الخميس 28 مارس 2024
جالية

الباحث "ليتوس" يصيغ خارطة طريق لعلاج الفكر الإرهابي من سجون أوروبا

الباحث  "ليتوس" يصيغ خارطة طريق لعلاج الفكر الإرهابي من سجون أوروبا الباحث الأكاديمي إبراهيم ليتوس

 

الإرهاب مصطلح بات منبوذا بين الأمم والشعوب، وكلمة إرهابي تعني ما تعنيه عند مؤيديه وعند ضحاياه، وإن كانت كلمة هذه التسمية سبيلا لتحقيق غايات غلفت وختمت بأختام الدين والعقيدة وأضحى ممارسوها رسلا للعنف والجريمة تحت راية كتب عليها اسم الله للتضليل ونشر الحقد بين البشر وتقسيم الناس ما بين كافر ومسلم وبث الرعب في أمم اختلط عليها الدين بالتعايش والإسلام كمنقد لمن لا يقول لا إله إلا الله، هكذا صنع الإرهاب سياجا عازلا بين المسلمين والكتابيين وبين بقية المجتمعات الأخرى في المعمور.

الإرهابي وكلما ينادي به وما يمارسه بمباركة من فتاوى رجال الدين هي من أعطته أن الموت هو الشهادة وهي الساعة الفضلى التي تأتي بالثواب والجنة وأنها هي شريعة الله في الأرض، وأن هذا الإرهابي ليس إلا أحد من حماة شريعة الرب وأحد أعمدة بناء الدولة الربانية المنشودة.

 كل الشعوب تضررت من هذا الفكر الظلامي اليائس والذي سهل مأمورية الولوج للفكر التكفيري الحامل لشعار القتل الهمجي الذي اتخذ من البسطاء جيوشه وخلق لفقراء العلم والمال وظائف للخروج من دائرة الفقر والبؤس وقلة الحيلة، معتمدا في ذلك أولا على نشر الكراهية وصنع من جيل المحتاجين قرابين لنشر الرعب والقتل وتقديم النفس والدم عربون فداء تحت راية الشهادة، لكنها عنوان انتقام وعداء للإنسانية ولروح أبرياء جريمتهم أنهم كانوا في الزمان والمكان الذي اختاره الظلامي لتنفيذ جريمته.

من هو الإرهابي؟ وهل يمكن اعتباره ضحية أم عنصرا مكملا للجريمة؟. وهل يمكن أن تسهم المجتمعات والمؤسسات في فك حبل الرباط بين قادة الفكر الإرهابي وبين قرابين تنفيذ العمل الإرهابي؟

لقد خلصت كل المؤسسات الأمنية والعسكرية والإستراتيجية على أن الإرهاب هو صناعة عنقودية معقدة تمددت لتنشر شبكات معقلنة تطورت أعمالها لتصبح دولا خارج منظومة الشرائع يديرها أمراء حروب بارعين في امتصاص المال والدماء، جندوا كل طاقاتهم لفرض عنصر القوة والمباغثة ونشر الرعب العالمي في كل دول المعمور معتمدين في ذلك على غسل العقول بالفكر المتشبع بالدين والمستمد من تفسيرات القرآن حسب ما تنطوي عليه مخططات القادة الإرهابيين، فكانت النتيجة أن ولد لدينا جيل ظلامي متشبع بفكر مغلف بالدم والقتل وكراهية الآخر هكذا أصبح يعيش بين ظهرانينا جيش من المنفذين لأوامر الفتوى القتالية، وكلهم في حالة العد العكسي نحو الجنة الموعودة التي رسمها لهم رواد وعلماء الفكر الجهادي الظلامي الزارعون لخلايا القتل والتفجير والذبح الهمجي.

هؤلاء الذين زج بهم في بؤر القتال وزرعوا بين المجتمعات لنشر الرعب وخلخلة الاستقرار هم في حقيقة الأمر أبناء من أمتنا وعشيرتنا وجلهم اليوم يقبع في سجون أوروبا والبلدان العربية، فهل هذا السجن هو حل فرضته عقوبة الجرم؟ أم من المفروض والواجب علينا أن نبحث في طرق استئصال هذا الورم من عقول جلها اليوم تبكي على ما حصل وتعض على أناملها كيف كان السبب؟

في محاولات حكيمة رشيدة اهتدى إليها كبار الباحثين الاستراتيجيين ومعهم ثلة من رجال الفكر ورجال الدين الوسطيين العارفين بخبايا الفكر العقائدي، انطلقت فكرة إعادة تصحيح الفكر التطرفي المعتمد على فتاوى القتل والتكفير وتصحيح معاني الشرح للآيات التي استمد منها الإرهابيون أفكار الذبح والتفجير، من هذا الاجتهاد الأكاديمي المعتمد على البحث والمقارنة والاحتكاك المباشر مع بعض المعتقلين الجهاديين في سجون أوروبا، يصعد نجم: الباحث الأكاديمي الدكتور إبراهيم ليتوس الذي كرس سنوات عديدة في مجال صناعة طرق علاج ومكافحة أفكار التطرف في أوساط الشباب المسلم، ومن خلال معرفته ببواطن فكر الغلو الذي صنع لنا جيشا من القتلة باسم الدين والرب،  يطل علينا الباحث الأخصائي د إبراهيم بكتاب تحليلي علاجي يضم بين دفتيه كل المراجع العلمية والعملية التي ساقها لنا طرق علاجات قيمة تستند إلى التجربة وتأتي بالحلول الناجعة التي أتت بعضها الأكل في محاولاته التي قام بها بتنسيق مع وزارة العدل البلجيكية ومؤسسات دولية راعية للمكافحة، وجهات أوكل إليها مشروع تصحيح الفكر الديني وفتح باب الرجوع والتوبة في وجه منفذي العمليات الظلامية وإعادة إدماجهم في مجتمعات التعايش والسلم ونبد العداوة والكراهية، كتاب اعتبره الأخصائيون أول مرجع أكاديمي اعتمد البحث الميداني ولقي تشجيعا من طرف السياسيين وكل المهتمين بالشأن التطرفي ووقع دفتيه كل من رئيس الحكومة الهولندي ورئيس الحكومة الفلامانكي البلجيكي.

الدكتور إبراهيم ليتوس إذن يسجل إقلاعا أكاديميا في مجال البحث العلمي والاستراتيجي من خلال مراجعه الجديدة التي انكب على إعدادها ليعطي للمؤسسات المعنية بالبحث والأمن والمستقبل، عصارة استشرافية دفعت برئيس الوزراء الهولندي مارك روتا ورئيس الوزراء الفلامانكي خيرت بورجوا كتابة وتوقيع مقدمة للكتاب العلمي والاستراتيجي.