السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

هل بايعت المدرسة العليا للأساتذة بالدار البيضاء"سيدنا" ابو بكر البغدادي؟ اقرأ مواقف الطلبة والمدير..

هل بايعت المدرسة العليا للأساتذة بالدار البيضاء"سيدنا" ابو بكر البغدادي؟ اقرأ مواقف الطلبة والمدير.. الحسين زدوك
تتحدث لطيفة (اسم مستعار)، بأسى كبير عن تحول علاقتها بأحمد، من زميل لها في الدراسة، إلى شخص تنظر إليه بأنه ذكر فقط.. الأمر يتعلق بالمدرسة العليا للأساتذة بالدار البيضاء، حيث قررت الإدارة باقتراح من الطاقم البيداغوجي، الفصل بين الطلبة والطالبات في شعبة التربية البدنية والرياضية..
القرار بما هو تقسيم تمييزي بين الطلاب، وضع المدرسة العليا للأساتذة في فوهة الانتقادات اللاذعة، وكأنها مدرسة توجد في المناطق التي تسيطر عليها قوات "داعش" في سوريا أو العراق، وصف امتعض منه الحسين زدوك، مدير المدرسة العليا للأساتذة بالدار البيضاء، في لقاء مع جريدة "أنفاس بريس"، موضحا أن كل ما أشيع حول فصل الطلبة عن الطالبات في المدرسة هو من وحي خيال صانعيه، مؤكدا، أن مسلك التربية البدنية والرياضية، له خصوصية في التدريس، حيث أن العملية البيداغوجية تعتمد على أساس تجانس المجموعات من حيث تحقيق الأهداف البيداغوجية، والتي تعتمد على الفعالية والمنافسة. واسترسل قائلا: "تلقينا في الإدارة إفادات من الطاقم البيداغوجي للمسلك، أن حدة المنافسة في الألعاب الرياضية الجماعية، لا تكون بذات الفعالية عندما يكون هناك اختلاط بين الجنسين في الفريق الواحد. حيث اشتكت الإناث كونهن لا يجارين مستوى زملائهن الذكور، وبأن بعضهن لا تأخذ نصيبها من الممارسة الرياضية، خاصة في الرياضات الجماعية. كما اشتكى الذكور من العكس، وهو ما زكاه المكونون، ليتم اجتماع على مستوى الطاقم البيداغوجي و شعبة التربية البدنية والرياضية، للتوافق على تخصيص مجموعات للإناث وأخرى للذكور، ومن خلال المؤشرات الأولية، تبين أن عطاء الطلبة من الجنسين ارتفع مقارنة مع السابق".
وكشف المدير، أن هذا يندرج ضمن التمييز الإيجابي الذي يتوخى تحقيق الأهداف البيداغوجية، بدليل أن مسلك الرياضة والترفيه يجتمع فيها الطلبة والطالبات، كباقي الوحدات الأخرى (الفيزياء والكيمياء، والرياضيات، البيولوجيا..)، "لا يمكن الحديث عن منافسة متعادلة في التقييم بين جسمين مختلفين فيزيلوجيا، طبعا هناك استثناءات، إذ نجد طالبات متفوقات على زملائهن في بعض الرياضات.
وشدد مدير المدرسة العليا للأساتذة، على أن اعتماد هذه المنهجية يهم فقط حصص الدروس التطبيقية، وحصرا الخاصة بالمسلك المذكور وليس في المدرجات أو الأقسام أو الساحة، وهو إجراء تجريبي حيث سيتم تقييمه في غضون الأسابيع المقبلة، وبأن ما حكمه هو الاعتبار البيداغوجي وليس الديني أو القيمي.
ومقابل التأكيد الإداري على ان قرار الفصل هو إيجابي وفق المؤشرات المتحصل عليها، كشف عدد من الطلاب أنهم فوجؤوا بداية الموسم الجامعي بإخراج الطلبة من الأقسام التي كانت إلى حدود السنة الماضية مختلطة، ووضعهم في اقسام خاصة، ليتم بذلك العزل بناء على الجنس، مضيفين انهم تقدموا بطلبات للقاء المدير، وهو ما لم يتم، ليقرروا خوض إضراب عن الدراسة استمر ليومين، مؤكدين ان هذا القرار فاجئ الطاقم البيداغوجي واستنكر عدد منهم هذا القرار الفوقي.
وأضاف الطلبة الذين التقت بهم جريدة "أنفاس بريس"، أنهم ليعبروا عن مواقفهم بطريقة ديمقراطية، تم توقيع عرائض، "مع الاختلاط او ضده"، فكانت الاغلبية المطلقة لصالح العمل بالاختلاط في الأقسام، وباقي الحصص النظرية والتوجيهية والتطبيقية، "رغم أننا نجتمع بزميلاتنا في إحدى الحصص بالمدرج الكبير، فمن حيث لاندري، نجلس نحن الطلبة في قنت والطالبات في قنت آخر"، يقول احد الطلبة. وهو ما اكدته إحداهن بالقول "ما بقيناش زملاء في الدراسة، أصبحت بالنسبة له بنت، وأصبح بالنسبة لي ولد، وهو ما يعمق النظرة الجنسية فيما بيننا".
وردا على تبريرات الإدارة، كون الفعالية تغيب في الفريق الواحد المكون من الإناث والذكور، قالت طالبة: "لا نستغرب أن يكون هذا القرار مقدمة لتخصيص مدارس عليا وكليات للذكور، وأخرى للإناث مستقبلا ، مما يشكل أرضية خصبة للدعششة في المجتمع المغربي".
                           تفاصيل أوفى ضمن العدد المقبل من جريدة "الوطن الآن"