الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد المجيد مومر: يا حُكَّام الجزائر، وَمَالَكُم كَيْفَ تَحْكُمُون؟!

عبد المجيد مومر: يا حُكَّام الجزائر، وَمَالَكُم كَيْفَ تَحْكُمُون؟! عبد المجيد مومر الزيراوي

تبقى مبادرة تمتيع بعض الجهات الجنوبية بالحكم الذاتي ضمن سيادة الدولة المغربية الديمقراطية المُوَحَدة، بمثابة حل نهائي سلمي أخلاقي قانوني متوازن، يؤسس لثقافة وممارسة ديمقراطية جديدة بالمنطقة وفق مبدأ رابح-رابح. مُبادرة الحكم الذاتي التي أكد القرار الأممي على أنها ذات جدية ومصداقية ، هذه المبادرة المغربية الديمقراطية تؤسس لربيع الصحراء الأخضر.

فلا أحد داخل دولة الجزائر يستطيع إنكار حقيقة أن المعنى الحقيقي لمفهوم حق تقرير المصير، الذي ناضل من أجله رواد حركات التحرر الوطني بالقارة الإفريقية، وفي طَلِيعَتهم بطل التحرير الملك محمد الخامس تغمده الله بواسع رحمته، هذا المعنى الحقيقي كان ينادي بحق الدول الإفريقية المُسْتعمرة في تحرر شعوبها وحق تقرير المصير من الاستعمار الأوروبي، وليس اصطناع دويلات جاهزة للاستعمال المشبوه على مخلفات الحدود الاستعمارية التي تخدم أجندات خطيرة على الأمن والسلم الإفريقي والعالمي .

لأن مفهوم تقرير المصير لا يمكن أن يصبح سلاحا سياسويا  ضد مجتمع التنوع البشري، مثلما لا يمكن أن يتحول مفهوم تقرير المصير إلى كلمة حق يراد بها باطل التفرقة العرقية أو الدينية وشرعنة الانفصال عن الوطن الأم، ومحاولة تقسيمه وفق مقاربات زرعها خُدَّام المُسْتَعْمِر الذي نهب ثروات افريقيا طيلة عقود، ولم يترك خلفه إلاَّ الخراب ومأساة أجيال من المستضعفات والمستضعفين بأفريقيا يعانون وسط الأوبئة والمجاعة والفقر ومذاهب التمييز العنصري.

ويمكن الجَزْم أن المبادرة المغربية المتينة بروح الديمقراطية وحقوق الإنسان والترسانة الدستورية والقانونية التي ترتكز عليها، والمنبثقة من تعاقد مجتمعي دستوري انخرط فيه المواطنات والمواطنون المغاربة المقيمون والمقيمات بصورة مستمرة في أرض وطنهم الأم، بالجهات الجنوبية المغربية المُوَحَّدَة بثابت دستوري واختيار ديمقراطي رائد في القارة الإفريقية .

هذه المبادرات الساعية نحو ترسيخ اختيار مصير السلم والسلام وحداثة التعايش الثقافي والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، الذي يظل السبيل النّْيُوَاقِعِي القادر على تغيير عقليات الأبارتايد العرقي والأيديولوجي، ودمج باقي المكونات الثقافية العديدة ضمن الاختيار الديمقراطي المغربي المتقدم القائم على الحرية والمسؤولية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والمجالية والمساواة في المُواطنة وفي الإنسانية .

 ورغم كيد الكائدين ومسالكهم الوَعِرَة، فإن المغرب حَقَّقَ الرِّيَادة في إبداع مبادئ سامية، جعلت للتعايش الثقافي مكانته العريقة داخل وجدان الثقافات المحلية بالوطن المغربي المُوَّحَد.

فكيف يحاول البعض مقارنة ما لا يُقارن؟!

كيف يمكن مقارنة وَهْمَ جبهة مُخيَّمات الجلاء في أرض الخلاء بالجزائر، مع جدية ومصداقية العمق الحقوقي والتنموي للحل النهائي المغربي المُتجسد في مبادرة الحكم الذاتي الديمقراطية؟!

كيف يمكن مقارنة واحات المغرب بكِيتُوهات أفظع سجن بين رمال دولة الجزائر يجمع الأبرياء من ضحايا جبهة الأبارتايد الأيديولوجي؟!

كَيْفكُمْ يا حُكَّام الجزائر؟!

ومالكم كيف تحكمون؟!

ثم ارتقبوا مع ولاد الشعب.. إنَّا لَمُرْتَقبون !

سيكشف الله الغطاء عن أعين العالمين ليُصبح البَصَرُ حديداُ يرى فظاعة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، والمسكوت عنها بمخيمات الجلاء في أرض الخلاء بدولة الجزائر.

هذا نبض القلوب الراغبة في السلام والتنمية يُسْمِعكُم دَقَّات عباراته الباحثة عن عودة أَحِبَّة مُغَيَّبِين -ظُلمًا وجورًا- عن الاطلاع على حقيقة ما يعيشه جنوب المغرب الحبيب من تجربة تنموية ديمقراطية رائدة بإفريقيا، والتي تَسْتَحِقُّ التحاق ولاد الشعب المغربي المُحْتَجَزِين بمخيمات ومساكن بدائية في فيافي الصحراء القاحلة والمُحاصرين بين أسلحة عصابات الاسترزاق السياسوي وجماعات الإرهاب الدموي ومافيا المخدرات والتهريب وشياطين المُتَاجِرِين بالبشر .

الديمقراطية أولا و أخيرا..

- عبد المجيد مومر الزيراوي، شاعر وكاتب