مباشرة بعد الانتخابات البلدية التي عرفتها هولندا في 2014، وفي خطاب ألقاه زعيم حزب "الحرية"، خيرت فيلدرس أمام مناصريه. وفي ليلة سوداء عاشها المغاربة والهولنديون على حد سواء، طالب من من مناصريه إن هم راغبون في قليل من المغاربة، وبأنه سيعمل على تنفيذ ذلك. وهو التصريح خلق الرعب لدى الأطفال والأسر المغربية؟
وعلى إثر ذلك، قام حوالي 6400 مواطن مغربي و آخرون بتقديم شكاية ضد خطابه التمييزي، وهو ما دفع بالنيابة العامة إلى اعتبار الشعبوي فيلدرس داعية إلى الحقد والكراهية، ومحرضا للعنصرية وأيضا الإساءة إلى مواطنين هم جزء من المجتمع الهولندي.
وفي هذا السياق، من المنتظر أن يمثل اليميني المتطرف أمام المحكمة في 18 مارس الجاري، في حين أقصى عقوبة ممكنة في حال ثبوت التهمة المنسوبة هي سنتان سجنا.
و قد عينت وزارة العدل الهولندية قضاة مستقلين وغير منتمين لأي حزب من الأحزاب السياسية حتى لا تترك الفرصة أخيراً لفيلدرس بالقول على أن محاكمته سياسية، وبأن أحزاب التحالف في الحكومة الهولندية تريد محاكمة أفكاره، وبالتالي إضعاف حزبه في الخريطة السياسية الهولندية.
ومن جهة أخرى، فقد تضامنت عدة شخصيات ومن مختلف المجالات سواء دينية أو سياسية أو عمداء مع موقف المغاربة، وأدانوا بدورهم الشعبوي خيرت فيلدرس المعروف بعدائه للإسلام والمسلمين، واستمراره في تمرير خطابات تدعو إلى التفرقة بين مواطنين هم سواسية في الحقوق والواجبات، كما ينص عليه الدستور الهولندي في فصله الأول.