الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

اسماعيني بناصر:محْنة أخرى للأساتذة المتدربين بورزازات

اسماعيني بناصر:محْنة أخرى للأساتذة المتدربين بورزازات اسماعيني بناصر
في ظل وضع اقتصادي يتميز بتوالي أزمات كارثية في مختلف القطاعات الانتاجية بالبلاد وانسداد آفاق الحوار الاجتماعي الذي لم تكن نتائجه في يوم من الأيام مرضية للفئات الكادحة، وعموم فقراء هذا الوطن، تعمل الحكومة المغربية على حرمان الأساتذة المتدربين من المنح، و في أحسن الأحوال قد نقول تأخير صرف المنح،و هذا يجري دون استحياء أو التفكير في وضعية هذه الفئة الاجتماعية التي ستحمل على عاتقها تربية و تكوين أجيال المستقبل و الصهر على تدبير أهم قطاع استراتيجي يلامس مختلف جوانب الحيات العامة لمستقبل الوطن بما فيها الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي .... و تنبني عليه قوة وتقدم المجتمع في شموليته، فهذه الفئة و التي من المفترض أن تعيش في أريحية تامة سواءً إبان تكوينها او بعد ذلك حتى تستطيع التركيز على مهامها في أجواء يعمها بذل أقصى ما يمكن من الجهد بشكل ممنهج علميا ووفق تخطيط محكما ..فرض عليها النزول إلى ساحة النضال لمواجهة سياسة وتعجرف المسؤولين من أجل ابسط حقوقها... في تواجدي بين صفوف هذه الفئة بمدينة ورزازات؛ أمام مقر مركز التدريب الخاص بها، عبر الأستاذة المتدربين عن استيائهم من ممارسات الجهات المعنية في حقهم والتماطل الذي تسلكه تجاههم خاصة و أنها أعطت وعدا بصرف منحة شهرية قدرها 1400 درهم، لكنها تنصلت من هذا الوعد مما حدا بالأساتذة المتدربين مقاطعة الدروس و الدخول في أشكال احتجاجية مفتوحة من تجمعات و وقفات احتجاجية يومية بالمركز أو أمامه،تم أردف أحد الأساتذة في تصريحه على أنهم سيستمرون في الاشكال الاحتجاجية إلى حين تحقيق مطلبهم العادل و المشروع المتمثل في صرف المنحة ... و بكل أسف تبقى نضالاتهم و إلى حد كتابة هذه الأسطر تواجه بسياسة الأذن الصماء من قبل الجهات الحكومية والتي دأبت في تعاطيها مع مطالب الفئات الشعبية الى اعتماد المقولة الشهير "الصمت حكمة " طبعا انه حكمة لكن في خدمة من؟ و ضد من توجه نتائج هذه الحكمة ؟ ..فسيدتنا الحكومة ،او الجهة المسؤولة من داخل الأجهزة الحكومية، على هذا التأخير في صرف المنحة من اللازم عليها أن توضح سبب هذا التأخير، و أين هي هذه المبالغ المالية حاليا؟و أين يكمن خلل هذا التأخير هل في التخطيط أم هي مسألة تقنية ؟ ام ماذا ؟...على كل حال فهذه المبالغ و بالرغم من هزالتها فإن مجموعها يشكل مبلغا ماليا ضخما، قد ينتج في أيام معدودة ربحا خياليا، إذا ما استعمل في الأعمال التجارية، و بما أن التأخير أصبح واقع مفروضا ألا يجدر بحكومتنا أن تصرف تعويضات عن ذلك لصالح الأساتذة المتدربين؟ فهي في كل الأحوال تفرض غرامات على تأخر المواطنين في دفع واجبات الديون العمومية ،و قد يصل في بعض الحالات إلى الإكراه البدني، لكن في هذه الحالة لم تباشر أي حوار جاد ومسؤول مع فئة الأساتذة المتدربين، بالرغم من أن الحوار ليس هدفا في حد ذاته بقدر ما تعتبر التسوية هي الهدف المطلوب،و تبقى فئتنا في نضالها اليومي و محاولاتها تنظيم صفوفها بشكل محكم و تصعيدها في الأشكال الاحتجاجية تستخلص دروسا من أجل مواجهة ما قد تحبل به السنوات المقبلة،في ضل شروط موضوعية وصفها بالرداءة ،يعد ظلما لهذا المفهوم،خاصة وأنهم سيبدؤون مشوارهم المهني بالتعاقد... و هذا مشكل كبير لكن الأدهى منه هو الجهة المتعاقد معها، حيث أنها لم تفي بصرف مبلغ المنحة المحدد في 1400 درهم فكيف ستفي بالالتزامات المتعاقد عليها ؟ و يبقى النضال هو الطريق الصحيح و المجدي و كما يقال " فالحقوق تنتزع و لا تهدى" " و مسافة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى" .