Monday 19 May 2025
سياسة

خرجة الوهابي أبو النعيم: هل هي خرجة مخدومة لفائدة الوزير التوفيق أم ضده؟

خرجة الوهابي أبو النعيم: هل هي خرجة مخدومة لفائدة الوزير التوفيق أم ضده؟

هل ينتقد أبو النعيم الوزير التوفيق، أم يدافع عنه؟ سؤال تمليه طبيعة مقال مكثف لأبي النعيم بصفحته على الفيسبوك بعنوان:"السلفية وأصحاب الحديث..".
لن نقف على سياق هذا المقال في مستويات التدافع في الحقل الديني ،وإن كانت المناسبة تستدعي ذلك. لكن آثرنا ان نبقى ملتزمين بحدود سؤال الانطلاق، حفاظا على وحدة المعنى. يقول أبو النعيم:" فالمهرجان حول السلفية الذي أقامه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهو معروف بعداءه الشديد للسلفية وأصحاب الحديث وابن تيمية والوهابية. ودعا الى هذا المهرجان جمعا من غلاة الصوفية والطرقيين ومتعصبة المذهب، والكثير من المفكرين والمتعصبين وبعض المتلاعبين،وكلهم من المعادين للسلفية، ولهم تاريخ مرير في محاربة شيخنا الدكتور محمد تقي الدين الهلالي...ولهم جهود في مناصرة البدع والخرافات والقبورية والأشعرية والطرقية..".
ويضيف أبو النعيم:" كما أنه كان في هذا المهرجان بعض مشايخ السلفية الذين كان نصيبهم الحضور فقط،أو أرادوا إحراجهم أو الضغط عليهم حتى يظهروا للناس،كذبا وزورا،ان هؤلاء الدعاة والمشايخ السلفيين،هم على طيقتهم المظلمة. ويا ليت ان هؤلاء الدعاة والعلماء ما حضروا دار الندوة ولا شهدوا المؤامرة المظلمة..".
وقد كانت مقاصد هذه الندوة/المهرجان ،على لسان أبي النعيم كالتالي:" أما الذين نظموا هذا المهرجان فأرادوا أن يقدموا للناس، أن السلفية هي القبورية والأضرحة والشعوذة والأشعرية والتصوف الخرافي والتعصب المذهبي، وأن السلفية الحق،وهابية وداعشية وإرهاب وقول باطل مخالف للسلف..".
وحتى نبقى مرتبطين بسؤال الانطلاق،نسجل أنه كلما كان هناك نقد من طرف المنتسبين للصف الوطني الديمقراطي، للوزير التوفيق، إلا واستتبع بنقد مماثل له من طرف الصف الأصولي، بغاية تبيان أن الوزير التوفيق على المحجة البيضاء.
لقد كنا في "أنفاس بريس"أول من انتقد الندوة التي نظمها، السنة الماضية،المجلس العلمي الأعلى حول السلفية.واحتضن في هذا الباب كتابات عديدة، انتقدت تبييض الوزير التوفيق للوهابية، وانتقدت طبيعة العروض التي لم تخرج عن التكييف الإخواني للسلفية.كما انتقدت كلمة الشيخ زحل الذي قدم من خلالها-وهو يزيف تاريخ الحركة الوطنية- عرضا للقصر مماثل لتحالف بداية ستينيات القرن الماضي،ضد اليسار.
كما انتقدت هذه الكتابات أيضا تقبيل الوزير التوفيق لرأس الشيخ زحل، واستئثار هذا الأخير بكلمتين في هذه الندوة.
اذن ندوة المجلس العلمي الأعلى اندرجت في سياق مغاير لما يدعيه أبو النعيم، وجد تعبيره السياسي لاحقا في المحاولة الجارية لإدماج السلفيين في حزب الكومسير عرشان.
ولعل هذا التبييض المذهبي للسلفية هو الذي التقطه أولا، حماد القباج، فنوه بداية بهذه الندوة، ليتراجع لاحقا لينتقدها في سياق التدليس على أهدافها الحقيقية.وهذا النقد هو الذي اعتمدتة جريدة "السبيل".
وقد جاء بعد ذلك أبو النعيم ليمعن في هذا التدليس بنقد هذه الندوة، ومعها الوزير التوفيق.
لماذا اليوم في هذه السنة يتم تكرار ذلك؟!
كما بدأنا السؤال نعيده: هل ينتقد أبو النعيم الوزير التوفيق،أم يدافع عنه؟