السبت 23 نوفمبر 2024
جالية

كريستين "آية" تعلن إسلامها بالمغرب وعائلة الكاس تطالب برد الاعتبار لروح أحمد

كريستين "آية" تعلن إسلامها بالمغرب وعائلة الكاس تطالب برد الاعتبار لروح أحمد

تدثرت "آية" بالبياض حزنا على رفيقها قيد حياته أحمد الكاس،البالغ من العمر 33 سنة، والذي اغتالته أيادي الغدر بالديار البلجيكية بمدينةCharleroi رميا برصاصة من الخلف أصابت ظهره واخترقت رئته فسقط صريعا بالشارع العام،وفق تصريحات عائلته المكلومة وزوجته كريستين البلجيكية "آية المسلمة"، التي اختارت اسمها العربي من تلقاء نفسها، وأعلنت إسلامها بمسجد حي التقدم باليوسفية ليلة نقل جثمانه ودفنه بمدينة اليوسفية يوم الأحد 13 دجنبر 2015  في موكب جنائزي رهيب أثر في نفسية أرملة أحمد الكاس "كريستين" روحيا .

موقع "أنفاس بريس" حضر ليلة الجنازة وجالست أسرة الفقيد وزوجته  "آية" التي مازالت تذرف دموع الإخلاص والوفاء تحت تأثير الصدمة، ولا ترغب في الحديث عن موضوع اغتيال زوجها أحمد الكاس الذي كان يحلم ويخطط لاصطحابها إلى وطنه المغرب بعد أن تسوى وضعية إقامته وتضع هي حملها ـحسب تصريحهاـ  كيف لا وهو الذي هاجر من المغرب 10 سنوات خلت بحثا عن العمل وإعانة أسرته وتحقيق حلمه.. "كان إنسانا طيبا وخدوما ويفكر باستمرار في خدمة العائلة ماديا ومعنويا رغم بعد المسافة الفاصلة بيننا"، يقول والده الحاج عبد المجيد الكاس. وأضاف "لم نتوصل بأي وثيقة تتعلق بظروف الحادث وأسبابه سوى وثيقة تتعلق بتحويل جثمانه من بلجيكا صوب المغرب في صندوق مشمع".

Ahmed-F-Kass

الزميل أحمد فردوس (يمينا) رفقة الحاج الكاس والد القتيل أحمد الكاس

وقد أكدت "آية" أنها لم تعلم بمقتل زوجها من طرف شرطة بلجيكا إلا بعد إخبارها من طرف بعض أصدقائه، معتبرة أن قضية مقتله تثير الاستغراب وتعرف عدة ثغرات قانونية بعد إطلاق سراح المتهم الحقيقي بدعوى أن جريمة الاغتيال وقعت بفعل "الدفاع عن النفس"، حسب إفادة شرطة بلجيكا.. لكن أسرة الفقيد وبعض معارفه بالإضافة لزوجته كريستين "آية" تفند هذا الخيط المتلاشي في التحقيق، مستندة على أن عملية إطلاق الرصاص توضح أن الضحية قد قتل غدرا بعد إصابته في ظهره وليس في مواجهة المتهم. وتضيف العائلة متسائلة "هل ابنها أحمد كان يحمل مسدسا أو أي أداة جريمة في مواجهة الجاني وتهديده بها؟؟".

وفي سياق ردود الأفعال تجاه الحدث الأليم والمفجع أشادت العائلة بالتضامن الواسع الذي عرفته قضية أحمد الكاس، سواء من طرف زوجته البلجيكية كريستين "آية"، فضلا عن معارفه وأصدقائه، وكذا المسؤولين بالقنصلية المغربية ببلجيكا الذين أسرعوا بنقل جثمانه وتوفير الشروط والإجراءات الإدارية والقانونية لدفنه بمسقط رأسه باليوسفية ليلة الأحد 13 دجنبر من السنة الجارية .

وقالت الزوجة المكلومة "آية" لـ "أنفاس بريس" أنها قد باشرت إجراء فتح مسطرة التحقيق في الحادث من خلال محاميها هناك، وأنها ستعود للديار البلجيكية يوم 29 دجنبر من السنة الجارية لمتابعة الملف أمام السلطات القضائية البلجيكية، مؤكدة، والدموع تتساقط من عينيها "أنها لن تتنازل عن مطالبة المسؤولين بالكشف عن الحقيقة كاملة ورد الاعتبار للضحية وفق القانون، خصوصا أنها حامل وتنتظر مولودا من صلب الراحل أحمد الكاس".

هذا وطالب والد القتيل الحاج عبد المجيد الكاس المزداد سنة 1948 من السلطات البلجيكية بضرورة "فتح تحقيق نزيه وجدي في الحادث الغامض والكشف عن ملابساته ومعاقبة الجاني عن فعلته التي تعتبر جناية مع سبق الإصرار والترصد، منتصرا لزوجة ابنه "آية" وحفيده المستقبلي الذي لن يجد في استقباله والده الذي قتل بدم بارد برصاص الغدر والعنصرية، حسب قوله. مشددا على رد الاعتبار "لروح فلذة كبده، ومن خلاله لكل المغاربة الذين يكتوون بنار العنصرية في الغربة، بعد أن عاش مدة عقد من الزمن منتظرا ومشتاقا لرؤية ابنه أحمد".

وأدانت عائلة الكاس "الجريمة البشعة التي أودت بحياة ابنها أحمد في دولة تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، واستنكرت أغلب المقالات الإعلامية الصادرة بالصحافة البلجيكية التي حولت ابنها لمجرم يستحق القتل"، مستحضرة "المعاملة الطيبة والإنسانية التي يتميز بها المغاربة إزاء السياح الأجانب، وخصوصا البلجيكيين الذين يحجون للمملكة المغربية ويلاقون الترحيب". ولم يفت العائلة أن تطالب المسؤولين المغاربة بالقنصلية المغربية ببلجيكا بـ "الوقوف إلى جانب "آية" والكشف عن حقيقة القضية، ورد الاعتبار لكرامة ابنها الذي اغتالته أيادي الغدر دون شفقة ولا رحمة".