السلطات في هذا ؟ كيف وزعنا والاتحاد الاشتراكي أصوات الناخبين الواعون وفي أي مناطق حصل هذا ؟ وهل حصل الاتحاد الاشتراكي على أصوات ممن لا وعي له وكيف وأين حصل هذا ؟ لماذا أحياء عمالية لم تصوت لا لليسار ولم تكثرت بالمقاطعة ؟ لماذا شكلت العاملات الزراعيات والعمال الزراعيون خزانا احتياطيا لذوي المال والجاه في البادية وما هي العوامل ؟

الوقوف عند الاصوات الجديدة التي حصلت عليها الفدرالية وما هي الأسباب التي مكنت من استقطاب هذه الاصوات ... وتحليل كل المعطيات الإخرى المتعلقة بأخطاءنا وتوقعاتنا التي لم تتحقق أو الت تحققت ... إذاك يمكن الاجابة على الاسئلة الكبيرة التي يطرحها المناضلون في اليسار عموما .

ومن الاحسن تجنب السرعة في الاجابة على بعض الاسئلة العويصة حتى يتم جمع كل المعطيات حولها من ذلك مثلا القول أن الدولة خططت من أجل إفشال العدالة والتنمية . واهم من يعتقد أن الدولة نقيض العدالة والتنمية وواهم من يعتقد أنها كانت تريد فوز البام ولكنها فشلت . إنها تريد كل الاحزاب الادارية والعدالة والتنمية أيضا لكن  بتمثيلية محددة وبأسماء معينة  ومتى المشاركة الانتخابية الواسعة لا تريدها.