بثت إحدى القنوات الفضائية، قبل أيام، خبرا عاجلا أعلنت فيه بأن شنقيط هي من ستعوض المغرب في استضافة القمة العربية المرجح عقدها الأسبوع الأول من شهر أبريل المقبل. كما جاء في النشرة ذاتها كون جبق الفيحاء تكبدت ضربات تخريبية جراء قصف شاركت فيه العديد من دول التحالف ومنها بيتشوالاند. هذا في الوقت الذي لازال موقف خراسان الرسمي غير واضح من الأزمة على الرغم من تصريح أحد مسؤولي البلد عند حلوله ضيفا برأس الرجاء الصالح قبل سفره للجارة أكسوم من أجل بحث شأن كاتينكا السياسي.
ربما قد يذهب البعض إلى وضع أكثر من علامة استفهام أمام الكثير من أسماء الدول والمناطق السالف ذكرها، والتي للإشارة، جاءت على سبيل السخرية ليس إلا. والواقع أن لكل متسائل كامل الحق في استفساره طالما أن جميع تلك الألقاب أكل عليها الدهر وشرب وانساقت في عداد الذكريات كجزء من الماضي مثل دمشق التي كانت تسمى جبق الفيحاء، والجزائر بأكسوم وإيران بخراسان وموريتانيا بشنقيط.
إنما مناسبة كل هذا التذكير أثارتها ما صرح به وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار في حديث له عن الأزمة السورية، ناطقا اسم "الاتحاد السوفياتي" كإحدى القوتين المتحكمتين فيها. الأمر الذي جلب إليه الكثير من تعاليق الاستخفاف بمعلوماته، حتى وإن حاول تبريرها بفلتة لسان طالما أن للفلتات حدود، ومن المفروض ألا تصدر بهذا الشكل ومن وزير. بل من وزير للخارجية المعروف في كافة البقاع بضرورة إلمامه بأدق التفاصيل الجغرافية والتاريخية للدول حتى ولو لم يسعفه تعلم لغاتها. أما أن يكون مازال يهيم في معتقد وجود دولة اسمها الاتحاد السوفياتي، المتفكك رسميا في دجنبر 1991، فتلك زلة لا تغتفر، وليس من وقعها إلا أن يضحك فينا العالم من إسبانيا إلى سنغافورة، ومن الموزمبيق إلى الزايير "عفوا كونغو الديمقراطية"..
