الثلاثاء 16 إبريل 2024
مجتمع

حُمَّى "الدمى الجنسية" تعود للمغرب على بعد أيام قليلة من الانتخابات التشريعية (مع فيديو)

حُمَّى "الدمى الجنسية" تعود للمغرب على بعد أيام قليلة من الانتخابات التشريعية (مع فيديو)

بعد أن مضت قرابة سنة على واقعة إغلاق محل "سكس شوب" وكان عبارة عن متجر لبيع الأدوات الجنسية بالدار البيضاء، توبع مالكه بثمانية أشهر حبسا وغرامة بمبلغ مليون سنتيم، شهد سوق "درب عمر" بالبيضاء، يوم الاثنين 26 شتنبر الجاري، حملة تفتيش واسعة، قام بها رجال أمن بزي مدني، للتحقق من معلومات تفيد أن هذا السوق الذي اشتهر برواج المنتوجات الصينية يتمُّ فيه بيع "دمى جنسية"، وكانت المعلومات التي أسفرت عن حملة التفتيش، قد أشارت أن دمى جنسية صينية يتم تسويقها في الخفاء بمبلغ 1800 درهم للواحدة.

- اختفاء الدمى الجنسية من سوق درب عمر..

بعد أن باشر رجال الشرطة بزي مدني، يوم الاثنين الماضي، عملية تفتيش بسوق درب عمر بالبيضاء، لم يتمكنوا من العثور على دمى جنسية، إذ يبدو أن عملية بيع مثل هذه المنتوجات تتم في السر، خصوصا بعد واقعة إغلاق محل "السكس شوب" وسجن صاحبه في السنة الماضية، وقد تمَّ ترجيح فرضية بيع دمية أو أكثر بطريقة سريعة، لم تترك أثرا ماديا وراءها، وقد شاع خبر البحث والتقصي عن بيع الدمى الجنسية بين تجار وزبناء السوق المذكور، وأثار استغرابا كبيرا، تحول إلى سخرية وتبادل عبارات "بورنوغرافية" بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث تناولت العديد من الصفحات الفايسبوكية "بيع الدمى الجنسية الصينية" بالمغرب بطريقة ساخرة.

- قبل سنة 2016 راجت أخبار عن رواج الدمى الجنسية بالمغرب..

قد يظن البعض أن خبر رواج الدمى الجنسية بالمغرب، حديث العهد، حيث تزامن مع اقتراب انتخابات 7 أكتوبر 2016، وانتشر الخبر قبل هذا الموعد بأزيد من أسبوع، لكن أشارت الكثير من المتابعات الصحفية في سنتي 2012 و2013،  أن هذه الدمى الجنسية تدخل للمغرب عن طريق التهريب، خصوصا أنها دمى تكون مطوية بشكل محكوم وفي علب صغيرة، وتتطلب النفخ لتظهر بعد ذلك في هيئة "فتاة" وبقامة طويلة يُمكن أن تفوق قامة مقتنيها. وكانت العديد من المقالات الصحفية والتحليلات، قد شرحت أنها تتحرك بشكل ميكانيكي وتصدر منها أصوات لا علاقة لها بأصوات "دمى الأطفال"، التي تردد الأناشيد و"عيد ميلاد سعيد"... بل تصدر صوتا يُحاكي الأصوات التي يصدرها الإنسان خلال ممارسته للجنس وتحقيق الرغبة أو الرعشة، حيث يعتمد صانعوها على جهاز تسجيلي، يُوضع داخلها ليصدر مثل هذه الأصوات ويثير شهوة الرجل الجنسية، كما يصنعونها من مادة لها ملمس قريب من جلد البشر، ويتم تصميمها عبر الكومبيوتر بشكل وتفاصيل جسدية، شبيهة بالمرأة.

- الدمية الخليلية "وفية" ولها رقم سري وتعرف صاحبها..

من المعلومات التي تناولت الدمى الجنسية بالشرح والتفصيل، اعتمادا على "طريقة الاستعمال"، أنها وفية لصاحبها، من خلال رقم سري يملكه وحده، كما هو الشأن بالنسبة للرقم السري للبطاقة البنكية أو بطاقة الهاتف النقال، ويشار أيضا أن دمى جنسية من نوع آخر،  تحفظ صورة وصوت صاحبها في ذاكرتها الاصطناعية، ويتجاوز ثمنها 20 ألف درهم، وقد عزف الصانعون من خلال هذه التقنيات المتطورة، على الوتر الحساس للرجل، الذي يبحث عن خليلة وفية لا تضاجع غيره، إذ أن هذا النوع من الدمى لا يعمل دون رقم سري ودون أن يتعرف على المالك، حيث يُغلقُ "مهبلها" ولا تعلم أجزاءها دون الاستعانة بالرقم السري ودون أن تصل المعلومات الدقيقة عن شكل وصوت صاحبها إلى ذاكرتها الاصطناعية.

- صناعة الدمى الجنسية انطلقت في القرن السابع عشر في إسبانيا..

تعود  نشأة الدمى الجنسية إلى القرن السابع عشر وكانت تصنع من القماش أو بقايا الملابس البالية، حيث كان أول من استخدمها الإسبان، وكانت قد وضعت بين ذراع السجناء الذين يقضون فترة طويلة وراء القضبان والبحارة الذين يقضون رحلات طويلة بين أمواج البحر،  وقد عرفت صناعتها مراحل طويلة كي تصل إلى صورة وملمس شبيهين بالمرأة، وقد تم تطويرها من القماش إلى مواد أخرى أكثر إثارة في أواخر القرن العشرين، حيث أضحى الفينيل والسيليكون من المواد التي تستخدم في صناعتها، وخلال سنة 1982 عرفت بريطانيا عملية كبيرة لجلب دمى جنسية، لوضع حد للعمل بقانون تجريم استيراد السلع التي تصنف في لائحة (الممنوعات) وقد تعرضت هذه الشحنة للحظر من طرف السلطات المعنية داخل هذا البلد، لكن بعد رفع دعوى قضائية إلى محكمة العدل الأوروبية وجدت بريطانيا نفسها أمام إجراء رفع الحضر عن استيراد الدمى الجنسية بحكم أن مثل هذا القرار تم اعتباره عائقا أمام التجارة الحرة امتثالا لبنود معاهدة روما.

- دمية جنسية تعفي من عراقيل وأخطار البحث عن شريك للمضاجعة..

انطلاقا من التسمية "الدمى الجنسية"، يتضح أن فكرة صناعتها، كانت بغرض تحقيق الرغبة الجنسية للذكور عموما، مع شريك عبارة عن "أنثى اصطناعية"، لا تغادر فراش النوم، لقضاء أغراض أخرى، فهي سهلة المنال ولا تتكلم ولا تعارض وليست لها طلبات كما العديد من النساء، (الخليلة والزوجة)، ولا تتطلب خطوبة ومراسيم وتكاليف الزواج ويمكن أن تحد من ظاهرة التحرش الجنسي، الذي غالبا ما يجعلُ مقترفه أمام مواقف حرجة أو وراء القضبان، أو منتفخ العينين على يد زوج أو أحد أفراد عائلة المتحرش بها، كما يرى الداعمون لفكرة وغرض (الدمى الجنسية) أنها تعفي من البحث عن شريكة جنسية في شوارع و"بارات" المومسات، اللواتي يُمكن أن ينقلن الأمراض الجنسية الخطيرة للباحثين عن اللذة الجنسية، إذ يدفعون بأنه يكفي دفع ثمن "دمية جنسية" لكي يحصل عليها طالب اللذة "البلاستيكية" ويضاجعها متى وكيفما شاء فهي -حسب تقديرهم- لا تنام ولا تتعرض لأعراض العادة الشهرية، ولا تحبل وليس لها أب أو زوج أو أخ، ولا تنجز أشغالا في البيت ولا تشتكي من عبء الحياة وبعيدة عن الثرثرة والتدخل في الصغيرة والكبيرة.

- الفرق في اللذة الجنسية بين دمية مطاطية وشريك بشري..

أصحاب الآراء التي دافعت عن الدمية الجنسية، تشير أنها الحل الأنسب لشباب لم يتمكنوا من الزواج بفضل غلاء تكاليف تأسيس أسرة خصوصا بدول مثل مصر والمغرب وتونس والجزائر، ومنهم من يرى بأن الدمى الجنسية ستعفي الشباب من تبعات التحرش والكبث والتأزم وكثرة الحبوب في الوجه بسبب عدم الإفراغ وتحقيق الرغبة الجنسية، كما يرون أن الدمى الجنسية هي في صالح الفتيات والمرأة عموما، إذ أن انتشارها -حسب رأيهم- يحميهن من الاغتصاب على يد أشخاص يفكرون بـ "قضيبهم" عوض عقلهم.

معارضو "الدمى الجنسية" يرون أنها لا تتماشى مع القيم والأخلاق، وتشيعُ الفاحشة بين الشباب، وفي صفوف الكبار أيضا وحتى بين المتزوجين، كما يشيرون أنها جسد مطاطي بدون روح، وبدون إحساس، ويلفتون الانتباه إلى مسألة أن الجنس بين المرأة والرجل، ليس دائما مبنيا على الملامسة والقبل والإيلاج فقط، بل يحتاج إلى جرعة من الأحاسيس الإنسانية كالعطف والحنان والحب، والمشاركة في الأحاسيس المعنوية والانسجام الروحي قبل "مقدمات الجماع"، والإحساس بروح تغازلُ روحا، قبل أن يلامس جسد الذكر المناطق الحساسة من جسد المرأة، كما يشيرون أن تمنع المرأة أو عدم رغبتها في الجنس، يزيد من إثارة الرجل أكثر من مضاجعتها له، في أي وقت وبأي طريقة، موضحين أن كون الدمية الجنسية دائما متاحة لطالبي اللذة الجنسية، سيسرب الملل للحياة الجنسية للرجل، وسيجعله في بحث دائم عن "الجنس اللطيف" روحا وجسدا.

وقد أكدت الكثير من الدراسات الطبية عالميا، أن منتوجات "السكس شوب" مثلا: (القضيب البلاستيكي) و(المهبل البلاستيكي) وغيرهما، يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة للمقبلين عليها من كلا الجنسين، ولم تخف هذه الدراسات كون الدمى الجنسية، يُمكن أن تؤثر أيضا على صحة الرجال، نفسيا وجسديا، خصوصا وأنها يمكن أن تنتج التهابات جلدية وقد يتحول معها في غفلة من الممارسين للجنس، إفراغ "الكبت الجنسي" إلى "شذوذ جنسي" مع كثرة الممارسة والبحث عن طرق ووسائل تفوق قدرة التحمل السوية والطبيعية للإنسان لتلبية رغبته الجنسية.

رابط الفيديو هنا