خيمت أحداث باريس الإرهابية على أشغال اللقاء التشاوري الذي نظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج، يومي السبت والأحد الماضيين بالرباط، وكان الموضوع هو "البحث الجامعي وقضايا الإسلام والجالية المغربية في أوروبا"، حيث خصص لمناقشة أهم الإشكاليات والوقوف على الأسئلة الكبرى المتعلقة بالشأن الديني في أوروبا.
وحسب مصادر "أنفاس بريس"، من داخل هذا اللقاء التشاوري، فقد حضر اللقاء قرابة 30 عالما وإماما وباحثا في الشأن الديني يمثلون مختلف دول أوروبا، من بينهم امرأتين من ألمانيا وبلجيكا، إلى جانب جامعيين بالمغرب. وتركزت النقاشات على محورين رئيسيين ضمن موضوع هذه المشاورات، وانصبت المشاورات حول ضرورة تأهيل الخطباء والأئمة، وعدم الاكتفاء بتخريج أئمة الوعظ الإرشاد في مناسبات دينية أبرزها شهر رمضان، بل تأهيلهم ليكونوا باحثين، مع تشجيع البحث العلمي في مجال الشأن الديني، حيث تفتقد الخزانة العلمية لمراجع تتحدث عن العقيدة الأشعرية والفقه المالكي بلغات العالم، وهي مسؤولية الجامعات المغربية. إذ أبرز الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، عن استعداد المجلس لدعم ومرافقة إنجاز هذه الأعمال العلمية التي تفرضها الوضعية الحالية، مشددا على أن التنافسية في عالم معولم "تفرض علينا تقديم منتوجنا الفكري والمعرفي وطرحه في السوق الثقافية العالمية باعتباره نموذجا صالحا في ظل النزاعات التي نعيشها الآن، وبالنظر إلى حاجة الإنسانية إلى نموذج مبني على الوسطية والاعتدال واحترام الآخر".معتبرا أن الفقه المالكي يتميز بمرونة تسمح باستنباط أحكام تستجيب للمتطلبات المتغيرة، وقد يكون هذا المذهب جسرا للمصالحة بين الغرب والعالم الإسلامي إذا ما تم الاشتغال على أعلامه والمادة العلمية المتوفرة فيه.
وفي الوقت الذي كانت فيه بعض المداخلات تصب في اتجاه تحميل مسؤولية انحراف بعض الشباب عن مفاهيم الدين الإسلامي الصحيح، دعا البعض الآخر لعدم وضع جميع العلماء والأئمة في سلة واحدة، مادام أن فضاء تحركهم يختلف داخل أوروبا من بلد لآخر، كما أنهم من قبائل شتى، ومسارات عملهم تختلف بين علماء تلقوا تعليمهم في الفضاءات التقليدية بالمغرب، ومنهم من يوصف بخطباء "عابري القارات"، وكل صنف من يحتاج للتأهيل السليم لأداء رسالة التوجيه بشكل صحيح.