ما هذا يا مسؤولي إقليم السراغنة؟ لا تستغربوا إن قلنا إن عمالة إقليم قلعة السراغنة ستتربع على كرسي التتويج لسنة 2017، على مستوى مسابقة أبشع صور الاختلالات البيئية التي تسببت فيها قنبلة مطرح النفايات العشوائي الذي صنعته أيادي المسؤولين، الذين أنيطت بهم أمانة تدبير الشأن البيئي المحلي بالمنطقة. فهنيئا لحماة البيئة بقلعة السراغنة الذين حازوا على مرتبة الشرف البيئي، والمغرب يتقاتل بمشاريعه البيئية بمؤتمرات قمم المناخ الدولية.
على بعد 100 كلم شرق مدينة مراكش، وغرب مدينة دمنات، تقع الجماعة القروية الصهريج التي تضم 10 دواوير بحمولة ما يقارب 20 ألف نسمة، وهي تابعة لنفوذ إقليم قلعة السراغنة.. هذه الجماعة الترابية شاء قدرها أن تتحول لبنية استقبالية لنفايات وأزبال قلعة السراغنة المتعددة الأشكال والأصناف والألوان، سائلة وصلبة، طبية ومنزلية، صناعية ومعمارية، حتى أضحت في نظر أهل المنطقة مقياسا لزلزال بيئي قد يتمدد ارتداده ويوقع اختلالات بيئية خطيرة، نظرا لحجم تأثيره على المحيط السكاني والفلاحي والزراعي، دون الحديث عن كوارثه البيئية على مستوى الفرشة المائية بنفس المجال الجغرافي.
إن كارثة مطرح النفايات بتراب جماعة الصهريج بإقليم السراغنة بجهة مراكش أسفي، تشكل وصمة عار على جبين القائمين على تدبير المجال البيئي وحمايته، حيث يعتبر المطرح/ القنبلة الموقوتة، خطرا على صحة وسلامة الأرض والإنسان والحيوان، على اعتبار أن منتوج أطنان الأزبال السامة والمضرة بالبيئية تهدد ما يقارب 15 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية، نتيجة ارتفاع نسبة النفايات الصيدلانية والطبية، التي يرمى بها يوميا هناك، فضلا عن بقايا نفايات أخرى أكثر تسمما.
وحسب مصادر "أنفاس بريس"، فإن مطرح النفايات "العشوائي" بجماعة الصهريج أحدث دون دراسة علمية وبيئية، ولم يتم التخطيط له بشكل مدروس، لتجنب وقعه السلبي ونتائجه الكارثية على الساكنة (20 ألف نسمة) ومستقبل أراضيها الفلاحية والزراعية (15 ألف هكتار)، وفرشتها المائية المهددة بالتسمم.
وأضافت المصادر نفسها أن "حمولات النفايات الصيدلانية والطبية المسمومة التي تحملها شاحنات عمالة الإقليم صوب مطرح النفايات العشوائي، والأزبال المتنوعة، تهدد سلامة كل الكائنات الحية، وتقض مضجع المواطنين كبارا وصغارا، نظرا لخطورة ما تحتوي من مواد كيميائية".
