الثلاثاء 22 إبريل 2025
سياسة

بعد منع أبو زيد من دخول فرنسا.. هل ستُحرِّم إسبانيا على الرباح تخطي حدود سبتة المحتلة؟

بعد منع أبو زيد من دخول فرنسا.. هل ستُحرِّم إسبانيا على الرباح تخطي حدود سبتة المحتلة؟

لا أحد بإمكانه الآن الجدل في حق الدول حتى تتمتع بالحماية الكافية لأراضيها، بما يلزمه ذلك من قرارات قد تعتبر سيادية. ولربما ذلك ما تحججت به فرنسا وهي تمنع المقرئ أبو زيد من تجاوز حدودها باعتباره، كما يقول الفرنسيون، من دعاة الكراهية والتطرف، ومن ثمة فأي سماح له بالسفر إلى بلد الأنوار لن يفضي سوى لإطفاء أحد مصابيحه السلمية.

والحقيقة، أنه وبعد مشاعر عدم الارتياح التي أصابت المغاربة جراء هذا الحادث من منطلق حملهم لجنسية أبو زيد، على الأقل، بصرف النظر عن الاتفاق مع توجهه أو العكس. بعد هذا، اتضحت توجسات أخرى وإن كانت من نفس القبيل، تخص هذه المرة وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك عزيز الرباح. أما التخوف فمرده إمكانية منع هذا المسؤول الحكومي من دخول مدينة سبتة المحتلة، خاصة وأن الخلفية قد تحرز قوة الموضوعية عند تدبر تفاصيلها.

هذه التفاصيل وبالمختصر المفيد تتمثل في الفرق البين الذي سجله الجميع بين حالة الطرق في كل من مدينتي تطوان والفنيدق من جهة وسبتة المحتلة من جهة أخرى، عقب الأمطار التي تهاطلت عليهما وبنفس الكمية قبل أيام، علما أنهما متجاورتين ولا يفصل بينهما إلا بضع خطوات.إذ وفي الوقت الذي أعطت المدينة  المغربية المحررة الانطباع وكأنها خارجة من تسونامي "مهلك"، كشفت "نعمة التيليكومند" على وضع سبتة التي ومع أول إشراقة شمس "تحلف ما نزلات فيها قطرة".. الطرق سالكة، والمجاري مبتلعة، والزفت متحمل وينادي "هل من مزيد". ومن هنا فرضت المقارنة المخجلة الالتفات إلى وزيرنا المكلف عزيز الرباح، ومدى فشله في مواجهة تساقطات ليست "إيكستراتيريست" علينا، وإنما خبرنا فعلتها بمدننا كلما حل هذا الموعد من السنة.

وكما سبق القول، فـالخوف كل الخوف من أن تمارس سلطات المدينة المحتلة ما قد تعتبره الحق في الحفاظ على سمعتها، وتعداد دخول الوزير الرباح المدينة موافقة ضمنية على ما اقترفه من كوارث في طرقات بلاده. وبالتالي تطبيق عليه ما يطبق على كل ما يجلب السمعة السيئة للأرض المضيفة كما وقع خلال أزمات وجنون البقر وأنفلونزا الطيور والخنازير، ثم زيكا مؤخرا.

وفي انتظار ما ستجيب به الأيام المقبلة، بقي التساؤل عن جدوى ما يعلن من نشرات إنذارية إن لم تساعد على اتقاء الفظائع بتحمل كل طرف مسؤوليته من موقعه. إنما وفي ظل غياب كل هذه الاحتياطات  الدال مسبقا على الاقتناع بلازمة "مانايضش مانايضش"، يمضي الشك إلى أن الغاية لا تكون سوى لإخبار المغاربة "باش يهزو لاكارد ويتسناو الدقة" الآنية لا محالة.