الثلاثاء 16 إبريل 2024
مجتمع

مستجد.. اكتشاف السبب الحقيقي لتوجه بنكيران إلى رفع سن التقاعد

مستجد.. اكتشاف السبب الحقيقي لتوجه بنكيران إلى رفع سن التقاعد

"الشباب في القلب"، عبارة كثيرا ما تتقاذفها الألسن إما لمجاملة تتغيا هدفا مرصودا في نفس صاحبها، أو جبرا لخاطر مسن مرهَق النفسية بفعل تخطيطات تجاعيده وشيب شعره اللذين فضحا تقدم سنه. هذا، ومن جهة أخرى قد لا تكون حيوية ونشاط "الشباب في القلب" فقط، ولكن فعلا في كافة أعضاء جسد بتاريخ ميلاد يطل على ما قبل ستين أو أكثر سنة.

من هنا، وهذا هو بيت القصيد في مناسبة النزول، يجد السؤال التالي محلا له: هل يجوز شرعا أو حتى قانونا تحويل نعمة إلى نقمة تحت ذريعة الحق الذي أريد به باطل؟ سؤال، وبقدر بساطته، أثار مدلول عمقه رجة مزلزلة في الوسط "الفايسبوكي"، خاصة وأنه جاء مرفوقا بصورة شيخ يقوم بحركة "جيمناستيكية" رائعة يتعذر على آلاف الشباب، في سن أحفاده، القيام بها (أنظر الصورة). أما مؤثثات النقاش أو بالأحرى مفتاحه فهو ربط السؤال السالف الذكر بميول الحكومة وعلى رأسها عبد الإله بنكيران إلى رفع سن التقاعد لـ65 عاما، وذلك في صلة بمدى منطقية الدوافع وضعف مؤداها. الأمر الذي استغله "الفايسبوكيون" للإجابة بهجومات صريحة ومركزة على السخرية من هذا التوجه والواقفين وراءه، ليس فحسب كملف معين بذاته، وإنما إسقاطا على مجموعة من القرارت التي تتخذ مبررات مختلقة أو في أبعد الأحوال استثنائية لإنزال مخططات مدججة بشعار "لا تناقش لا تجادل"، وإن كان مبطنا بادعاءات تسويقية لما يسمى بـ "الحوار الاجتماعي" أحيانا وبمزايدات دستورية "الرأي والرأي الآخر" أحيانا ثانية.

وبخصوص اختيار رواد الفضاء الأزرق لتلك الصورة فإنه جاء، وفق التعاليق المسجلة، للتشديد وباستهزاء على أن أي تحول في منحى سياسة ما، وخاصة إن كانت مجتمعية وتمس شريحة واسعة من المواطنين كما هو شأن ملف التقاعد، لابد وأن يتأسس على دوافع ومسوغات قابلة للاستيعاب من المنظور الشعبي لا من وجهة نظر زمرة مفتعليها، وألا يُلجأ في المقابل إلى نوادر الحالات لتوريط فئة عمرية بكاملها ، حتى لا نقول المغامرة بما بقي لها من أيام في زيارتها لهذه الأرض.

وكما تفاعل أحد المستفزين قائلا، فإنه وبقدر ما يحتمل أن تجلب تلك الصورة لصاحبها الكثير من العتاب المحتقن للمستائين من القرار الحكومي، على خلفية كونه قدم لبنكيران هدية من ذهب لغاية الترافع بحجيتها، (بقدر هذا)، يلزم القيام احتراما لشيخنا البطل على تلك الحركة الدالة على حرصه الرياضي، وتفانيه في هزم مؤثرات فعل السنين، على ألا ينسى، والرسالة لجميع المعنيين، بأن هناك كثير ممن يُقبِّلون الصبي لأجل عيون مربيته.