السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد ين الطاهر: أن تصوت معناه أن تقاوم! لكن من سيذهب للتصويت؟

محمد ين الطاهر: أن تصوت معناه أن تقاوم!  لكن من سيذهب للتصويت؟

ترك لنا الفيلسوف "آلان" هذا الشعار: "المقاومة والطاعة هما فضيلتا المواطن. بالطاعة يحافظ على النظام؛ وبالمقاومة، يضمن الحرية"(آلان، كلام نورماندي).

باع لنا اليسار حق تصويت الأجانب..

وكان لدينا: الحرمان من الجنسية..

1- كيف يمكنني تعبئة هذا الشاب الفرنسي للذهاب إلى التصويت، وهو يقول لي: إن التصويت خيانة لوالدي اللذين يعيشان في هذا البلد منذ 45 عاما، ويعملان، وساهما وشاركا في نهضة فرنسا، لكنهما محرومان من حق التصويت؟

2- كيف يمكنني تحسيس هذه الشابة الفرنسية لدفعها للتصويت وهي تقول: لا أثق في أولئك السياسيين الذين يستخدمون السياسية، ويقدمون لك وعودا لا يفون بها أبدا: منح والدتي، لأن والدي توفي في ورش بناء محكمة مدينتي؟

3- كيف يمكنني تشجيع آلاف المغاربة والجزائريين والتونسيين والسينغاليين والإيفواريين والماليين.. الخ، الذين أخالطهم بانتظام والذين يقولون: نحن نحب هذا البلد، ولكنه لا يحبنا: امتصنا حتى النخاع الشوكي. لقد أصابنا المرض من جراء ذلك، ومازال أبناؤنا يجوبون السلالم؟

4- كيف نلوح "أن تصوت معناه أن تقاوم"، في حين أن أكثر من 5 مليون مواطن من خارج الاتحاد الأوروبي لا تتم دعوتهم للمقاومة، كما لو كانوا طاعونا؟

5- كيف يمكن الرد على هذه السيدة، التي تبلغ من العمر أكثر من 75 سنة، والتي قضت ثلاثة أرباع حياتها في هذا البلد الجميل الذي لا يفهم أنها تريده أن يكون وطنا نهائيا لها، وأنه سيفقدها دون أن يسمح لها بقول كلمتها حول معدات البلدية والميزانيات المخصصة للنقل والعمل الاجتماعي؟

6- كيف يمكن أن نفسر لأي كان أن اليسار قد وعد بمنح الأجانب حق التصويت في عام 1981 (المقترحات 110 لميتران)، وأنه في عام 2000 دفع إلى التصويت على قانون يخص هذا الحق (الجمعية العامة ومجلس الشيوخ)، وأن حكومة جوسبان لم تصاحب ذلك أبدا بمرسوم، وأن الحزب الاشتراكي صوت على قرار لصالح الحق في عام 2010، وأن فرانسوا هولاند وعد بهذا الحق (المقترح 50)، وأكد ذلك لاحقا، وفي النهاية تشير كل الدلائل أنه لن يتم برمجته أبدا؟

7- كيف يمكن الذهاب للتصويت دون أن تقول لنفسك إن الحديث عن خطر الجبهة الوطنية رغم أنه حقيقي، واليسار أو الجمهوريين، لا يقدم أي ضمانة لمحاربته، عبر المبادرات التي تحد من اللامساواة، وتعزز العلمانية، وتحد من التمييز، وتختصر الجرائم العنصرية على أساس الملامح، كما تدين جميع أشكال "الإسلاموفوبيا"  التي يقودها سياسيون داخل الأحياء الشعبية؟

التصويت مقاومة، نرد بالإيجاب.

لكن، هناك مقاومون محددون، ومواطنون معفيون من الخدمة، ، أي نوع من حكومة الظل الديمقراطية حين يطالب الكثيرون بإنشاء جيش الاحتياط؟

ألا يتمتع التصويت في الانتخابات المحلية للمهاجرين بتقدير أكبر؟

فالمواطن الذي يصوت يؤمن بالديمقراطية دون الجاجة إلى إقناعه، ويصبح هو الحصن الأول ضد التطرف !!!

سأصوت لأن رجالا ونساء ماتوا من أجل هذا الحق. ونحن مدينون لهم بالدفاع عنه!

سأصوت لأن صوتا غير معبر عنه هو الذي يسمح بصعود اليمين المتطرف.

ليس هذا هو النموذج الذي أريده لبلدي.

الصوت المعبر عنه مقاومة.

سأصوت لأنني لن أكتفي بالشكوى من السياسة.

نعم سأذهب للتصويت.

لكنني أنبه إلى أن كأس انتظار حق التصويت قد طفحت.

لقد حان الوقت، فمن الممكن، بل من الضروري المخاطرة والوفاء بهذا الالتزام الذي استغرق 35 عاما!