الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

هذه هي تفاصيل سرقة رضيعة من طرف "طبيبة وهمية" بمستشفى الهاروشي بالبيضاء

هذه هي تفاصيل سرقة رضيعة من طرف "طبيبة وهمية" بمستشفى الهاروشي بالبيضاء

طويلة القامة، سمراء البشرة، شفتاها تعلوهما زُرقة، كانت ترتدي سروالا أسود وتضع على رأسها منديلا أزرق في يوم الأربعاء 21 شتنبر 2016، وهو يوم خطفها وسرقتها لرضيعة بمستشفى الهاروشي بالبيضاء، وقد خططت لذلك بطريقة جد ماكرة، إذ أوهمت أب وأم الرضيعة وجدتها، بأنها طبيبة أو مُمرضة، لتتمكن من تنفيذ "سيناريو" خطف الرضيعة، بعد أن كانت تتجول بحرية بالمستشفى، مرتدية (الوزرة البيضاء)، التي ساعدتها على انتحال صفة الأطر الطبيبة والممرضين.
وتعود تفاصيل سرقة الرضيعة كما حكت جدتها (أم الأب) إلى يوم الأربعاء 21 شتنبر الجاري، الذي تزامن مع موعد مغادرة أم الرضيعة للمستشفى، بعد انتهاء المدة الأولية لفترة النقاهة بعد الولادة، حيث كان أب الرضيعة رفقة والدته، بالغرفة التي تتواجد بها الأم والرضيعة، ولم تكن العائلة تعلم أن ما يُحاك في العلن والخفاء، كان يستهدف خطف الرضيعة، إذ تقدمت امرأة سمراء ترتدي وزرة بيضاء، موهمة الجميع بأنها طبيبة، وطلبت من الجدة تسليمها الرضيعة لإجراء بعض الفحوصات، ورغم أن الجدة رفضت تسليم حفيدتها لها في أول مرة، وقررت الاحتفاظ بها بين ذراعيها، استدرجتها "مُنتحلة صفة الطبيبة" لجناح إجراء الفحوصات بالمستشفى بعدما أخبرت الجميع أن الرضيعة يجب أن تخضع لفحوصات ضرورية وحاسمة قبل المغادرة، وبينما بقيَّ الأب بجانب زوجته في جناح الولادة، رافقت الجدة الطبيبة الوهمية حاملة بين يديها حفيدتها، إلى قاعة خاصة بالفحوصات، وبعد وصولهما إلى المدخل، ولجت "السارقة" للداخل وتركت الجدة في الخارج، حيث استطاعت بمكرها إحكام القبضة على الرضيعة، وطلبت بعد ذلك ملف الرضيعة، لكن الجدة ردت بأنها لا تتوفر على المطلوب، فأمرت "الطبيبة الوهمية" الجدة بالرجوع عند ابنها لإحضار الملف، ابتعدت الجدة شيئا ما عن المدخل، وأجرت مكالمة هاتفية مع ابنها طالبة منه إحضار الملف والالتحاق بها بغرفة الفحوصات، لكن بعد وصول الأب، سيدرك رفقة أمه أن الحيلة انطلت على العائلة، وأن الطبيبة المزعومة لم تكن سوى سارقة، نفذت سيناريو محبوك استعانت فيه بالوزرة البيضاء وتقمصت دور الطبيبة، ثم غادرت المستشفى حاملة الرضيعة إلى وجهة مجهولة. بحث الأب رفقة أمه في جناح الفحوصات ولم يعثرا على المرأة ولا على الرضيعة، وبعد أن طاف أفراد العائلة في كل الأماكن والأجنحة بالمستشفى باحثين عن الطبيبة الوهمية والرضيعة، أيقن الأب المكلوم أن ابنته الرضيعة كانت ضحية مؤامرة حولت فرحته بمولودته إلى جحيم وألم ومعاناة. أكد العديد من أفراد عائلة الأب، أنه قبل تنفيذ سيناريو سرقة رضيعته، كانت "السارقة" تطوف بحرية بجناح الولادة وبكل فضاءات المستشفى، وكانت تحوم حول الرضيعة، لاختيار الوقت المناسب لـ "الانقضاض" عليها، كما أشارت قريبة من العائلة أن السارقة حملت الرضيعة بين يديها في مرة سابقة، قبل أن تضعها بمكانها، بعد أن تمَّ إبعادها بشكل غير مباشر من طرف أحد أفراد العائلة، حيث توجهت نحو امرأة مكلفة بالنظافة وانزوت في مكان قريب ودار بينهما حديث، استغرق قرابة 15 دقيقة - حسب تصريحات شهود عيان من العائلة -. وقد استدعت الشرطة عاملة النظافة للتحقيق معها، واستنطاقها لاقتفاء أثر السارقة، ومعرفة طبيعة العلاقة التي تجمعهما، (الطبيبة الوهمية وعاملة النظافة) والبحث عن خيوط يُمكن أن تؤكد أو تنفي ضلوع عاملة النظافة في مخطط سرقة الرضيعة.

بعد أن أخبر رجال الأمن وأطر إدارة المستشفى الأب والعائلة، أن التحريات جارية للوصول إلى السارقة، وعودة الرضيعة لأحضان أمها، راجت "صورة تقريبية" للسارقة، وتمت مقارنتها مع فيديو امرأة مغربية بأوصاف مُماثلة، كانت قد حلت ضيفة على برنامج تلفزيوني عنوانه "المسامح كريم" من تنشيط الإعلامي "جورج قرداحي"، لكن أكد أب الرضيعة أن ضيفة " قرداحي" رغم تشابهها الكبير مع "السارقة"، تختلف عنها على مستوى شكل الشفتين، ولا زال أفراد عائلة الرضيعة ينفذون وقفات احتجاجية أمام المستشفى، مُطالبين بتدخل الملك محمد السادس، واصفين أطر المستشفى بالتقصير والتواطؤ، في مساعدة السارقة على خطف الرضيعة خصوصا (حارس أمن خاص) و(عاملة النظافة) وإدارة المستشفى.