كان الموعد بمدينة "فليسينغن"، وبالضبط بمتحف يعرض أهم اللوحات الفنية التي تؤرخ لأشهر ملاح هولندي، ميخيل دو راوتر، وتاريخ الحضارة الهولندية والفلامانيةً، إلى جانب قسم آخر من المتحف خصص للحرب العالمية الثانية التي دمرت المنطقة بكاملها.
وهي المناسبة ذاتها التي كان فيها اللقاء مع المغربي موسى الرا، أحد الوجوه البارزة في المدينة التي سلمته مفتاح المتحف لاستقبال الهولنديين والسواح الأجانب، والإجابة على كل الاستفسارات والأسئلة المتعلقة بتاريخ VLISSINGEN.
وللإشارة، فإن التحاق الرجل بهولندا كان في بداية سبعينيات لقرن الماضي في إطار التجمع العائلي وعمره لا يتعدى ست سنوات. وبوفاة والده في الثمانينات، عاش موسى الرا المولود بالجديدة، ظروفا في غاية القساوة، لكنه استطاع أن يتغلب على كل تلك العقبات التي أملتها عليه الهجرة.
إذ تمكن بفضل صلابة صموده وقوة إيمانه وشدة حبه للتاريخ الإنساني، من أن يكسب ثقة محيطه، الذي حمَّله مسؤولية الإرشاد والتوجيه لما له أيضا من إلمام بتاريخ المنطقة كلها وتحديدا مدينة VLISSINGEN.
وعلى الرغم من طول مدة اغترابه، فإنه يظل متمسكا حد الجنون بوطنه الأم "المغرب"، وتكفي الإشارة إلى أن عيناه اغرورقتا بالدموع وهو يتحدث بالدارجة المغربية، وبتأثر بالغ عن بطولات الجنود المغاربة الذين أراقوا بدمائهم التراب الهولندي، مشددا بلهجة مفتخرة في الآن عينه على أن "تاريخ مغربنا يا أخي عظيم، ودور المغاربة في بناء هذا البلد كان بطوليا بما في الكلمة من معنى". ليختم مستدركا بنبرة جد حزينة: "ومع ذلك، لا ينظر إلينا نظرة احترام وتقدير، ولو أننا، ومهما يكن، فنحن صامدون وللتاريخ حافظون".
المهاجر المغربي بهولندا موسى الرا