مشهد من انهيار المنزل بزنقة فرحات حشاد كان يحلم أنه سيدخل إلى شقته وينام، كما في الليالي الخوالي، لا يكدر مضجعه أحد، ليستيقظ صباحا ويباشر عمله كالعادة. لكن الأقدار شاءت أن تعاكسه هذه المرة..
ليس الأمر حكاية في مسلسل مغربي أو فيلم ينتهي بفاجعة، وإنما الأمر حقيقة يعيشها بعض المواطنين المغاربة، خاصة في أزقة وشوارع الدار البيضاء، خاصة بوسط المدينة وما يحيط بها، والتي توجد فيها بنايات عمر عليها الدهر حتى أضحت مهددة بالانهيار في أي وقت.
ففي ليلة أمس الأربعاء 10 يناير 2018، انهارت بناية على مواطن في عقده الخمسيني، بزنقة فرحات حشاد وراء المقر الرئيسي للوقاية المدنية بالدار البيضاء، مما أدى إلى مصرعه، إذ سارع رجال الوقاية المدنية إلى مكان الحادث فور علمه بهذا المصاب، ليستخرجوا جثته من تحت أنقاض البناية حيث يقيم.
هذا الحال بدأت تعرفه الدار البيضاء بشكل متسلسل، إذ لا تخبو حادثة من هذا النوع حتى تنهض حادثة ومصاب جلل في شارع أو زقاق بمعظم العمارات والبنايات التي شيدت في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، وذلك دائما في غياب المسؤولين عن شأن تدبير مدينة الدار البيضاء، وصمتهم الذي طال حتى يكاد الواحد منا يعتقد أنهم أصيبوا بالبكم والصم.
