أحيت قبيلة إزركيين بالجماعة القروية الداورة بإقليم طرفاية، اليوم السبت، مهرجانها الثالث بمعلمة قصبة الدورة التاريخية وذلك تحت شعار "معلمة قصبة إزركيين، العمق التاريخي والإشعاع الحضاري". وأوضح محمد لمين أحميميد، رئيس جمعية قصبة الدورة، المنظمة لهذه التظاهرة، في كلمة بالمناسبة، أن تنظيم فعاليات المهرجان الثالث لقصبة الدورة هو مناسبة لمد جسور التواصل بين مختلف القبائل الصحراوية بالأقاليم الجنوبية وخدمة التكافل الاقتصادي والاجتماعي بينها.
وأضاف أحميميد أن هذا الملتقى، الذي يشارك فيه ثلة من أعيان وشيوخ القبائل الصحراوية بمختلف مكوناتها، هو مناسبة لإحياء صلة الرحم بين أبناء القبيلة الذين قدموا من مختلف جهات المملكة ومن خارج أرض الوطن، مشيدا بمختلف الفعاليات والسلطات المحلية التي ساهمت في تنظيم هذا المهرجان. وأشار محمد لمين إلى أن هذه التظاهرة، التي يتم من خلالها استحضار العادات والتقاليد الموروثة عن الآباء والأجداد، هي مناسبة أيضا لتجديد أبناء القبيلة بيعتهم للعرش العلوي والتأكيد على مغربية الصحراء وارتباط سكانها بأواصر البيعة التي تجمعهم بالملوك العلويين. وبالمناسبة، عبر عدد من المتدخلين من أبناء القبيلة عن تشبثهم بقيم ومقدسات الأمة المغربية وتمسكهم بالوحدة الترابية والعرش العلوي المجيد، معبرين عن اعتزازهم بالأوراش الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس بمختلف جهات المملكة وبالأقاليم الجنوبية على وجه الخصوص.
وذكروا بالعلاقة التاريخية والروابط الشرعية التي تربطها بالملوك والسلاطين العلويين من خلال الأدلة المادية والوثائق التاريخية، مبرزين أن مواقفهم تجاه الوطن غير قابلة للمساومة. يشار إلى أن قصبة إزركيين التاريخية، الواقعة بواحة الدورة، والتي احتضنت هذا الملتقى، تم بناؤها سنة 1855 وتهدمت بفعل الفيضانات التي عرفتها المنطقة سنة 1945 وأعيد بناؤها سنة 2005، وأعيد افتتاحها يوم 22 أبريل 2012 لتشكل منارة للتواصل بين مختلف القبائل الصحراوية.
وتضمنت هذه التظاهرة، التي حضرها شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية وممثلو السلطات المحلية ورئيس المجلس العلمي المحلي لكل من العيون وطرفاية، تقديم عرض حول "الآثار التاريخية للساقية الحمراء: قصبة إزركيين بالدورة نموذجا"، كما تم توزيع الجوائز على الفائزين في عدة مسابقات رياضية نظمت على هامش تنظيم هذا المهرجان.
