الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

لمفضل عزوز: علماؤنا المالكيون لهم الفضل في نشر الإسلام بإفريقيا ولا يمكن الحديث عنهم إلا بلغة مناسبة

لمفضل عزوز: علماؤنا المالكيون لهم الفضل في نشر الإسلام بإفريقيا ولا يمكن الحديث عنهم إلا بلغة مناسبة لمفضل عزوز

يواصل الباحث لمفضل عزوز، تمحيصه في سبر أغوار المالكية وإبداعات رجالها في شتى مناحي الحياة في علم التراجم والتوثيق والعمران وغيرها، عبر برنامجه المتميز والهادف "إبداعات مالكية"، الذي يعده ويقدمه في قناة محمد السادس للقرآن الكريم. و لعل الحلقة الأخيرة من البرنامج، التي خصصت لإشعاع واحد من علماء المالكية بإفريقيا، أحمد بابا التمبوكتي، كانت أصدق تعبير عن هذا التوجه، حيث جسدت، شكلا ومضمونا، عمق العلاقات الدينية والروحية بين المغرب وإفريقيا. في هذا الإطار أجرت "أنفاس بريس" مع لمفضل عزوز الحوار التالي:

+ كيف انبثقت فكرة برنامج إبداعات مالكية؟

- فيما يتعلق بفكرة برنامج إبداعات مالكية، الذي تبثه قناة محمد السادس للقرآن الكريم، فقد كانت نتيجة تأمل لإنجازات رجالات هذا المذهب العظيم في شتى المجالات. فمثلا تجد أن العلامة المالكي ابن خلدون رحمه الله، هو المؤسس لعلم الاجتماع، وتجد أن ابن رشد هو الذي روض الدرس الفلسفي الأرسطي وقدمه لأوروبا، دون أن ننسى إبداعه في الطب والفقه، وتجد أيضا أن أول من رسم خريطة دقيقة هو الشخصية المالكية الشريف الإدريسي، وتجد أيضا أن من وضع أسهل متن لإتقان النحو العربي هو الفقيه المالكي المغربي البركة ابن أجروم، ومتنه المعروف بالأجرومية يدرس في كل البقاع. وفي علم القراءات تجد الإمام أبا القاسم الشاطبي صاحب منظومة حرز الأماني، وفي علم المقاصد تجد الإمام أبا إسحاق الشاطبي، صاحب الموافقات، وغيرهم كثير. وكذلك تجد أن الفضل في إسلام أهل السودان الغربي، الذي يعرف اليوم بإفريقيا الغربية، يعود، بعد الله عز وجل، إلى جهود السادة المالكية فقهاء وتجارا وسفراء... فكيف لا يلتفت إلى هؤلاء العظام رحمة الله عليهم، إحياء لذكراهم أولا، وتوجيها ثانيا للشباب حتى يعرفوا من هم الأجداد، وما هي قيمهم.

+ كيف تجعلون مواضيع الحلقات مواكبة لمستجدات الواقع المغربي وقضاياه الراهنة من توثيق وعمران وانفتاح على أفريقيا، إلخ؟

- مراعاة الواقع مستحضر في البرنامج بشكل طبيعي، فأنت عندما تتحدث عن إبداع العلامة المالكي ابن خلدون في علم الاجتماع، لابد أن تستحضر واقع هذا العلم اليوم، وكيف أن فقيها مالكيا أثار هذا الجدل العلمي ماضيا وحاضرا، شرقا وغربا. وكذلك الشأن لما تتحدث عن أصالة وإبداع الفقيه ابن رشد في الفلسفة وعلوم الأوائل، لا بد أن تجتاحك مشاعر الاعتزاز بماضينا المجيد.

+ يؤاخذ بعض المتتبعين على البرنامج، بالنظر إلى لغة خطابه، أنه يستهدف أساسا النخبة المثقفة العالمة، فكيف يمكن تقديم البرنامج بلغة بسيطة، كي يفهمه ويتابعه الجميع؟

- البرنامج يقدم بلغة مفهومة تراعي المواضيع التي يناقشها، وهي اللغة التي يمكن بها مثلا مناقشة موضوع كإبداع المالكية في علم التراجم وإبراز تفوقهم فيه، بدليل أن الحافظ الذهبي رحمه الله، صاحب سير أعلام النبلاء، استفاد كثيرا من أعلام المذهب المالكي في هذا الفن كابن بشكوال وابن عبد الملك المراكشي وغيرهما.. فكيف يمكن أن تتحدث في مثل هذه الأمور بلغة أقل بساطة؟ وكيف يمكن أن تتحدث في مجال شروح الحديث النبوي وتظهر للناس إبداع السادة المالكية فيه؟ والدليل على ذلك أن ابن حجر العسقلاني، شارح صحيح الإمام البخاري، نقل كثيرا من علماء مذهبنا كابن بطال الأندلسي. أعتقد أن طبيعة المواضيع المثارة في البرنامج تفرض استخدام لغة مناسبة لتلك المواضيع.