السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

في دفاعه عن بوعشرين: حامي الدين يستل سلاح الدين لتحريف القرآن !

في دفاعه عن بوعشرين: حامي الدين يستل سلاح الدين لتحريف القرآن ! حامي الدين ونتوفيق بوعشرين

يواصل عبد العالي حامي الدين، القيادي البارز بحزب العدالة والتنمية ورئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، بهتانه وتزويره للحقائق، من أجل "نصرة" توفيق بوعشرين والتشبث ببراءته، و"شيطنة" اتهامات الضحايا والمشتكيات، قبل أن يقول القضاء كلمته النهائية. مبدأ "نصرة" بوعشرين "ظالما أو مظلوما" في قضية التحرش الجنسي والاغتصاب والاتجار بالبشر التي يتابع على ذمتها، هو المبدأ نفسه الذي يؤمن به زملاؤه في الحزب، أي الانحياز إلى المتهمين و"الظالمين" على حساب "المظلومين"

في التدوينة الأخيرة لحامي الدين، وضع توفيق بوعشرين في مرتبة "القديسين والأولياء" المفترى عليهم، وهو يعود إلى ترديد الأسطوانة المشروخة "المشككة" في السلطة القضائية، وفي "روايات" المشتكيات: "المتهم بريء حتى تثبت إدانته". وهي قاعدة قانونية لا يختلف معها أحد. لكن حامي الدين يضيف إليها "البهارات" و"المنشطات" و"الزوائد"، حتى يلفت الأنظار إلى أن قضية بوعشرين قضية "سامية" لا تشبه القضايا "العادية" والمتداولة" المطروحة على العدالة، معللا ذلك بقوله "لا أستغرب حملات التشهير بالصحافي توفيق بوعشرين من بعض الجهات التي لا تؤمن بمبدأ "البراءة هي الأصل" ولا تتورع  في القذف والتشهير وترويج الادعاءات والمزاعم وكأنها حقيقة ثابتة، ولكن استغرابي من بعض من يزعمون انتسابهم للمرجعية الإسلامية والذين يخوضون في الأعراض بدون بينة لأسباب لا يعلمها إلا الله".

من هنا فتدوينة عبد العالي حامي الدين، بهذا القصف المباشر لمن يزعم بأنهم ينتسبون للمرجعية الأصولية، لم تكن تدوينة "بريئة"، وهو يستل سلاح "الدين" والنص القرآني، في تحريف واضح لمضمون آية صريحة، وهو يذكر خصومهم ممن يرتكبون في رأيهم جريمة القذف، بقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور : 23]  

وفي تفسيره "الشخصي" وتأويله "العجيب" لآية "قذف المحصنات" سورة النور، يؤكد العلامة والفقيه حامي الدين ما يلي "وحسب المفسرين، فإن الحكم في هذه الحالة لا يختلف فيه الرجل عن المرأة ، غير أن الله تعالى ذكر المرأة لأن تأثير القذف والتشهير عليها أكثر من الرجل".

ببساطة، أصبح بوعشرين - في نظر حامي الدين-  من "المحصنات"، وتحولت حملات القذف في حقه من "الكبائر" التي حرمها الله. مع العلم أن الله في الآبة يتحدث عن المحصنات. يقول تعالى ذكره: ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ) بالفاحشة (الْمُحْصَنَاتِ) يعني العفيفات (الْغَافِلاتِ) عن الفواحش (الْمُؤْمِنَاتِ) بالله ورسوله، وما جاء به من عند الله، (لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) يقول: أبْعدوا من رحمة الله في الدنيا والآخرة، (وَلَهُمْ) في الآخرة ( َذَابٌ عَظِيمٌ) وذلك عذاب جهنم.

واختلف أهل التأويل في المحصنات اللاتي هذا حكمهنّ، فقال بعضهم: إنما ذلك لعائشة خاصة، وحكم من الله فيها وفيمن رماها، دون سائر نساء أمة نبينا صلى الله عليه وسلم.

فأي افتراء يفتريه عبد العالي حامي الدين على القرآن وعلى الله، ويكذب المفسرين والفقهاء ورجال الدين. لكنه هذه المرة تمادى في الخيال و"الكذب" والتزوير والتحريف، ولم في 114 سورة قرأنية، إلا سورة النور، لـ"يختلس" منها هذه الآية، ويقوم بتكييفها وتلفيفها ببهاراته، وتأويلاته "العجيبة".

والأجدر أن يسأل حامي الدين الله لنفسه الستر والعافية، قبل أن يسأله للآخرين، وأن يحفظ لسانه من قول الزور، وأن يعيذنا وإياكم من شياطين الإنس الذين يحرفون القرآن.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.