الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الحميد جماهري: لا أحد ملزم بالمستحيل…أيها الزلزال!

عبد الحميد جماهري: لا أحد ملزم بالمستحيل…أيها الزلزال!

لا يليق بنا ألاَّ نكون جديين، في وقت يكون فيه الكل ينتظر منا حالة صفاء ذهني..

وموقفا جامدا وعقلانية متماسكة قادرة على أن تعَجِّل بالسوبرمان ..
لهذا عندما تستبد بنا الكآبة الشعرية، عادة ما نحاول أن نفتعل حاملا سياسيا لها،
كما لو أن الواقع السياسي هو الإرهاصة الاستباقية عن التباس العاطفة..
شخصيا عندما أجد صعوبة في الفكاك من رومانسية حزينة عادة ما أسب …الكفتة
والتناوب!
لا تسألوني عن السبب..
عن المشترك السياسي بين اللحم المفروم وبين التجربة السياسية.
هناك شيء ما من السخرية التي تعبر عنها درجة الكآبة ، وشغور القلب من أي شعور واقعي! 
لا شيء يجمعها سوى أنني أكون حزينا وأشعر بأحاسيسي غير مفهومة.
لا أحد ملزم بالمستحيل أيضا!
فأن تكون لنا أحاسيس ملتبسة كالغضب الذي لا يستطيع أن يعرب عن نفسه، تلزم نفسك بأن تعطيه معنى سياسيا، قد يطرأ على الذهن بلا سبب.
أو أحيانا تستنجد بما يجب أن تستنجد به من شاعريات غائبة.
مثلا غضبي الآن لا يمكن أن أعبر عنه بلغة عاطفية.
لكن أُنقذ نفسي بأن أستعين بالشاعر الراحل أحمد بركات وأرفع صوتي عاليا:
أنا سأساعد الزلزال، على عكس ما ذهب إليه هو رحمه الله..
لنُساعدْه سويا، لكي يعري لنا فقر السياسة أو فقر التفكير..
أو لنساعده، نكاية فقط بالأبيض المتوسط الذي يبتلع المهاجرين..
لنساعده لكي نكتشف كم نحن واقفون على أرض مهتزة.. وشمال هش!
لنساعد الزلزال حتى ولو كان هزة صعبة على السكان وتثير الهلع، أليس العاطفة المبالغ فيها أفضل بكثير من البرود السياسي في بلاد على سلم ريتشتر..؟.
لنساعد الزلزال، كي نجد مكانا للصراخ!
في الدستوريات المرحة، أجد دائما تقاربا عاطفيا ، في أعماقي بين الدستور والخسوف!
لست أدري..لماذا هذا الترابط بينهما، لكن أدري الالتباس البلاغي عندما يحدث أن تختفي الحكومة كليا في ظل الحكومة الظل..
مشاعر مشابهة للخسوف الكلي.. »عندما يدخل القمر كله منطقة ظل الأرض. مما يؤدي إلى فقدان الرؤية نهائياً في أوقات منتصف الليل ..
في الوقت الذي يستيقط الشعراء على فزع أو حنان، ويبدأ السياسيون تحاليلهم .
أو عندما يحدث خسوف جزئي ويحدث عندما يدخل جزء من رئاسة الحكومة منطقة ظل الداخلية…


تشعرنا بأن الحل هو أن يكون الشعر، الآن ، ضيفا صامتا للهذيان..
وعلى ذكر القمر،
من منا لا يحدوه شعور الشاعر الفيتوري الضليل ، وهو يتجول بٍمغارب افريقيا بين أدغال الاستعمار وبين مشارق الأرض؟
من منا لا تلبس عليه الكتابات وتقرصه البلاغة وهو يشاهد الموتى في الكاميرون وبوركينا فاسو، على يد الإسلاميين العائدين من أدغال التاريخ؟..
من ينجو من التباس الجهات، غرب افريقيا وشرق الإسلام، وما بينهما طوطم كبير يعتقد الدعاة الجدد أنه حفيد هبل؟..
من منا لم يجهش باللغة الحانية كلما أطللنا على الماضي.. القابع في القرن الافريقي وفي غرب القمر؟..
صراحة من منا يقاوم جعل القرف، الذي تشعر به في لحظة عبثية سوداوية ، عنوانا سياسيا، حتى يستقيم: كما في صفقة يتحلق حولها أصدقاء كريسوس؟..