إحدى الدور الآيلة للسقوط كلما سقطت أمطار الرحمة، إلا ويضع العشرات من سكان مقاطعة مرس السلطان بالبيضاء أياديهم على قلوبهم، ويفارق النوم أجفانهم، وتجدهم يرفعون أكف الضراعة مرددين "الله يعطينا الشتا قد النفع"، وهم يسترجعون تلك الأحداث الأليمة التي خلفتها فيضانات سنة 1996، والتي تسببت في انهيارات لمجموعة من المنازل خاصة في حي بوجدور.
وضع جعل مقاطعة مرس السلطان، ربما، تشكل استثناء، مقارنة مع باقي المقاطعات البيضاوية، لاسيما أنها تضم تسعة أحياء متداعية، غالبية منازلها عبارة عن دور آيلة للسقوط، وهي درب الميتر واحد، درب بوشنتوف، درب البلدية، حي بوجدور، درب الكبير لعفو، درب المنجرة، حي العيون، حي السمارة، حي الداخلة.. ولا يخرج عن هذه القاعدة سوى حي المستشفيات (2 مارس) وحي اليوسفية، باعتبارهما احياء حديثة البناء.
وحسب مصادر من داخل مقاطعة مرس السلطان، فخلال الفترة الممتدة ما بين شهر أكتوبر 2012 إلى يومنا هذا، قامت لجنة الدور المتداعية للسقوط بمعاينة 496 منزلا متداعيا للسقوط، من بينها 129 منزلا يجب هدمها كليا و19 منزلا يتطلب هدمها جزئيا. إذ بلغ عدد العائلات المستفيدة من هذه العملية لحد الآن 234 أسرة، وتم إغلاق 62 منزلا.
وكشفت مصادر "انفاس بريس" أن العملية متوقفة حاليا، وهو ما زاد من قلق ساكنة الدور الآيلة للسقوط، بسبب نفاذ الاحتياط من الشقق المخصصة من طرف شركة إدماج سكن، مما أدى إلى توقف عمل اللجنة المحلية، علما تقول -المصادر نفسها- أن عددا من الأسر والعائلات قد تم إخلاؤها من هذه المنازل بعد دراسة ملفاتهم من طرف اللجنة، ولا يزالون في انتظار إجراء القرعة للاستفادة من السكن.
.gif)
