الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

نبيلة منيب: الحرية لا ينعم بها إلا الأحرار و لو كانوا خلف قضبان الظلم

نبيلة منيب: الحرية لا ينعم بها إلا الأحرار و لو كانوا خلف قضبان الظلم نبيلة منيب

تحية لهيئة الدفاع و لهيئة دعم المعتقلين و عائلاتهم، تحية للزفزافي و رفاقه الصامدين أمام الغطرسة و الظلم.

حضرت اليوم 6 أبريل 2018، محاكمة نشطاء قياديين على خلفية حراك الريف السلمي في الوقت الذي لازالت الاعتقالات مستمرة و ما يسميه المعتقلون "عقاب جماعي" أيضا مستمرأ.

القضاء يجرجر المحاكمات و كأنه ينتظر توجيهات لم تأت بعد، و يحاول التيئيس بعدما فشل مخطط التخويف و التخوين. فلا يمكنك إلا أن تشعر بالحسرة على وطن محتجز و على حضور محاكمة الشباب السلمي الذي يطالب بالإصلاح و بالعيش الكريم، في حين ينعم المفسدون بالإفلات من العقاب، و لا أقول بالحرية، لأن الحرية لا ينعم بها إلا الأحرار و لو كانوا خلف قضبان الظلم.

فرغم المناخ البئيس الذي  كان يخيم على الجلسة، فإن هيئة الدفاع تجعلك تشعر بالفخر بقامات خبرت المحاكم و المظالم و شباب وجد نفسه وسط المعركة و انخرط فيها بإباء. و تنظر إلى الشباب المعتقل بتهم واهية، حيث يؤكد المحامون و هيئة دعم المعتقلين الذين يتابعون المحاكمات باستمرار، أن الملف يكاد أن يكون فارغا. وعندما يطول السيناريو البئيس. تسمع أصواتا تصدح بالحقيقة، و عيون واثقة في عدالة القضية و تعتز بكونها تضحي ليرحل الظلم و الفساد و الاستبداد عن الوطن. هؤلاء الشباب  بصموا مسيرة الإنعتاق و العزة بأسلوبهم و شموخهم. أما عن الآباء و الأمهات الواقفين و الواقفات كالأهرامات معتزين بصنف من الأبناء كنا نظنه في انقراض خاصة مع تفشي ظاهرة الإنحناء و الركوع  والتملق وامتهان النهب و السطو على العقارات و الخيرات.

لقد تألمت كثيرا لصرخة الصحافي المهداوي، لقد كانت تحمل نبرة الشعور بالحكرة و الظلم المبين و التعسف. كما استمعت بتأثر لمرافعة ناصر الزفزافي و أحد رفاقه الذي يخوض إضرابا عن الطعام بعدما اعتقلوا مؤخرا، أخوه الذي كان يأتي لزيارته.

رأيت وجوها شاحبة لشباب مناضل يحمل شارة النصر و يبتسم لكي لا تبكي الأمهات. لماذا يجري هذا في وطني و أي خطر يمثله المعتقلين و على مصالح من؟ إن الفساد و الاستبداد و عدم استقلال القضاء هو ما يهدد السلم و الأمن و كذا لوبيات الفساد و الاحتكار و المنتخبون الفاسدون الذين يستغلون مناصبهم لمراكمة الثروات و جعل الأوضاع تزداد سوءا و الثروة تتمركز في أيادي قليلة، بينما تتسع دائرة المحرومين و الذين إذا ما سولت لهم أنفسهم المطالبة بالحقوق المشروعة فمصيرهم هو الاعتقال و التنكيل. فإلى متى ستستمر هذه المقاربة التسلطية وتجعل القمع الممنهج يطال المحتجين السلميين في كل الجهات التي سئمت من انتظار نصيبها في التنمية كجرادة و أوطاط الحاج و إميضر و...

فإذا كان المنتظم الدولي، الذي يرعى مصالحه، لا يكترث لمصالحنا وحقنا في استكمال وحدتنا الترابية فذلك راجع لغياب المناعة التي تمنحها الديمقراطية الحقة و الجهوية المتطورة والمتضامنة و العدالة الاجتماعية و المساواة و الكرامة. إن تقوية الجبهة الداخلية مدخل لتقوية المغرب خارجيا و هو ما لا  يرغب  فيه من يؤبد الإستبداد و رديفه الفساد. "أطلقوا سراح المعتقلين" مصلحة الوطن في تجاوز المقاربات البائدة و في احترام حقوق الانسان و صيانتها "أطلقوا سراح المعتقلين" أوقفوا العبث لنطلق حملة وطنية للتضامن و لنتعبأ من أجل المطالبة بالإفراج عن المعتقلين الأبرياء.