الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

رائحة الموت تفوح من لائحة انتظار مرضى القصور الكلوي بعاصمة الرحامنة والسبب هو(مع فيديو)

رائحة الموت تفوح من لائحة انتظار مرضى القصور الكلوي بعاصمة الرحامنة والسبب هو(مع فيديو) الأسرة الفارغة في انتظار مرضى القصور الكلوي

" لقد حصد الموت مريضين من لائحة الانتظار والبقية تأتي ". بهذه الجملة المأساوية بدأ محمد العامري عضو جمعية الرحامنة للعناية بمرضى القصور الكلوي،حديثه مع " أنفاس بريس " وهو يتأسف على سلوك التجرجير والتسويف والمماطلة الذي نهجته المسؤولة "الطبيبة المختصة" القائمة على تدبير ملفات المرضى ولائحة الانتظار التي تضم ما يقارب 34 شخص.

وأكد المتحدث نفسه أن الجمعية قامت بتوفير كل مستلزمات ومتطلبات وشروط استقبال المرضى بلائحة الانتظار على جميع المستويات، وخصوصا بعد أن حضي المركز بالموافقة من طرف عمالة الإقليم على توسعته وتجهيزه، بتنسيق مع كل المصالح الإدارية والتقنية والصحية إقليميا ووطنيا، لتسريع عملية تطبيب مرضى القصور الكلوي بإقليم الرحامنة الذين قهرهم الفقر و المرض قهرا، إلا أن العرقلة كانت سيدة الموقف من طرف الطبيبة المختصة، ـ حسب العديد من التصريحات التي استقيناها ـ والتي تتحجج كل مرة بأساليب لا تمت بصلة " لملائكة الرحمان " إنسانيا وصحيا.

ولتوسيع دائرة استجلاء خيوط ملف عرقلة استفادة لائحة الانتظار التي تضم 34 مريضا (ة) أنهكهم الفقر والحاجة ويطاردهم الموت كل ساعة، أكثر من 7 اشهر خلت، اتصلت جريدة " أنفاس بريس " برئيس جمعية الرحامنة للعناية بمرضى القصور الكلوي الدكتور نور الدين الزوزي فقال بنبرة حزينة " لقد مللت من مشاهد الحالات المؤلمة و المأساوية التي أستقبلها بعيادتي الخاصةكل يوم، ولم أعد قادرا على تحمل تلك المشاهد الحزينة، نظرا لمعاناة المرضى بالقصور الكلوي بلائحة الانتظار الذين يتربصهم الموت في كل لحظة،دون الحديث عن إكراهات العيش ومتطلباته اليومية بالعالم القروي.... اللهم إن هذا منكر، لا علاقة لما يقع ويحدث بقسم أبيقراط الطبي ".

وأضاف مستغربا " لقد خضنا في الجمعية حربا ضروسا مع لائحة الانتظار ليستفيد المرضى من العلاجات مدة ثلاثة سنوات، وجاءت فكرة توسعة المركز بتنسيق مع العامل السابق وتمت محاربتها بجميع الوسائل سنة 2016، و قامت الجمعية بكل ما طلب منها بتنسيق مع عامل الإقليم والمصالح المختصة، وأضفنا ملحقة في إطار توسيع المركز، وجهزناه بكل الآليات والوسائل الضرورية هندسيا وتقنيا وعلاجيا .....وكرسنا كل مجهوداتنا لإضافة خمسة ممرضين جدد بتنسيق مع عامل الإقليم الحالي، فضلا عن تسعة ممرضين يزاولون مهامهم بشكل يومي، وطبيبتين".

وعن سؤال للجريدة قال رئيس الجمعية الطبيب الزوزي " الموارد البشرية كافية والتجهيزات متوفرة، والتوسعة الحالية قادرة على تلبية العرض الطبي والصحي لاستيعاب لائحة الانتظار، لكن للأسف لا أمل يلوح في الأفق في غياب إرادة وضمير مهني ينتصر لهؤلاء المرضى الوافدين من مختلف الجماعات القرية بإقليم الرحامنة".

في نفس السياق أعرب عن قلقه محمد العامري عضو الجمعية مقارنا الموارد البشرية بين مركز بن جرير ومركز الصويرة مثلا حيث قال أن " مركز بن جرير يشتغل الآن بطبيبتين واحدة مختصة وأخرى عمومية، بالإضافة إلى 14 ممرض، في حين مركز الصويرة يشتغل بطبيبة مختصة واحدة ويستقبل عدد هائل من المرضى ".

وتساءل قائلا " هل يعقل أن يتم إقصاء مرضى لائحة الانتظار من الاستفادة من تصفية الدم المكلفة، وتركهم عرضة للموت، اين نحن من الوازع الديني والإنساني؟ " .

الغريب في أمر معاكسة " المرأة الحديدية " الطبيبة المختصة لمهامها الإنسانية والطبية، والتي عرقلت لائحة الانتظار من الاستفادة أنها لم تحضر لاجتماع مهم دعا له المدير الإقليمي أمس الخميس 21 دجنبر 2017 ( أنظر وثيقة الدعوة ) في أفق حل مشكل استفادة لائحة الانتظار من خدمات مركز تصفية الكلي الذي دشنه الملك بعاصمة الرحامنة سنة 2012 لتقريب خدماته الصحية للمرضى بهذا المرض المزمن. وحسب عضو الجمعية محمد العامري الذي حضر للاجتماع فإن " الطبيبة المختصة فضلت الغياب بحجة أنها مضربة عن العمل وأرسلت من ينوب عنها، لتبليغ رسالة مفادها أن الممرضين الجدد يلزمهم دورة تكوينية ".وطز في لائحة الانتظار؟

" لقد مللت من الانتظار والتسويف، وأصبت بمرض الأعصاب وسأجن، لما لحق زوجتي أم أبنائي من ظلم واستهتار من طرف الطبيبة المختصة بمركز تصفية الدم بمدينة بن جرير.زوجتي طريحة الفراش منذ سنة ونصف وتتحمل مسؤولية تربية ستة أطفال. وتنتظر بشوق أن تستفيد من خدمات مركز تصفية الدم ببن جرير.." وانسابت الدموع بحسرة من مقلتيه وأضاف " مازالت في دمتي المالية خمس حصص بمركز تصفية الدم بمراكش (800,00 درهم للحصة ). ملف زوجتي استغرق مدة سنة ونصف وهو في الرفوف بين أيدي الطبيبة المختصة المسؤولة بمركز بن جرير مثلها مثل العشرات من المرضى، وكلما لاح أمل في الاستفادة توجهني لإحضار وثائق تحليلات جديدة وتكوين ملف طبي جديد من إدارة لإدارة ومن مستشفى لآخر.....". هذا التصريح لأحد المواطنين من منطقة الرحامنة الذي وجه نداءه لحكومة سعد الدين العثماني قائلا : " أن حالته الاجتماعية جد فقيرة ولم يعد قادرا على مواجهة تكاليف العلاج، ولا حتى مواجهة أبسط طلبات العيش، ووضعية زوجته تستدعي تدخلا عاجلا لإنقاضها من موت محقق " وختم تصريحه قائلا " أطلب من وزارة الصحة بأن تفتح تحقيقا في موضوع لائحة الانتظار وإنصاف فقراء الرحامنة مرضى القصور الكلوي الذين استبشروا خيرا بإحداثه من طرف جلالة الملك ". 

رابط الفيديو هنا