الأحد 24 نوفمبر 2024
جالية

أي دور لمغاربة العالم في السياسات العمومية؟

أي دور لمغاربة العالم في السياسات العمومية؟

شكرًا لكم على إتاحتنا الفرصة لنتكلم بصراحة وبجرأة في مؤسسة تعتبر رمزا للديمقراطية في بلادنا وبلسان مناضل تربى في حزب سياسي، كان باستمرار حريصا على الديمقراطية الداخلية،
مؤمنا بالتغيير والإصلاح منذ سنوات، دافعنا وباستماتة على خيارات ديمقراطية، واصطففنا في خندق واحد مع المستضعفين والكادحين من الشعب المغربي.
واصلنا المعركة خارج الوطن ولم نستسلم، وتشبعنا بديمقراطيات دول الإقامة وسعينا ولازلنا جادين لكي ننقل تجارب هذه الدول على أرض واقعنا المغربي.
ناضلنا لسنوات من أجل تحقيق تطلعات مغاربة العالم وطالبنا ولازلنا نطالب بضرورة إشراكها في تدبير الشأن، تدبير ملف الهجرة الشائك، دافعنا في كل المنتديات على قضايا بلدنا وكنا باستمرار في الواجهة في بلدان الإقامة.
شعار الندوة مهم وموضوع الساعة، أي دور للجالية في السياسة العمومية للمغرب، سؤال نطرحه باستمرار.

في الأسبوع الماضي فقط حضرت ندوة في مجلس المستشارين كان موضوعها الجهوية الموسعة ودور مغاربة العالم في دعمها، اليوم تقريبا نفس الموضوع، بصيغة تضمن لنا أن نتوسع في النقاش ونتكلم بصراحة
ليس هناك دور لمغاربة العالم في السياسات العمومية، دون تحقيق للمواطنة الكاملة، مغاربة العالم يرغبون في تفعيل الفصول المتعلقة بالمشاركة السياسية، ويريدون أن يلعبوا دورا في كل المؤسسات التي نص عليها الدستور، يريدون أن يكون لهم دور في السياسات العمومية، كما أنهم حريصون على المساهمة في التنمية، ومن خلال الجهوية الموسعة يرغبون في أن يكون لهم حضور بمشاريع لتنمية الجهات التي ينحدرون منها.
مغاربة العالم برزوا في العديد من الدول في كل المجالات، ولا ينتظرون إلا الإرادة السياسية لنقل مؤهلاتهم وتجاربهم لتجسيدها على أرض الواقع في بلادهم.
لقد أكدوا في العديد من الدول أن لهم مؤهلات بلادهم في أمس الحاجة إليها، برزوا ككفاءات في السياسة والعلم، وهم ينتظرون فقط الفرصة من حكومة بلدهم للإعتراف بهم.
قلنا باستمرار لماذا لا تضعون ثقتكم في  كفاءات مغربية تعيش في مختلف الدول قادرة على تحمل المسؤولية في تدبير الشأن القنصلي والدبلوماسي، بل تدبير ملف الهجرة لأنهم الأجدر بحل كل المشاكل، المتعلقة بهذا القطاع.
طالبنا ولازلنا إعطاءهم الفرصة لإبراز مؤهلاتهم لكن لحد الساعة لازالت الإرادة السياسية غائبة
عندما نتحدث عن دور الجالية في السياسات العمومية، فيجب أن نؤمن بهذا الخيار لأنه لا يمكن أن يكون هناك تفاعل مع هذا الشعار دون أن نمنحهم حق التمثيلية في المؤسسات التي نص عليها الدستور المغربي لنكن واقعيين، بزرع الأمل في خمسة ملايين مغربي أو أكثر، حققوا رغبتهم في تفعيل الدستور  لاسيما ومنكم من تحمل المسؤولية في حكومة سابقة وكان له حضور على مستوى هذه المؤسسة التشريعية، عندما تتاح لنا الفرصة فإننا نتحدث بحرقة وبواقعية ونريد الخير لبلادنا، لسنا من الملهمين بالكراسي والمناصب ولكن نرغب في تمتيعنا  بحقوقنا الدستورية.
الرسالة التي بعثتها في لقاء الأسبوع الماضي ومن هذه المؤسسة أكرره اليوم، إذا أردتم بالفعل أن يساهم مغاربة العالم في التنمية كقيمة اقتصادية مهمة يمكن الإعتماد عليها حققوا انتظاراتهم، حققوا مطالبهم الدستورية، هم يعيشون إحباطا، يعيشون ظروفا صعبة في دول الإقامة، محاصرون في دول عديدة بسبب الإرهاب الذي تورط فيه المغاربة، هم يعيشون إقصاء، افتحوا لهم باب الأمل حتى يحسوا بالفعل أنهم مغاربة وأن بلدهم يدافع عن أوضاعهم في بلدان الإقامة، لا تديروا ظهوركم عنهم.
إذا كنت قد تكلمت بلسان غالبية من مغاربة العالم فإني الآن كمناضل اتحادي أن يدافع حزبي عن تفعيل الدستور، أن يدافع عن إشراك مغاربة العالم في السياسات العمومية لبلدهم، لا نريدكم أن تتخندقوا في صف واحد مع هذه الحكومة ولو في المعارضة، هذه الحكومة التي رهنت مستقبل البلاد نحو المجهول، لدينا الثقة في قيادات حزبنا والتي تؤمن بعدالة مطالبنا وخياراتنا، أتمنى من كل قلبي أن تكون هذه المحطة تاريخية اتركونا نتشبث بخيط الأمل دافعوا عن المشروعية من خلال تفعيل بنود الدستور، ارجعوا الأمل لمغاربة العالم فهم محبطين  يعانون في ظروف صعبة لأن نظرة العالم تغيرت اتجاههم بسبب الإرهاب حفزوهم على المساهمة في كل مبادرة تنطلق من مؤسسات بلادهم، ساهموا في الحفاظ على هوية أطفالهم ودينهم الوسطي.
هذه هي رسالتي أتمنى أن يتلقاها الجميع ويتفاعل معها، ولدي الإضافة يوم اللقاء.