الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

عبد العزيز بلحسن: الغريب في ندوة حامي الدين هو حضور الجمعية المغربية لحقوق الإنسان

عبد العزيز بلحسن: الغريب في ندوة حامي الدين هو حضور الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الفاعل السياسي عبد عزيز بلحسن (يمينا) وعبد العالي حامي الدين

كنت لا أرغب في الحديث عن هذا الموضوع، لكن هناك من بدأ في التخوين وبسط التهم، لمجرد أن هناك، من انتقد حضور الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في شخص رئيسها، في مناسبة كان الأجدر بها أن تبقى بعيدة عن أي توظيف لها في أمور يبث فيها القضاء.

بدأت القصة، لما تم تسجيل مستجد في قضية اغتيال الطالب أيت الجيد التي تعود إلى سنة 1993، وهو ابن الجمعية.

على إثر هذا المستجد تم استدعاء حامي الدين للمثول أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس، لكنه تخلف عن الحضور، بمبررات هو نفسه يعلم أنها غير مقنعة.

في مؤتمر شبيبة حزب العدالة والتنمية خاطب بنكيران أتباعه بما يلي "لن نسلم لكم أخانا حامي الدين"، وهو رئيس الحكومة السابقة، ويقصد برسالته القضاء.. وهذا تصرف لا يمكن أن يصدر عن رئيس حكومة سابق وحزبه يقود الحكومة الحالية. هذا نزوع خطير ضد مؤسسة القضاء ورسالة واضحة للتمرد عن مجريات التحقيق وتشجيع على عدم الامتثال للقانون.

في هذا السياق، قام المتهم بالدعوة لندوة صحافية ليشرح فيها ملابسات القضية، ويطلب من النقابة الوطنية للصحافة المغربية منح مقرها لإجراء الندوة. بعد موافقة مبدئية، اعتذرت النقابة عن موافقتها، حتى تنأى بنفسها عن هذا الموضوع الشائك، وخيرا فعلت.

الغريب أن توقيت الندوة، جاء إبان ذكرى اغتيال الشهيد أيت الجيد بن عيسى، وقبل أيام من إحضار المتهم أمام قاضي التحقيق، بعد أن تم استنفاد كل مبررات عدم الحضور. لكن الأغرب في كل ما جرى، هو حضور الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لهذه الندوة، حيث قال المتهم في تقديمه للندوة: "تحضر معنا اليوم جمعيات حقوقية وطنية مناضلة: الجمعية المغربية لحقوق الإنسان....". هذا السلوك لم يستسغه الكثير من أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الغيورين عليها، وحفاظا على مصداقية وسمعة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان واحتراما لتاريخها المشرف ومبادئها الواضحة.. لكن عوض أن تستدرك الجمعية خطأها وتنور أعضاءها والرأي العام، قام البعض بحملة شعواء للنيل من المنتقدين، في إطار "انصر رفيقك خاطئا أو مخطئا".

وبه وجب الإعلام والسلام.

عبد عزيز بلحسن، فاعل سياسي