الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

عبد الحميد جماهري: سفليون وسلفيون يشيدون دولة «داغش» العظمى..

عبد الحميد جماهري: سفليون وسلفيون يشيدون دولة «داغش» العظمى..

نقل السلفي المعتقل في فاس، سعيد العلواني، عمليات الغش، من الثراء غير الشرعي، إلى تمويل المنظمات الإرهابية والسهر على ضمان التدفق المالي لدولة الخليفة البغدادي، داعش.

العارفون بالتفكير الإرهابي، سيجدون في ذلك مقومات نظرية «الاستحلال»، الذي تحل للمتطرفين من الجماعات الإسلامية المسلحة الحق في السرقة، والسطو على الأبناك، لشراء الأسلحة وتمويل ألوية «الحق وفرسان تحت راية النبي»، أو استحلال نساء الآخرين من المرتدين ومن الكفار وأهل الذمة!

السلفي، كان في حاجة إلى الغش لكي يمول دولة الخلافة في الصحراء الممتدة من نفط الموصل إلى حقول درقة، فوجد نفسه في دولة «داغش» المؤسسة بالغش وعلى الغش وعلى موظفي الغش..

ولا أحد ينسى أن التطرف لا يقتصر على السرقة والغش، كعمليات محرمة دينية، بل يلجأ إلى بيع المحرمات من قبيل المخدرات لكي يبني دولة «الداغشيين» المؤمنة.

نفهم أن الإنسان يتعاطى فعلا إلى «القرقوبي » والإكثار من الزطلة» لكي يؤمن بأن من الممكن إقامة دولة الله سبحانه عم يصفون، كان يصعب مثلا أن نفهم بأنه يحتاج إلى «مورتاديللا» ملوثة لكي يصل إلى.. الجنة في السماء السابعة!!

لكن الإبداع الأكبر هو أنه بالسرقة، وبالغش، أصبح من الممكن بناء دولة العشاق الجدد، دولة داغش العظمى..

وعلى ذكر الغش، فقد اكتشفنا أننا نجلس فوق بركان من المواد المغشوشة وكنوز لا تحصى من المواد المغشوشة في شهر رمضان المبارك، والتي أصبحت تجارة منظمة وعملية إجرام دقيقة، يقوم بها السفليون، أولائك الذين يختارون السفالة من أجل الإثراء.

من غرائب الأخبار التي تم تداولها مع الحملة الحالية هو "رايب ديال المرحاض"..

لا تسألوني عن لونه!!

ولا عن رائحته!

ولا عن طعمه..!

المهم هو أن مصالح المراقبة بمراكش ضبطت بأحد المحلات المتواجد بحي المسيرة بالمدينة الحمراء أزيد من 600 لتر من مادة الرايب المصنع بطريقة تقليدية بمرحاض إضافة إلى كمية من الزبدة والجبن والحليب.

والواضح أن مواسم الغش تعرف أوجها في الآونة الأخيرة، مع امتحانات الباكالوريا ومع السلع المعدة للاستهلاك.

ومن بين الطرائف أن الغش أصبح حقا من حقوق الطفولة، بعد أن تكرس كحق من حقوق الراشدين! وللدفاع عن هذا الحق، قام عشرات التلاميذ بالهجوم على قاعات امتحانات التاسع أساسي بالثانوية عبد المؤمن بمراكش العتيقة، محدثين أضرارا كبيرة. وكان السبب هو التشدد الذي أظهره بعض الأطر المكلفين بالحراسة في منع محاولات الغش، وخاصة في مادة الرياضيات، فتطور الأمر إلى هجوم جماعي على أقسام المدرسة بالحجارة، مستهدفين تكسير زجاج نوافذها، مما أحدث أضرارا جسيمة في 17 حجرة دراسية، إضافة إلى مكاتب إدارية. وحاول بعض المهاجمين العبث بمحتويات حجرات الدرس و وسائل التدريس بها!!

وقد صار من العادي أن يفعل الصغار ما يرون الكبار يفعلونه، فهم شاهدوا الغش في العلاقات العامة، ويشاهدونه في المباريات وفي الانتخابات وفي السياسة وفي البرلمانات وفي كل مناحي الحياة.. وتكرس لدى الرأي العام أن الرشوة والغش والتحايل والانتهازية والفبركة وكل أنواع الغش، هي التي تضمن قسطا وافرا من الصحة والمال....

فمن غشنا.. أحسن منا!

وأذكانا أقدرنا على التدليس والغش، وفتحنا بذلك أكبر عملية مصالحة وطنية مع.. الغش، وصار لزاما علينا أن نفكر في جبر الضرر لكل الذين لم ينتفعوا من الرأسمال اللامادي من الغش الوطني!!