الاثنين 6 مايو 2024
جالية

عثمان مغني: حراك مغاربة العالم لم يعد في حاجة للزعامات

عثمان مغني: حراك مغاربة العالم لم يعد في حاجة للزعامات

أصدر الناشط الحقوقي والفاعل السياسي عثمان مغني بيانا على إثر الخلاف الحاصل على مستوى مغاربة العالم، خاصة أعضاء مبادرة الكرامة والمواطنة المعلنة في باريس، والتي يعتبر المتحدث من مؤسسيها.

العضو المؤسس بمبادرة 09 ماي 2015 أكد أن حراك مغاربة العالم لا يحتاج إلى الزعامات والرئاسيات، بل يحتاج إلى التشاور وخفض الجناح والتنسيق والتعاون من الجميع، وأن أي زعامة على مبادرات مغاربة العالم لا تخص سوى صاحبها، كما أنها لم تصبح ضرورة تنظيمية.

كما دعا الفاعل السياسي إلى تغليب المصلحة العامة ونكران الذات، واعتبر في هذا السياق أن مباردة 09 ماي 2015 بباريس أصبحت تراكما نوعيا يجب الاستفادة من أخطائها. وفي هذا السياق دعا مغني المخلصين وشرفاء مغاربة العالم إلى التمعن والتفكير في تصور جديد يستفيد من أخطاء الحراك السابق في ظل التماطل الحاصل من طرف الحكومة في شأن مغاربة العالم...وفيما يلي نص البيان:

"فوجئنا كما بقية هيئات المجتمع المدني لمغاربة العالم بالإعلان عن رئاسة للتنسيقية الدولية لمبادرة الكرامة والمواطنة الكاملة، والتي كنا من بين مؤسسيها الذي لا يتجاوزون الـ 6 أو 7 أشخاص كحد أقصى وأعلناها في باريس رفقة مجموعة من الفعاليات والناشطين بمختلف بلدان المهجر، في أفق إعادة هيكلة كافة المؤسسات المعنية بشؤونهم وتفعيل المشاركة السياسية لهم في الداخل والخارج على أساس ما يطلق عليه اصطلاحا  .

وكون أن المبادرة ليست على شكل اطار هيكلي تنظيمي لإطار تنفيذي، كما أن التنسيقية المرتبطة بالمبادرة ليست هيكلا هرميا، بل هو تكتل يلتئم حوله كل أصحاب الغيرة على شأن مغاربة العالم أينما وجدوا وحلوا، لصياغة قراراتهم بالتوافق والتشاور من غير رئاسيات أو تحديد زعامات لأن هذا كان السبب في تبديد الاجتماع الوطني في الخارج للقوى المدنية والفعاليات السياسية حول حقوقهم الدستورية وفعالية وتأثير المؤسسات المعنية بما في ذلك السلك الدبلوماسي-القنصلي في الخارج، كونه أقرب المؤسسات إليهم بالموازاة مع مجلس الجالية الذي ظلت مردوديته  في السنوات الفارطة محتشمة.

وإنني أؤكد في هذا السياق أن كل من عين نفسه رئيسا أو زعيما على أي حراك فهو يقود إجماع وتوافق الكلمة واتحاد الصفوف لمغاربة العالم إلى التبديد والاضمحلال كون أن جميع النقاط التنازعية الهدامة يجب الابتعاد عنها.. وهذا ما أسفنا عليه بعدما وصل إلى علمنا تحديد بعض الأشخاص لنفسهم كرئيس على المبادرة الأمر الذي لا يستوي في ميزان التجديد النضالي المطلوب، كما أنه يجازف مجازفة غير محسوبة ستؤدي إلى زيادة الإرباك الوطني في الساحة النضالية لمغاربة العالم.

إن  مبادرة الكرامة والمواطنة لـ 09 ماي 2015 المعلنة في باريس، أصبح حولها الكثير من الانشقاق والتفرقة اليوم، لأن حب الذات حولها غلب على المصلحة العامة وحب الزعامة غلبت على حب الوحدة ونكران الذات.. لكنها كذلك أصبحت اليوم تراكما نوعيا لابد لمغاربة العالم أن يبنوا على أساسها لا أن يذهبوا إلى إصلاح العطب والشرخ الكبير الحاصل حولها. فالنزاع حولها اليوم أصبح من أكثر من طرفين، وبالتالي لا يجب إضاعة الجهد في ترميمها بل يجب تركيز الجهود على تصور جديد يستفيد من أخطائها المحورية ويأخذ بعين الاعتبار عامل الوقت والزمان الذي نسير عكس عقاربه فيما يخص المشاركة السياسية لمغاربة العالم. وعلى أساسه وجب الإشارة لما يلي:

أولا: مباردة الكرامة و المواطنة الكاملة لمغاربة العالم أصبحت اليوم تراكما نوعيا يجب البناء عليه، بدل التركيز على إصلاحها، لأن ذلك سيحتاج جهدا أكبر من إطلاق تصور جديد على أساس الأخطاء الجوهرية المرتكبة لبعض مكوناتها والتي جعلتها ضعيفة لا تمثل اليوم الإجماع لهيئات المجتمع المدني بالخارج وقواها المدنية .

ثانيا: مبادرات مغاربة العالم وحراكهم التنسيقي لا يحتاج إلى رئاسيات أو زعامات، بل يحتاج إلى التشاور والتنسيق وخفض الجناح البيني ليس إلا، في سياق دمقرطة الحقل النضالي وتجديده المرحلي، وأي تعيين على رأس الحراك كيف ما كان لا يخص سوى صاحبه.. كما أن زمن الزعامات على نضالات مغاربة العالم لم يصبح ضرورة تنظيمية لبلوغ غاياته، كمتطلب بيداغوجي تمليه التجربة المتراكمة.

ثالثا: أصبح من الضرورة بمكان ومن إلحاح التوقيت الحساس "صياغة تصور جديد" يتمم طريق المواطنة الكاملة لمغاربة العالم ويوحد الكلمة، ويرص التحركات لما فيه الخير لمغاربة الخارج وأجيال من أبنائهم من بعدهم يأخذ بعين الاعتبار التراكمات وفي مقدمتها مبادرة 09 ماي 2015.

رابعا: أدعو المخلصين وأصحاب النوايا الصداقة، رغم قلتهم، إلى التفكير العميق والتملي في المستقبل والتركيز على ما يهم في خطابي 06 نونبر 2005  و30 يوليوز 2015.. وأقول لهم الحق لا يؤتى بالكثرة والهرج، بل يؤتى بالحكمة.. والحكمة دائما مع القليل وليس مع الكثير. فالقوة الحقيقية في المبادئ و القيم مع الثبات عليها.

خامسا: أي حراك لابد أن يقوم على الانتقائية الإيجابية لمكوناته بميثاق أخلاقي وأدبي يحصنه من المآرب الضيقة ويحميه من المركزية السياسية - الحزبية ويؤسس لخط نضالي مستقل يرتكز على تكنوقراطية مساره العام".