"لا تلعن الظلام، فخير لك أن تضيء شمعة" مثل صيني شعبي قديم كان حاضرا في القمة الصينية المغربية، حيث شموع الوفد الملكي بثقله الوازن، أطلقت عنان أضواءها على العتمة الصينية في العاصمة ببكين، وانغمس النهار في حلكة الليل داخل "القصر الشعبي"،وظلت شموع الوفد الملكي من وزراء ومستشارين ورجال أعمال وجالية مغربية من مختلف الدول تضيء كل مربع صيني ولم تلعن ظلام فتور العلاقات بين البلدين حيث سارعت إلى تبديده بغية دفعة جديدة وخطوة بناء لشراكة إستراتيجية متقدمة جميع المجالات الاقتصادية،السياسية، الثقافية، السياحية وتقوية الاستثمارات الصينية بالمغرب ليكون المغرب بوابة الصين على القارة الإفريقية.
القمة المغربية الصينية أكدت تباعدها التدريجي من الشراكات التقليدية القديمة وعززت لنفسها استقلالية التحالف في كسب رهان دبلوماسي له وزنه العالمي وشراكة إستراتيجية جديدة متعددة الأبعاد والأهداف لتكون نموذجا فعالا للتعاون جنوب جنوب.
زيارة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية اتسمت بالتوافق والانسجام في قضايا استراتيجيه ذات الاهتمام المشترك وما الاتفاقيات الخمسة عشر المبرمة بين الجانبين إلا دليلا على قناعة البلدين بمبدأ رابح -رابح .
مبادرة الجالس على عرش المملكة في حذف التأشيرة على الشعب الصيني إلا دليلا آخراً على تعميق أواصر الصداقة المغربية الصينية وفتح باب الاستثمارات لرجال الإعمال الصينيين وتوسيع آفاق التطور التجاري وقفزة متقدمة للقطاع السياحي المغربي وانتعاشه.
كما أن القمة المغربية الصينية لم تخلو من تجديد الموقف الصيني للقضية الوطنية ومقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية.
الجالية المغربية بجمهورية الصين الشعبية هي الأخرى انبثت حضورها الفعّال خلال الزيارة الملكية للصين حيث سارعت في حملة إعلامية مسبقة قبل وصول الموكب الملكي والوفد المرافق له وذلك بمحاضرة بإحدى الجامعات الصينية حول المغرب بصفة عامة والقضية الصحراوية بصفة خاصة وعن مساعي الزيارة الملكية للصين على صفحات وقنوات الإعلام الصيني.
كما قامت الجالية المغربية المقيمة بالصين بإعداد ندوة صحفية على هامش اختتام الزيارة الملكية بحضور وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار الذي كشف للصحافيين الصينيين مضامين وأهداف زيارة الملك محمد السادس ومشاوراته مع الرئيس الصيني شي جي بينغ وعن ما خرج به البيان المشترك للقمة المغربية الصينية وما بعد عقد الاتفاقيات الثنائية وسبل العلاقات المستقبلية بين البلدين.
بوجمعة ماهر رفقة وزير العدل مصطفى الرميد( يسارا)