الأربعاء 24 إبريل 2024
جالية

توجه إليها باسم "فرنسا متطوعين":محمد جدري يقدم ل "أنفاس بريس" سبعة مشاهد من كاليدونيا الجديدة

توجه إليها باسم "فرنسا متطوعين":محمد جدري يقدم ل "أنفاس بريس" سبعة مشاهد من كاليدونيا الجديدة

توجه الفاعل المدني محمد جدري إلى جزيرة كاليدونيا، في مهمة عمل في إطار برنامج التطوع الكاليدوني، الذي يقوم على إرسال  مجموعة من المتطوعين الكاليدونيين لبلدان مثل فانواتو، تونس و المغرب.

 الأستاذ محمد جدري توجه إلى كاليدونيا باسم "فرنسا متطوعين"، وذلك بغرض تدريب هؤلاء الشباب قبل إرسالهم لبلدان الإستقبال. وللإشارة فالبرنامج هو في الأصل شراكة ببن الحكومة الكاليدونية، اقليم الشمال و"فرنسا متطوعين".

في هذه الورقة، يقدم محمد جدري مشاهداته الأولى بكاليدونيا لقراء "أنفاس بريس" :

المشهد الأول: حطت بنا الطائرة بمطار تانتوتا الدولي بعد أربع وعشرين ساعة من الطيران، في رحلة أخذتنا من الرباط إلى نوميا مرورا بباريس وطوكيو. في كل مطارات العالم تبقى إجراءات الدخول الأمنية جد مشددة. هنا الأمر مختلف، حيث كان العبور سلسا مع رجل الأمن الفرنسي. لكن هناك إجراءات أخرى أكثر تعقيدا، يتعلق الأمر بإجراءات الدخول الصحية، حيث أنه يمنع دخول أية مواد ذات أصل حيواني أو نباتي وذلك من أجل الحفاظ على التنوع البيئي الطبيعي بالجزيرة.

المشهد الثاني: من الوهلة الأولى، تستطيع أن تجزم بأنك في أرض أناسها ظرفاء ولطفاء. حيث أن كل شخص تتعامل معه من سائق أجرة، موظف الاستقبال في الفندق يناديك باسمك الشخصي، حتى يخال لك أنك بين ذويك رغم بعد المسافة بين البلدين. مسافة تقدر بأكثر من ستة وثلاثين ألف كيلومتر.

المشهد الثالث: غلاء خيالي في الأسعار. نعم كاليدونيا الجديدة باعتبارها جزيرة وسط محيط الباسيفيك، فإنها تستورد أغلب السلع الموجودة في السوق. وباعتبار سكان الجزيرة لا يتعدى المائتي الف و خمسين فردا، فإن شهية المستوردين لا تكون كبيرة، وبالتالي فإن مجموعة من السلع تقع في فخ الإحتكار. هناك كذلك سبب ثاني وراء ارتفاع الأسعار، يتعلق الأمر بنظام المقايسة المطبق من طرف القطاعين العام والخاص. حيث أن الموظف الذي يتقاضى ألفي أورو بفرنسا يتقاضى حوالي الضعف أو أكثر هنا بالجزيرة و ذلك كتحفيز لهم للبقاء. وعليه فبمقارنة الأسعار بالدخل الفردي يبقى الأمر مقبولا للمواطن أو المقيم الدائم هنا.

المشهد الرابع: في طريقك نحو الشمال يدهشك منظر مقبرة إسلامية ومسجد كبير بصومعة ببلدية بوراي. حيث أنه تتواجد هنا جالية مسلمة، أغلبها ذات أصول جزائرية، تعود للحقبة الاستعمارية الفرنسية للجزائر. إذ كان المحتل ينفي رجالات المقاومة إلى كاليدونيا الجديدة. و نظرا لبعد المسافة فقد استقر بهم الحال هنا. إذ أصبحنا نتكلم عن الجيل الخامس والسادس. أجيال حافظت على ديانتها رغم الصعاب، حتى أن عمدة المدينة السابق، له اسم عربي يتعلق الأمر بجون بيير الطيب عيفا.

المشهد الخامس: بمجرد دخولك لإدارة عمومية أو أي محل تجاري، تفاجئك طريقة لباس الناس. حيت أن الجميع يرتدي لباسا خفيفا، سروالا قصيرا و قميصا ملونا بالنسبة للرجال و كسوة بسيطة من قطعة قماش واحدة بالنسبة للنساء. حيث أن الجميع هنا لا يعطي للباس أهمية. الكل منهمك في البساطة.

المشهد السادس: كاليدونيا الجديدة، تنقسم لثلاثة أقاليم رئيسية، وهي إقليم الجزر الصغيرة، إقليم الجنوب وإقليم الشمال. لكن بمجرد عبورك حدود هذا الأخير، تبدأ في مشاهدة علمين فوق البنايات الحكومية، هناك العلم الفرنسي المتواجد كذلك بالأقاليم الأخرى. لكن هناك علم أخر، وعلم الاستقلال. حيت يعتبر إقليم الشمال من أشد المدافعين على الاستقلال من النفوذ الفرنسي. معاهدة نوميا تنص على إجراء استفتاء مابين 2014 و 2018 للحسم في الاستقلال من عدمه. حسب المعطيات الأولية المتوفرة هنا يبقى إقليم الشمال، أقلية بالمقارنة مع الأقاليم الأخرى.

المشهد السابع: معدن النيكل تلك الثروة الدفينة. يعتمد اقتصاد الجزيرة بشكل كبير على مناجم النيكل، حيث تتوفر البلاد على ثلثي الإحتياطات العالمية من هذا المعدن النفيس . مؤخرا هوت أسعار النيكل إلى أدنى مستوياتها. مما أدى إلى إعلان الحكومة الكاليدونية لتفعيل مخطط الأزمة الذي يسمح باستعمال الاحتياطات الإستراتيجية المقدرة بملياري فرنك باسيفي أي ما يعادل 17 مليون يورو