الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الكريم قذيفة: "حڤرونا صديقي".. تضامنا مع الكاتب الجزائري "ياسين بن عبيد"

عبد الكريم قذيفة: "حڤرونا صديقي".. تضامنا مع الكاتب الجزائري "ياسين بن عبيد"

ونحن نحتفي بالكتاب في معرضه الدولي، أتساءل ما الذي يجعل شاعرا ومثقفا نوعيا مثل "ياسين بن عبيد" يلجأ إلى عرض مكتبته للبيع؟ بالتأكيد هو لا ينوي منافسة المعرض الدولي، فمكتبته تشتمل على 4000 عنوان، من أهم ما أنتجه الفكر البشري، حسب معرفتي بعقل "ياسين" الكبير.

"ياسين" ابتلي بمرض ابنته "نور" 13 سنة، استعصى على الأطباء علاجها في الجزائر المتخلفة، فلاحت بارقة أمل خارج الوطن، حسب تشخيص الأطباء الفرنسيين.. ولأن "ياسين" المتألم بصمت في هذا العالم المكتظ بالزيف والجحود، لم يجد من مصدر مادي يمكن أن يغطي بعض تكاليف علاج "نور" سوى بيع مكتبته.

رغم أنّ ياسين معروف في الوسط الأكاديمي، فربما في الجيل الأدبي الجديد من لا يعرف "ياسين بن عبيد"، الشاعر الرائع الذي شغله ألم ابنته "نور" عن الظهور في المحافل الأدبية، عكس الجيل السابق الذي يجمع على شعرية ياسين الكبيرة، طيبته، نبله وعفته.

في محنة "ياسين" نكتشف أن تجاهل الكتاب لبعضهم ليس مقتصرا على مستوى الإبداع فقط، بل هو أعمق، حيث يكاد يصبح مرضا جماعيا في الوجدان، والأمر مختلف كليا عما هو سائد بين الجماعات الأدبية والثقافية عند غيرنا.

من هنا أتوجه إلى معالي وزير الثقافة المحترم، عز الدين ميهوبي، وبصفته شاعرا وكاتبا أيضا، والمعني الطبيعي بالشخصيات الثقافية الوطنية، للالتفات إلى مساعدة "نور بن عبيد" بما أمكن، وأتوجه أيضا إلى الكتاب والأدباء، لعلهم يقومون بواجبهم البسيط نحو زميلنا في محرقة الكتابة، لنفعل شيئا من أجل "نور" لكي ترى نور الحياة الحقيقية، ومن ثم نستعيد "ياسين" إلينا من جديد.

ونحن نتكلم هذه الأيام بمناسبة المعرض الدولي للكتاب عن علاقتنا بالكِتاب، ماذا لو قدرنا ثمن الكتاب الواحد في مكتبة "ياسين" بـ 500 دج فقط، وتبرّع كل واحد منا بمبلغ كتاب واحد دون أن يأخذه، ذلك من أجل "نور" ومساعدتها في محنتها، فسوف يحتفظ ياسين بمكتبته التي عمرها أزيد من 40 سنة، وستجد "نور" طعم الحياة التي عُمرها بعمر الأرض، فتقرأ كثيرا من الكتب ومن بينها إبداعكم.