الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

حسن برما: يوميات مقاطعة مدوخة

حسن برما: يوميات مقاطعة مدوخة حسن برما

مازالت الأسطوانة المشروخة تجرح يد سيزيف العاشق.. تنغص حياة البسطاء بتكرار نشيد المناحة، ومرضى الجشع يطالبون باستهلاك منتوجات البلاد خدمة للوطن، يسرقون صناديق العباد والبلاد، وينسون أن الاحتكار وضرب كرامة المواطن وسرقة قوته البسيط هو الخيانة الكبرى للوطن.

ونحن مداويخ الوطن، لا يهمنا مداويخ بنكيران وقطيع المساعدة على القذف، فرضاً أن المقاطعة من تخطيط مداويخه، وليكن، ركبوا على حركة 20 فبراير وأجهضوها ، فلنركب على المقاطعة ونجعلهم يدوخون!

ومع هذه المقاطعة داخت الحلوفة للمخزن وما عرف شكون يشد، والمخبرون الذين اندسوا في 20 فبراير مات لهم الحوت هذه المرة، وفي تاريخي، لستَ مستحيلا حتى لو هزمت حلمي الكبير، سأنتصر عليك في امتدادي القادم، الأشقياء لا يموتون، الضربة التي لا تقتل تُقَوّي.

مداويخ.. خونة الوطن .. قطيع.. جيعانين.. وماذا بعد؟ يطالبون بضرورة ظهور قيادة للمقاطعة حتى يسهل على المخزن توجيه الضربة بدقة.. خليوهم مشتتين دايخين.

فيما زعامات النقابات والأحزاب وجمعيات حماية المستهلك ودكاكين الانتخابات المخدومة تخلت نهائيا عن الشعب، التزمت الصمت الحقير دعما لفقهاء التمييع وأباطرة الافتراس، وواصلت انبطاحها وانتهازيتها.

بمناسبة فاضح ماي، صرخت الديناصورات فوق المنصات، لكمت الهواء بغباء، استدعى الخوامجية شيخهم الثرثار ليحاضر أمام العمال والطلبة، وعول غربان اتحاد الأشرار على الشيخ الستاتي والأتباع، وانتهي فاضح ماي.

والحقيقة، الأفق الضيق يؤدي للجحيم الرحب، المغرب تغير، نحن نحب الوطن بصدق أكثر من ديناصورات الأحزاب والنقابات وسلالة الريع التي تدَّعي الاشتغال بالسياسة لعقود وتجهل فن الرد والإقناع، وفي علم النفس "المغربي" القطيع يعني النعاج والأبقار والحمير، وفي البلاغة هو حشيان الهضرة والتحقير، ونحن لسنا كذلك.

وأنت الذي تصف أبناء قبيلتك بأولاد القحـ .. العالم سخر من وطننا بسبب كراطتك وسطلك، لذلك نذكرك أن غياب المحاسبة والعقاب كيضسر ويعلم السيبة، اختفيت مؤقتا وأعادتك "نسيبتك" الحديدية رئيسا وهي تعرف أنك أنت هو الجيعان المدوخ الخائن.

وقطيع بنكيران الالكتروني يوهم غربانه أنه نجح في الانتقام ممن وضع بوعشرين خلف القضبان وينسى أن الشعب يقاطع الجميع، وقمة الاستحمار والاستبغال أن تكون لسان حكومة وتأتي لفاضح ماي لترتدي قناع المدافع عن الشعب المظلوم.

قال لسان الحكومة: بْلا حكومة مكاتسمعش للمطالب ما يمكنش نتقدموا للأمام.

وقال المدوخ الخائن: سر أنا بغيت لك اللقوة العسرية، لو كنا في بلد ديموقراطي حقا لتمت محاسبتك وإقالتك بسبب تصريحك السائب ووضعك في جناح خاص بالمرضى العقليين.

بالموازاة مع الأمر الواقع، كمّ السخرية السوداء المرافق لهذه المقاطعة أكد أن المغاربة عالم عجيب، طبعا سخريتنا سلاح فتاك إزاء جشع المفترسين العميان ومن استنزف الجيوب بحليب الماء والزغاريد وباعهم ماء الروبيني بثمن الماء المعدني !

اعتذر بنكيران الحلايبي وما زلنا ننتظر اعتذار تمساح المصباح الصدئ على ما اقترفه من جرائم في حق الفقرا، لا أخوة بين المفترس والضحية، والاعتذار اللفظي لا يفيد ، ينقصوا من الأسعار المسعورة ليعيش المسكين بكرامة، وهذا ما كان !

ومع الحال، يلوك لسان الأحزاب ونقابات الديناصورات وقنوات الصرف الصحي مقولة "كم حاجة قضيناها بتركها"، ألهذا الحد يخافون فزاعات الوليمة الخائبة؟ وخبراء التواصل أصحاب دبلومات الكوكوط مينوت أثبتوا أنهم فاشلون في تدجين الرأي العام ومقارعة ذكاء المقتنعين بالمقاطعة.

وفي يوم الصحافة ينتصب سؤال إلى المنابر الجبانة المدعومة من طرف المخزن والتي تمارس مهمة التعتيم وغسل الأدمغة.. واش انتوما بخير؟ وقنوات الصرف الصحي الأولى والثانية الممولتان من جيوب الشعب واش هما معنا ولا مع غانا؟ أكثر من أسبوع والعالم يتحدث عن المقاطعة وهما جامعين الطم، يلهطان فلوسنا ويمارسان التعتيم والتمييع لحساب لوبيات الافتراس المقيت.

شكرا للمقاطعة، أراحتنا نسبيا من خواطر شعراء العطش السريري وشويعرات الإيحاءات الجنسية الساخنة، نعرف كم هم جبناء! لا يمكن للشعر الانسحاب من أرض الفعل المحرض بإبداعية ويبقى في ملكوت التأمل الصوفي المحايد.. الإبداع يكتب الشعر والأرض، أرى وجوها وبراقع وفتوات تزدحم في سوق الكلمة.. ولا أرى شعرا ولا قصة، مؤخرا سمعت لمسلم وأحسست أنه يغني للوطن وولاد الشعب الساعة هو يطبزها في العين العورة وطلع عنده وسام.

والنتيجة، قاطعت الحسناء الماكرة، طبعا هي سبب القطيعة، أسألها عن حقي، تتذرع بالظروف وتطلب مني المزيد من الانتظار حتى يحن الله.