لا يملك الـمرء حرية اختيار عائلته وكذا تحديد اسمه الـشخصي الذي تتحكم فيـه عادة الرغبة في تكريم أحد الوالديْن أو الإعجاب بشخصية سياسية أو تاريخية أو فنية.. إلخ..

الموضوع ليس بهزل، والدليل أن بعض دراسات العلـوم الاجتماعية أبانت بالفعل عن دلالات كبيرة تحملها الأسماء الشخصية..

المهاجرون يعرفون أكثر من غيرهم أن الاسم الشخصي كثيرا ما لعب دورا حاسما في القبول في وظيفة أو الاستفادة من تكوين عالي أو حتى في عقـد صداقات...!! لذلك فالأوروبيون يقومون بين الفينة والأخرى بدراسات وإحصائيات أسماء مواليد المهاجرين.. لأن الاسـم الشخصي يحمل بالـفعل معاني الهوية والعرق والطائفة...

في مطلع سنة 2016 قامت بلدية ميلانو الإيطالية بدراسة حول أسماء المواليد ومنهم المهاجرون لسنة 2015 .. (الذكور 2973 والإناث 2870).. احتل فيها اسم آدم المركز الأول واسم محمد المركز الثالث بعد أن كان متقدما في سنوات 2013 و2014... أما بالنسبة للإناث فقد تقدم اسم صوفيا وسارة على الجميع، واسم ملاك في المركـز الخامس، في حين أنه في سنوات خلت كان اسـم مارية في المرتبة الاولى من 2009 إلى 2015...

فهل تراجع الأسماء الكلاسيكية في بلدان المهجر مثل محمد وعُـبدو وحُمد وخديجة وعائشة... فيه دلالة عن رغبة في الاندماج في الـدول الأوروبية..؟ ومن تم تحقيق بعض من تكافؤ الفرص في الحصول على وظائف سامية... مع ملاحظة أننا نتحدث هنا عـن حالات سائدة وليست تلك الاستثنائية..!!

وهـل أسماء آدم وريان ورشى ومريال ستضمن لأبناء الجالية حظوظا أكبر في الاندماج في مجتمعات تتعامل مع الأسماء الشخصية بإسقاطات دينية واجتماعية..!!

وهل بتجنب الآباء للأسماء ذات النكهة الدينية سيساهمون بدون قصد بإتلاف جزء من هوية أبنائهم..؟

وهل ستؤثر الأحداث الإرهابية الأخيـرة بأوروبا على القضاء على أسماء قـد تُثيـر نزعة طائفية أو دينية أو عنصرية...؟

من جهة أخرى نطرح السؤال لقنصلياتنا الـ 53 بالعالم... هـل تتوفـر على إحصائيات لأسماء أبناء المهاجرين، وأي الأسماء أقرب لعقل وقلب المهاجرين..؟ لأنهم من خلالها سيحصلون على خارطة إنسانية وثقافية غنية بالتنوع والتعـدد..!!

وللتأكيد على أن الأمر بعيد عن الهزل، فإن هناك دراسات في علـوم اجتماعية تساءلت لماذا الإرهابيون الأوروبيون من أصل عربي يطلقون على أنفسهم أسماء تنتمي للعصر الإسلامي...!!؟ حلل وناقش..؟