تعليقا على الأزمة الأخيرة التي اندلعت بين رئيس الحكومة بنكيران ووزير التربية والتكوين رشيد بلمختار داخل مجلس المستشارين، والتي نقلتها القنوات التلفزيونية المغربية، صرح الدكتور علي المدرعي لـ "أنفاس بريس" أنه فعلا تابع باندهاش كبير ما قاله رئيس الحكومة لوزيره، معربا عن قلقه للمستوى الرديء للخطاب الحكومي منذ اعتلاء حزب العدالة والتنمية لمنصة تدبير الشأن الوطني، قائلا: "بغض النظر عن هذا التلاسن، وليس النقاش السياسي الهادئ والمتزن، المتعلق بفرنسة بعض المواد الدراسية الخاصة بالجذع المشترك بالتعليم الثانوي، فإن سلوك بنكيران يثير أكثر من علامة استفهام ويؤشر على الصعوبة الكبيرة التي يواجهها في التعايش مع ما يسمى بالوزراء التكنوقراط". مستحضرا الأزمة الفضيحة التي نشبت إزاء صندوق دعم العالم القروي 55 مليار وخرجة بنكيران ضد وزير الفلاحة أخنوش.
وأكد علي المدرعي لـ "أنفاس بريس" على أن "الانفعالية المبالغ فيها التي تضع تصريحات رئيس الحكومة فيما يتعلق بالعديد من الملفات التي ترتبط بالشأن العام، تؤكد مدى الضغط النفسي الكبير الذي تعيشه شخصية بنكيران بسبب مواقف حزبه (العدالة والتنمية) وبعض أطراف المعارضة والفرقاء الاجتماعيين". وفي هذا المجال عدد الدكتور المدرعي عدة قرارات تعتبر في نظره من بين الأسباب التي تؤرق ذهنية رئيس الحكومة وتقض مضجعه ككابوس يطارده ليل نهار وتزعزع كيانه النفسي والعصبي قائلا: "لقد وجد بنكيران نفسه في موقف لا يحسد عليه بعد الإجراءات اللاشعبية التي اتخذتها حكومته مستشهدا بـ (رفع الدعم عن المحروقات، صندوق المقاصة، التقليص من ميزانية الاستثمار، العجز الكلي عن محاربة الريع الاقتصادي، مشاكل مأذونيات النقل، التملص الضريبي، الخضوع لإملاءات صندوق النقد الدولي، رخص المقالع....).
وأضاف محدثنا "أن هذه الإجراءات اللاشعبية جاءت معاكسة تماما لبرنامج حزب بنكيران الذي طبلت له الصقور والإمعات أثناء الحملات الانتخابية، ومخيبة لآمال فئات عريضة من الشعب المغربي وحتى من داخل حزبه، دون الحديث عن الأوساط المتتبعة لمسار العمل الحكومي بالمغرب".
هذا واعتبر الدكتور علي أن "سلوكات رئيس الحكومة ليست ناتجة عن مشكل نفسي أو عاطفي بالأساس، بل هي حصيلة مؤرقة عن وضعية سياسية صعبة داخل ائتلاف حكومي هجين وهش ما فتئ يتعرض للكثير من الانتكاسات يؤدي ثمنها الشعب المغربي".
وختم تصريحه لـ "أنفاس بريس" بالمثل المغربي القائل: "أباك طاح في الطريق.. من الدار خرج مايل".