الاثنين 23 سبتمبر 2024
مجتمع

المعتقل السلفي السابق المشلك: تلقينا خبر العفو عنا بسرور كبير وعناية صاحب الجلالة كانت كبيرة

المعتقل السلفي السابق المشلك: تلقينا خبر العفو عنا بسرور كبير وعناية صاحب الجلالة كانت كبيرة

يرى جواد المشلك، المعتقل السلفي السابق في إطار المجموعة 86 والذي كان يقضي عقوبة سجنية تصل الى المؤبد في سياق أحداث 16 ماي الإرهابية أن قراره الإلتحاق بالحركة الديمقراطية الإجتماعية يعود أساسا الى الشيخ الشاذلي باعتباره النموذج – حسب قوله – في هذه المرحلة، مشيرا الى أن الإتصالات جارية من قبل الشاذلي لضم أعضاء آخرين أفرج عنهم مؤخرا بكل من الدار البيضاء وفاس ومناطق أخرى كما يتطرق الى النقاشات التي جمعته داخل السجن بمسؤولين أمنيين والتي تركزت حول " وقفاته " المتعلقة بممارسة العمل السياسي والعمل الجمعوي والعمل المؤسساتي مشيرا الى أن الشاذلي لعب دورا أساسيا في إسماع أصوات المجموعة خارج أسوار السجن، مؤكدا أنه لم يسبق له أن تبنى أفكار تدعو الى العنف والتطرف، معبرا عن سروره لقرار العفو عنه من طرف الملك.

 

عقدتم لقاءا في إطار المجموعة 86 مع الشيخ الشاذلي يوم أمس فعلى ماذا تركز هذا اللقاء، وهل ستلتحقون بالحركة الديمقراطية الإجتماعية ؟

بالنسبة لي شخصيا أصبحت الآن عضوا في الحركة الديمقراطية الإجتماعية وباقي الأعضاء الذين حضروا معنا يتهيئون للإنخراط قريبا في هذا الحزب، حيث أبدى جل الأعضاء المفرج عنهم مؤخرا بالدار البيضاء ( 14 شخص ) موافقتهم  المبدئية لحد الآن على الإنخراط في الحركة ، والشيخ الشاذلي على تواصل الآن مع أعضاء آخرين بفاس وبمناطق أخرى على أساس الإلتحاق بالحزب ،  وقد انخرطت مع الشيخ الشاذلي لأنه يبدو لي هو النموذج الآن في هذه المرحلة.

 وهل اطلعتم على أدبيات ومرجعية الحزب ؟

طلبنا هذا الميثاق فوعدنا الشاذلي بمدنا به.

 من المعلوم ان الحركة الديمقراطية الإجتماعية تحمل توجه ليبرالي بينما انتم تحملون ميولات سلفية، فكيف ستوفقون بين هذين المعطيين ؟

لحد الآن ليس هناك أي صراع في هذا المجال لحد الآن، وحزب الحركة الديمقراطية الإجتماعية ذو مرجعية إسلامية هناك توافق وليس هناك تصادم بين هذين التوجهين فالناطق الرسمي بإسم الحركة الديمقراطية الإجتماعية هو الشيخ الشاذلي ونحن الآن نشتغل وقد وضعنا نصب أعيننا مصلحة البلاد فوق كل الإعتبارات.

 وهل تفكرون في خوض الإنتخابات التشريعية القادمة ؟

لما لا..لما لا..لما لا..

 كيف تلقيتم خبر العفو عنكم مؤخرا علما أنكم كنتم تواجهون حكما بالسجن المؤبد في سياق أحداث 16 ماي الإرهابية ؟

في الحقيقة تلقينا خبر العفو عنا بسرور كبير وكان الخبر بمثابة مفاجئة لنا فعناية صاحب الجلالة كانت كبيرة، لأنه والحمد لله كان الناس يتواصلون معنا في السجن وكنا نؤمن بمشروع المصالحة، وقد تقدمنا بطلب العفو والحمد لله كانت الإستجابة من طرف صاحب الجلالة ونحن شاكرين لهذه العناية الملكية.

 قمتم بمراجعات فكرية من داخل السجون، فماهي أهم مرتكزات هذه المراجعة ؟

بالنسبة لي شخصيا أنا لا أسميها مراجعة لأنني وقبل اعتقالي لم يسبق لي أن دعوت الى استعمال العنف ضد أحد ولا شاركت في العنف كما أنه لم يسبق لي أن حملت فكرا يتبنى العنف في حقيقة الأمر ، والحمد لله كنت أعيش حياة عادية فحدتث أخطاء في سياق الاعتقالات التي تمت إبان أحداث 16 ماي، والحمد لله حدتث وقفات عبر مراحل أثناء السجن

حيث كنت أتوقف عند كل مرحلة عند بعض الأمور وبعض المستجدات، فكان الإيمان بالعمل المؤسساتي هو أبرز ما ميز هذه الوقفات باعتباره المسار الصحيح الذي ينبغي علي أن أسلكه.

 وعلى ماذا ارتكزت ما تسميه " وقفات " ؟

ارتكزت هذه الوقفات على التفكير في العمل المؤسساتي، يعني العمل الحزبي، العمل الجمعوي، التواصل مع المؤسسات، بينما في السابق كنت أتبنى منظورا يستحيل أن يكون مع المؤسسات، مع أنني لم يسبق لي أن تبنيت أفكار تدعو للعنف أو مارست العنف، لكن الآن مع هذه الوقفات والتقلبات التي حدتث لدي أصبح العمل المؤسساتي له جدوى وهدف يمكن أن تبلغه، فبعد خطاب صاحب الجلالة في 20 غشت 2009 في ذكرى ثورة الملك والشعب السادس حدتث تغيرات جذرية أعطت أكلها وانخرطنا فيها وقلنا لما لانكون من صناع هذا العمل.

 وماهي الأطراف التي ساهمت في هذه المراجعات ؟ هل كنتم على اتصال بالشاذلي أم بأبو حفص أم بأطراف داخل الدولة ؟

نعم الشاذلي كان على تواصل معنا بالسجن وكا يبلغ صوتنا وأفكارنا المتعلقة بإيماننا بالعمل الجمعوي والمؤسساتي وقد حدث هناك تواصل بهذا الخصوص، وعفو صاحب الجلالة ليس فيه أية ملابسات لجهة معينة دون جهة أخرى لأن الأمنيين كانوا على تواصل دائما معنا بخصوص مبتغانا في الحياة، " أشنو يخرج الإنسان يدير ..أشنو المشروع ديالو..أشنو الغاية ديالو " لقد نسينا الماضي مع الأمنيين وفتحنا صفحة جديدة بخصوص الإنخراط في العمل السياسي والعمل الجمعوي والمؤسساتي، وهذه هي النقاشات التي كانت مطروحة مع الجهة الأمنية، أما بالنسبة للشاذلي فكان كطرف يشتغل من الخارج، في حين داخل السجن حدث تواصل لدينا مع الأمنيين على أساس أن أفكارنا لاتحمل أية مخاطر على البلاد بل بالعكس هي إضافة جديدة وضخ دماء جديدة في الأمور التي يرى فيها الإصلاح.

 وكيف كان موقف السلفيين المتطرفين من داخل السجون ؟

كان هناك صنف يحبذ مثل هذه الأفكار وصنف آخر يعتبر مثل هذه الأفكار غير ذات جدوى ومجرد تلاعب، وعفو صاحب الجلالة كان هو مبتغانا وها قد وصلنا إليه.

 طيب..أنتم تنتمون للمجموعة 86 وقد أجريتم لقاءات مع الشاذلي قبل العفو فحول ماذا ارتكزت هذه المشاورات ؟

بالنسبة لي تركزت هذه المشاورات حول رسم طريقي مابعد السجن وانخراطي في العمل السياسي وانخراطي في العمل الجمعوي.

 وهل كانت هناك صفقة معينة ؟

لا..أبدا..كانت لدي قناعة تامة، وهناك مشروع أشتغل عليه رفقة مجموعة من أصدقائي يتعلق بالإنخراط في العمل الجمعوي والعمل الحزبي والبحث لأنفسنا عن مكانة في الحياة العامة ونحن نسعى بشتى الوسائل لكي نكون جزء من هذا المجتمع بأسلوب جديد وطريقة جديدة عبر الأحزاب وعبر الجمعيات وعبر عقد ندوات نظهر من خلالها للناس أفكارنا وتوجهاتنا ومبتغانا في هذه البلاد وطموحاتنا التي تصب كلها في مصلحة البلاد.

 هل أعلنتم عن نبذ العنف والتطرف وتكفير المجتمع ؟

في بداية الحوار أكدت لك أنني لم أكن أؤمن بالتطرف بتاتا، لأنني أصلا أنا أنبذه، لأننا أبناء هذا المجتمع والشعب المغربي شعب مسلم حر وأنا واحد منه .

 طيب..وماهو موقفكم من العلمانيين بالمغرب ؟

العلمانيين لديهم توجهاتهم وأنا لدي توجهاتي، فأنا توجهي ديني وهم لديهم توجه علماني، هم يفعلون ما يشائون ونحن نفعل ما نشاء، وما فيه خير لهذا البلد نسعى إليه، وليس لدي أي مشكل مع العلمانيين، فداخل السجن كنت على تواصل مع خديجة الرويسي ومع أشخاص آخرين يحملون توجها يخالف توجهي وكل هذا من باب الحوار معهم، وأنا لا أؤمن بمقولات هذا علماني أو هذا ملحد، وكنا نشتغل في إطار المصلحة التي تجمعني به أما مايعتقد هو فهو له ويخصه لوحده.