الخميس 2 مايو 2024
جالية

المصطفى روض: زلزال" الشيلي" يُنسيني أكل "البطبوط"

المصطفى روض: زلزال" الشيلي" يُنسيني أكل "البطبوط"

في تغريدة له على "الفيسبوك"، كتب الزميل المصطفى روض، انطباعا عن زلزال " التشيلي"، هذا ما جاء فيه:

في تمام الساعة 1:54 صباحا بدأت الأرض في مدينة كوكيمبو تهتز بقوة الزلزال، و ما أن انتهيت من قراءة بعض الأخبار حول مجريات الاحداث في العالمين العربي و الغربي، حتى وجدت نفسي داخل بيتي في حالة توقعت معها أنني سأنتهي وسط الأنقاض، حاسوبي كان يتراقص و سريري ظل في حالة اهتزاز و تمايل في كل الاتجاهات و الأرض من تحتي تهتز بقوة لمدة طويلة، تم فيما بعد بدأ يتراجع ليعود أدراجه من دون أن يحدث ما كنت اتوقعه. عندما انتهى الزلزال خرجت قليلا و جدت كل الجيران نائمين و هم إن شعروا بقوته لا يتركون فرصة الاستمرار في النوم لان الزلازل لازمة ألفوها و تعايشوا معها. لا أعرف إن كانت ثمة خسائر في بعض المناطق بالمدينة، كل ما أعرفه هو أنني بخير و أن الزلزال عاد من جديد.

استيقظت مبكرا و انشغلت بشغف في تحضير "البطبوط" لكي أفطر به مع قهوة و حليب قبل أن أغادر للقاء مع سيدة رغبت في التعرف علي. و بعد أن أنهيت إعداد الفطور و بدأت بأكل البطبوط حتى باغتتني الأرض باهتزازات قوية جعلت البيت و المطبخ و المرحاض يتمايلون بشكل رهيب لم أراه في السابق حتى بدأت ارمق في الأرض المتحركة تأهبا لانشقاقها و ابتلاعي.

الزلزال الذي ضرب صبيحة هذا اليوم أقوى بكثير من زلزال يوم السبت الماضي، و عندما خفت ضرباته القوية ركضت الى الخارج فوجدت عاملة الجارة ماريا في حالة رعب شديد، و هي تصرخ مصطفى، مصطفى، الزلزال قوي، قوي..تحدث معها للتخفيف من رعبها، تم عادت الى حال سبيلها. دخلت بيتي، و توجهت الى بيت الحمام لحاجة في نفس يعقوب، و فجأة يعود الزلزال بقوة ليضرب فوجدت نفسي في حالة حرجة رغم أن الموت لا يخيفني تحت أية ظروف، و كان بيت الحمام يهتز اهتزازا فيما انا فقدت التوازن و لم أعد قادرا على الوقوف، و احتملت أن الأرض ستشق، فإذا يه يخفت مجددا، و في هذه اللحظة هربت الى الخارج، فوجدت ذات العاملة في حالة رعب، اتصلت هاتفيا لكي تظمئن على ابنتها في المدرسة، التحق بنا جار أخر و هو سائح أرجنتيني، علق على ان هذا الزلزال أقوى بكثير من زلزال يوم السبت الذي بلغت درجته 5,7 على درجة رايشتر، تم اردف قائلا: أنا لم أتعود على هذه الزلازل، و أظهر لنا يديه و هي ترتعد. قمت بالتخفيف عنهما قبل أن اعود الى بيتي. دخلت البيت و بدأت أجهز نفسي معتقدا أنه سيعود مرة أخرى، و عندما طال الوقت، تذكرت البطبوط الذي لم أفلح في الإفطار به، تركته فوق الصحن تم غادرت باتجاه الموعد.