الأربعاء 24 إبريل 2024
جالية

عبير العمراني التي شربت روح التحدي من والديها الإذاعيين "أسمهان" و"الحسين" تتألق بالتايلاند

عبير العمراني التي شربت روح التحدي من والديها الإذاعيين "أسمهان" و"الحسين" تتألق بالتايلاند عبير العمراني (يسارا)
استطاعت عبير العمراني في سن لا يتعدى 25 سنة أن تكون على رأس مقاولة دولية اتخذت من التايلاند مقرا لها، سلاحها الوحيد طموحها و روح المبادرة التي تخطت الحدود.
إنه روح التحدي الذي استطاعت من خلاله عبير أن تؤكد جدارتها وأن تحجز مكانتها على الصعيد المهني في بلد بعيد جدا، وقيادة فرق العمل ضمن محيط يختلف تماما عن ثقافة وتقاليد وعادات بلدها الأم المغرب، فضلا عن حاجز اللغة الذي لم يكن ليثني عبير عن ترك شرنقة العائلة للإنضمام الى أول وظيفة في مسارها المهني في التايلاند.
كان عمرها لايتعدى 23 عاما، حين قامت بأطول رحلة في حياتها، حيث كانت وجهتها هي مدينة شيانغ ماي، ثاني أكبر مدينة في التايلاند، لم تكد تكمل عبير عامين في هذا البلد الأسيوي الغني بمؤهلاته الطبيعية والسياحية حتى تمكنت من ترأس فرق تابعة لشركة مجوهرات فرنسية التي تقدم أرفع العلامات التجارية العالمية.
لم تكن عبير تعتقد يوم أن حصولها على المنصب الذي ظلت تحلم به سيكون خارج بلادها، لكنها أيضا كانت مستعدة للذهاب بعيدا بحثا عن فرصة حياتها، إنها من القلائل الذي قرروا ركوب مغامرة البحث عن الذات، لكنها ليست الوحيدة التي قررت الإستقرار والعمل في التايلاند.
بعد حصولها على البكالوريا في الاقتصاد بثانوية عمر الخيام في الرباط، بدأ يلوح في الأفق الحصول على التكوين الذي يتلائم مع طموحاتها، لم تكن الطريق سالكة ومفروشة بالورود، وكان على عبير تخطي العقبات التي تعترض طموحها في تلقي التكوين الذي تفضله، فقررت السفر الى فرنسا للتسجيل في مدرسة تحضيرية بنانسي. بعدها كان لزاما عليها وعلى غرار زملائها وزميلاتها اجتياز المباريات، قبل أن تتمكن من ولوج مدرسة كبيرة للتجارة والتسيير بمدينة " هافر"، فكان أن انخرطت ضمن مجموعة من خريجي المدارس العليا بحثا عن العروض التي تناسب طموحاتها. لم يطل انتظارها، حيث أعلنت شركة فرنسية تنشط في التايلاند عن حاجتها الى " بروفايل " يتلائم مع مؤهلات عبير في مراقبة التسيير في المجال الصناعي .
لم يكن من السهل على عبير التواصل داخل المجتمع التايلاندي، بثقافته وعاداته وتقاليده التي تختلف جذريا عن ثقافة المجتمع المغربي، لذلك قررت ركوب مغامرة تعلم لغة هذا البلد، فإلمامها الجيد باللغة الفرنسية ولغة شيكسبير لم يكن كافيا بتاتا للتواصل مع الناس.
خلال وقت قصير استطاعت نسج علاقات انسانية حقيقية مع الناس وكسب ثقة أبناء المجتمع التايلاندي بعد ان لامسوا اهتمامها وتقديرها لثقافة وحضارة هذا البلد الأسيوي فبادولها نفس التقدير والإعجاب بثقافة المجتمع المغربي التي تنبني على احترام ثقافات ولغات وعادات الشعوب، باعتباره ملتقى الحضارات والثقافات.
تحمل عبير الكثير من الأفكار والمبادرات التي تتطلع الى تحقيقها في المستقبل، بالنسبة لها المهنة هي سلسلة من التجارب التي تخضع للتطوير المستمر، ولاشك أن نجاحها في تحقيق ذاتها في التايلاند سيكون محفزا للكثير من الشبان المغاربة على ركوب مغامرة حجز تذكرة سفر بالطائرة نحو هذا البلد الأسيوي بحثا عن فرص للإبداع والتألق، خاصة في ظل الإنفتاح الذي دشنه المغرب على أسواق بلدان جنوب شرق آسيا.
 
عن: و م ع