الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

يزيد البركة: فلنتصدى للهجوم المنمق للمخزن على مجانية التعليم

يزيد البركة: فلنتصدى للهجوم المنمق للمخزن على مجانية التعليم
أبناء الشعب سينتظرون رسوم التسجيل ليدرسوا ويتعلموا !!
اكثر من نصف قرن والشعب المغربي يعاني من ديماغوجية أبناء الطبقات الميسورة التي خدم بها المخزن في السياسة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الآن في السنوات الأخيرة نشاهد ديماغوجية جديد، فظة، لا تخجل من أن تلوي عنق الحقائق أمام اندهاش الجميع، كنا اعتقدنا أن الخدام الجدد سيرأفون قليلا بهذا الشعب المغلوب على أمره وإذا بهم بزوا أسلافهم في حبك السيناريوهات المفلسة والتي لا تؤدي إلا إلى الخراب في كل شئ . 
مناسبة هذا الكلام ما صرح به رئيس الحكومة بخصوص مشروع القانون الجديد15.17 المتعلق بتمويل التعليم، وهو التصريح الذي نقلته وسائل الاعلام المحلية، جاء فيه:  "رسوم التسجيل  ستفرض على الأسر الميسورة، وسنبقي الإعفاء بالنسبة للطبقات الفقيرة أو الهشة أو المتوسطة".
هل هناك ديماغوجية مارسها أحد في المغرب أكثر من هذه؟ كم عدد الأسر المغربية؟ إنه يفوق 7 ملايين و300 ألف أسرة، كم عدد أسر الطبقة العليا في المغرب لا يتعدى الأمر 5 آلاف أسرة ما دام رئيس الحكومة وعدنا وهو مشكور بأن أبناء الطبقة المتوسطة لن يؤدوا الرسوم، فإذا حذفنا من التكوين الاجتماعي المغربي الطبقات الفقيرة والهشة والمتوسطة لن يبقى لدينا إلا الطبقة العليا . هل يعقل أن نثق بهذا الكلام أن أبناء 7 ملايين 295 ألف أسرة سيمول تعليمهم 5 آلاف أسرة؟ بل أقل من هذا لأن الأمر لا يتعلق بضريبة على الثروة بل برسوم التسجيل من طرف الأبناء الذين سيختارون التعليم العمومي، فكم من أبناء هذه الأسر يسجل عادة  في التعليم العمومي؟ ثمن الأبناء؟ ربع الأبناء؟ نصف؟ أيعقل أن تنحدر الدولة إلى هذا المستوى في التسول والشحذ؟ لنفرض أن ألف من الطلبة من أبناء الطبقة العليا هم من سيسجل في الكليات والمعاهد العليا للتعليم العمومي ولنفرض أن رسوم التسجيل 10 آلاف درهم، الرقم الذي سيحصل هو 10 مليون درهم هل بهذا المبلغ ستمول الدولة التعليم العمومي؟ أليس هذا الكلام ضحك على الذقون؟ 
إذا كانت الدولة عازمة على التنصل من مسؤوليتها في التعليم العمومي فإن العين في حقيقة الأمر تتجه إلى جيوب كل من له دخلا، والكلام المنمق الذي سمعناه ليس إلا كلام الليل سيمحوه النهار، وهذا الاجراء ليس إلا دليلا آخر على التمادي المفرط في السياسة الطبقية البالغة التوحش. 
إن الطبقة السائدة هي التي باعت ثروات البلاد بخوصصتها أحيانا بدرهم رمزي وسهلت نهب ثروات أخرى وبذرت أخرى، والكلام عن الدولة  بأنه ليس لديها ما تمول به التعليم كلام مردود عليه، إن التمويل القوي والذي سيعطي مردودا تعليميا جيدا يكمن في إعادة النظر في ملكية الثروة المخوصصة والمنهوبة على مر العقود الماضية بدون هذا فإن الشعب لا يملك ما يسد به رمقه حتى يطلب منه تمويل التعليم، ومن لا يستطيع أن يواجه من نهب الثروات عليه أن يقدم استقالته بدل التسلل إلى الجيوب الفارغة أصلا.