الثلاثاء 8 إبريل 2025
سياسة

إحزرير: شخصية بنكيران انفعالية تعاني ازدواجية في السلوك السياسي

إحزرير: شخصية بنكيران انفعالية تعاني ازدواجية في السلوك السياسي

قال عبد المالك إحزرير، أستاذ العلوم السياسية بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، تعليقا على الأزمة الأخيرة التي اندلعت بين بنكيران ووزير التربية والتكوين بلمختار، إن شخصية بنكيران شخصية متفردة تعيش هاجس التحكمات مما يجعله ينفجر ويذوب في آن واحد.. فعلاقته بالوزراء داخل حكومته -يضيف إحزرير- هي علاقة سيكولوجية ومزاجية، فهو لا يفرق بين فرجة السياسة وممارسة الواقع البراغماتي للسياسة. مشيرا إلى أن بنكيران يعيش أزمة نفسية ناتجة عن صعوبة التوفيق بين ما ترتضيه هياكل حزب العدالة والتنمية من أفكار وبرامج، وما يرتضيه الحلفاء داخل الحكومة، وما يتطلبه من توافق، باعتبار أن العمل داخل الحكومة هو عمل سياسي آخر فيه مجال عقلاني لا يمكن مسايرته بالسطحية أو بالصدمات.

وأوضح إحزرير أن كلام بنكيران من داخل مجلس المستشارين في حق الوزير بلمختار فيه فرجة أكثر منه عقلانية، علما أن بنكيران ينطلق في ممارسته العمل الحكومي من العقلانية، والذي يتجلى في حديثه عن إلغاء صندوق المقاصة، رفض الزيادة في الأجور لأن نسبة النمو في تدني، تخفيض الوظائف العمومية، رفض الحوار مع النقابات.. فهذا كلام محاسباتي عقلاني يقوله بنكيران في ممارسته -يعلق إحزرير- ولكن في الفرجة يقول كلاما عاطفيا فيه إحساس أحيانا، ومن هنا تظهر ازدواجية في السلوك السياسي لبنكيران.

وعن مدى ارتباط إثارة الأزمات من حين لآخر من طرف بنيكران مع وزراء من داخل أغلبيته بفشله في تغليب منطق التوافق على منطق التسلط، قال إحزرير، إن بنكيران شخصية انفعالية فهو يعيش إكراهات تبني أفكار وبرامج حزبه، وفي نفس الوقت إكراهات العمل الحكومي وما يقتضيه من تنازلات وتوافقات، ونظرا لمحدودية موارد المالية العمومية ضعف العطاء الحكومي، وهو ما لا يرضي شخصية بنكيران بسبب فشله في إرضاء قواعد الحزب وشرائح من الشعب.. وهذه الرهانات لابد أن تكون لها آثار من الناحية السيكولوجية على السلوك السياسي لبنكيران حيث يبرز انفعاله من حين لآخر.

من جانب آخر، قال إحزرير إن افتعال أزمات مع الوزراء بالحكومة من طرف بنكيران مرتبط بالأجندة الانتخابية المقبلة 2016 وتفكيره في نسج تحالفات مقبلة مع أحزاب من خارج الأغلبية وضمنها حزب الاستقلال والاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، مشيرا بأن تحالف الأغلبية الحالية هو تحالف هش وهجين غير مبني على برامج ولا على عقيدة إيديولوجية، وهو ما كشفته الانتخابات الجماعية السابقة، حيث أقدم حلفاء بنكيران على التصويت لصالح حزب الأصالة والمعاصرة.