يرى الدكتور شفيق الشرايبي، الأخصائي في طب النساء أن حالة سيدة أزرو التي تدعي أنها حامل منذ 9 سنوات تتعلق بوجود حمل نفسي، مشيرا إلى أن الحامل نفسيا بإمكانها التحكم في أعضاء جسمها، كما يتطرق إلى تفشي بعض الإعتقادات التي تكرس الجهل من قبيل ما يسمى بـ "الراكد" التي اعتبرت مجرد غطاء للحمل خارج إطار الزواج، مؤكدا أن الحمل النفسي يبقى من الحالات النادرة جدا، و أن الطبيب الأخصائي في الأمراض النفسية هو الوحيد القادر على إقناعها بالتخلي عن فكرة الحمل.

+ ماهو التفسير الطبي لحالة سيدة أزرو التي تدعي أن لها حمل منذ تسع سنوات ؟

ما تدعيه هذه السيدة غير معقول تماما من الناحية العلمية، فمن غير المنطقي أن يكون هناك حمل لمدة 9 سنوات، وهذا لا وجود له سواء من الناحية العلمية أو الدينية، وحتى الإعتقادات المتعلقة بما يسمى "الراكد" لا وجود لها، وهي مجرد اعتقادات مجتمعية و"حلول" اجتماعية لحمل وقع خارج إطار الزواج لأرملة أو مطلقة، فلا وجود لـ"الراكد" وسيدة أزرو ليس لديها حمل بنسبة ألف في المائة، علما أنها خضت للتشخيص الطبي بفاس والذي أكد عدم وجود حمل ولا ورم ولا سائل داخل بطنها، وأعتقد أنها تعاني من ما يسمى الحمل النفسي، وقد عاينت شخصيا مثل هذه الحالات، وتتعلق بوجود رغبة قوية لدى المرأة في الحمل فتحمل في اعتقادها أنها حامل، وفعلا فبطنها وتبعا لذلك يتزايد حجمه، وتحس بوجود تحركات في بطنها، رغم عدم وجود أي حمل بل هو مجرد حمل نفسي، أما فيما يتعلق بقول سيدة أزرو بوجود تحركات، فهل الأمر يتعلق بتحركات لأمعائها أم يتعلق بتحركات كثيرة؟ وهنا أشير أن الحامل نفسيا بإمكانها التحكم في بعض أعضاء جسمها وتحريكها أيضا، بل إن هناك من تتحدث من داخل بطنها.. المهم من الناحية العلمية، حمل 9 سنوات غير ممكن بتاتا، وأعتقد أن هذه السيدة بحاجة إلى طبيب للأمراض النفسية لمساعدتها على العلاج، فلا أحد قادر على إقناعها بأنها غير حامل باستثناء طبيب اختصاصي في الأمراض النفسية.

+ رافق ظهور هذه الحالة تفشي الكثير من المعتقدات والأفكار التي تربط ذلك بالأساطير و "المعجزات" والتي تطعن في الطب والأطباء، مارأيك؟

للأسف مازلنا نعاني من تفشي كبير للجهل، وهو الأمر الذي تأكد لي من خلال التعليقات على إحدى فيديوهاتي فيما يخص هذه الحالة على الشبكات الإجتماعية، والتي تتهم الأطباء بالقصور في فهم حالة سيدة أزرو، للأسف فمجتمعنا يعاني من تفشي الجهل وعدم احترام الطبيب، بل إن هناك من يطلب عرض الأطباء الذي قاموا بتشخيص مرض السيدة على طبيب في الأمراض النفسية بدل السيدة، وتفسير كل شيء بـ "القدرة الإلاهية" و "المعجزة".. وهذا أمر مؤلم في الحقيقة وقد ذكرني بما حدث منذ فترة طويلة بالرباط حينما تم اقتلاع شجرة قرب صندوق اٌلإيداع والتدبير حيث تحدث البعض عن كون الشجرة كانت تبكي وتسيل منه الدماء وفعلا جاء الناس من مدن مختلفة لمعاينة الشجرة التي تبكي وسالت منها الدماء.. والحمد لله أن الطب أضحى الآن جد متقدم في بلادنا ووسائل التشخيص أضحت موجودة للكشف عن حقيقة مرض مثل هذه الحالات، وهو الأمر الذي تم فعلا أمس، حيث أظهر التشخيص الذي خضعته له بفاس عدم وجود أي حمل..

+ ألم يحن الأوان لتوفير أطباء في الأمراض النفسية بالمستشفيات العمومية لمساعدة مثل هذه الحالات؟

الحمل النفسي يبقى من الحالات النادرة، وقد عاينت شخصيا حالات من هذا النوع، ولا يعقل أن يتم توفير طبيب في الأمراض النفسية مقابل حالة من أصل 100 ألف، وأعتقد أن وجود طبيب في الأمراض النفسية في المستشفيات العمومية قد يفيد أكثر في علاج حالات اكتئاب ما بعد الولادة التي تعرف تفشي ملحوظ، أما الحمل النفسي فيبقى من الحالات النادرة..