الأربعاء 30 أكتوبر 2024
كتاب الرأي

المريزق المصطفى: دعوة لانتفاضة النساء بمكناس تحت شعار "ضد الميزوجينية السياسية"

المريزق المصطفى: دعوة لانتفاضة النساء بمكناس تحت شعار "ضد الميزوجينية السياسية"

تاريخيا ووجدانيا، كنا ولازلنا نبحث عن إعادة الصلة بالأرض/ بالواقع حتى نطرد البؤس والحرمان من أجل تحقيق الكرامة. وربما كانت ولا زالت هذه الصلة ضرورية لاستبعاد النظرية المفرطة بالبساطة والمعرضة للجدل بشكل واسع. نعم، الكل يعلم اليوم أن الديمقراطيات في الدول الصناعية العريقة تعلن المساواة بين الناس، في العمل وفي الحياة السياسية. لكن في الواقع، اللامساواة في المداخيل وفي طرائق العيش هي كبيرة وواسعة جدا وخاصة بين النساء والرجال. والعديد من الكتاب العالميين الكبار اختاروا وفضلوا الحديث عن قضايا المجتمع الكبرى (مثل الماساواة والعدل والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان..)  من خلال أوضاع النساء ومكانتهن داخل المجتمعات، وعلى رأس هؤلاء ومن دون منازع الكاتب والمفكر والفيلسوف الموسوعي الفرنسي ديني ديدرو، صاحب "أفكار فلسفية"، والذي تعرض للإدانة من طرف البرلمان وللسجن وإحراق وتمزيق كتبه في الساحات العامة نظرا لتعارضها آنذاك مع الدين والأخلاق الحميدة.

ورغم ما خطته من دونية جمهورية أفلاطون على صفحاتها في حق المرأة في القرن الرابع قبل الميلاد حين اعتبرت نساء مجتمع أثينا ملكاً لرجالهم يورثن كما تورث البيوت والعبيد والماشية. حيث كان وجودهن يعتبر عدماً وبلا معنى إلا لخدمة غرضين تحيى النسوة وتموت لأجلهن ألا وهما: الأمومة والخدمة العامة لرعاية الرجل والعائلة في المنزل وتعلم فنون الطبخ وتنظيف البيت؛ كرمت العديد من المجتمعات نساءها بدرجات متفاوتة، متحدية التفاوت الاجتماعي الذي يعتبر اليوم من الموضوعات الأساسية في الدراسات الاجتماعية، التي تطرح مقاربات عديدة ومختلفة لتفسير الهيمنة الذكورية على النساء في الميادين الاقتصادية والسياسية و الثقافية والأسرية.

كما يسجل تاريخ الأدب العالمي أن غابرييل غارسيا ماركيز صاحب عظمة "مائة عام من العزلة" ورائعة "الحب في زمن الكوليرا"، هو الآخر أعلن انحيازه الكامل لفئة النساء المهمشات ضد المجتمع الذكوري، بكل ما يحويه هذا الانحياز من سخرية لاذعة وكوميديا سوداء، متحدثا عنهن ليس بصفتهن وعاء لتفريغ الرغبات فقط و إنما كقيمة إنسانية حقيقية.

وعلى نفس النهج، سار محمد شكري يحكي عن معاناة وقساوة حياة الأمهات والنساء عموما، كما يبرز ذلك  في روايته "الخبز الحافي" حين يقول: "أن النساء يبكين أكثر من الرجال. يبكين ويكففن عن البكاء مثل الأطفال. أحيانا يحزن حين يفكر المرأ أنهن سيفرحن ويفرحن حين يفكر المرء أنهن سيحزن".

وبعيدا عن ما تناوله الراحل شكري من "محرمات" و"محظورات"، تبقى رواية "الخبز الحافي" وثيقة اجتماعية (بلغة الصحفي عبد اللطيف بن يحيى) وتاريخية، تتيح لنا قراءة الماضي الأربعيني وتمكننا من مفاتيح حاضرنا. وغير بعيد عن منزلة "الخبز الحافي"، نعثر في "زمن الأخطاء" عن حضور قوي كذلك  للمرأة/ للنساء كنماذج وصور ثقافية يمكن أن نقرأ فيها وعبرها صورة المجتمع بكل ما يموج فيه من أعطاب نفسية واختلالات اجتماعية (بلغة الباحث محمد الغرافي).

المفكر والروائي المصري يوسف زيدان، هو الآخر عبر بشكل واضح ونظيف عن موقفه المجسد في أعماله الأدبية الرائعة "النبطي"، "عزازيل" وخاصة روايته "ظل الأفعى" التي تعتبر حسب العديد من النقاد تكريما للمرأة ولمكانتها المقدسة في التاريخ وإدانة صارخة لمكانتها المدنسة في الحاضر، وصرخة  مدوية في وجه البنية والعقلية الذكورية الاحتقارية للمرأة.

ونختم هذه البانوراما المناصرة لقضية المرأة (المختزلة جدا جدا..) بالحديث عن مواقف الكاتب والدبلوماسي  المغربي بسانتياغو/ تشيلي، عبد القادر الشاوي، وما حكاه عن المرأة منذ رواية "الساحة الشرفية" إلى آخر نص أدبي كتبه يوم 6 مارس الماضي، واختار له عنوان: "أخي العزيز ماركس، كارل ماركس"، حيث كتب فيه ما يلي: "لم أكن أعلم في قرارة ماركسيتي، هذه التي أمَاتَت قلبي الفتي منذ الشباب على بلاغة المحبين، شيئين عظيمين من أشيائك العظام هما: الحب والشيوعية… حتَّى وقعتُ، ومن الحيرة الدوغمائية التي تداهم الأشياع وهم حيارى طَرِبْتُ، على شذرات منك خِلْتُها شعرا وهي البوح الكبير… الذي ما أَحْسَبُ (جيني فون وستفالن) إلا وَمِنْهُ قد طارت عَجَبا، بعد أن أسْكرَ قلبها فرحا، وجعلها كالريشة العاطفية من الحب تتراقص طائشة وأنتَ تقول لها: "خذي يا حبيبتي هذه الأغنيات/ التي ليس فيها إلا الألحان/ خذي هذا الحب الذي ينحني متلهفا بين يديك..."".

و حيث انه لا يمكن حصر كل الإنتاجات الفكرية و الثقافية و الدراسات الميدانية و الأدلة التي رافقت  معانات وشقاء المرأة ومسارات تحولها وتطورها من خلال سلسلة طويلة من النظريات التي حاولت تفسير التفاوت والتحيز الجنسي والعلاقات البطريكية والرأسمالية والعنصرية من جهة، والانتصارات والانجازات الإنسانية والحقوقية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي حققتها (المرأة) من جهة أخرى؛  تجدر الإشارة إلا أن النساء المغربيات لهن كذلك تاريخا حافلا بالنضال من أجل الديمقراطية من خلال مساهماتهن في تطور المجتمع المغربي.

وقد يتساءل القارئ عن علاقة العنوان بالموضوع ومدى الربط بين مناصرة قضية المرأة من لدن كبار المفكرين والكتاب والمثقفين والسياسيين، وبين النضال النسائي المغربي ومكانته في الحراك المجتمعي وطنيا ومحليا.

والجواب عن هذا السؤال ليس سهلا، لأن نضال النساء المغربيات من أجل المساواة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لم يكن في يوم ما من الأيام معزولا عن النضال السياسي الديمقراطي العام رغم خصوصية قضية المرأة.

وإذا كان لزاما توفير شروط الربط ولو في مستواها الأدنى، فلأن أي حديث عن معانات المرأة لا يمكن فهمه من خارج العوامل المنفصلة التي تسهم في خلق التفاوت بين الرجال والنساء (مثل التحيز والتفرقة بين الجنسين في المدرة وفي الشغل وفي الأعلام وفي التشريعات والقوانين والأجر والحقوق والمساواة أمام القانون)، وبالتالي على كل المناصرين لقضية النساء أن يناضلوا بكل الوسائل والأدوات من أجل فرض الإصلاحات اللازمة للنهوض بأوضاعهن.

إن ما عانته المرأة من قمع تاريخي، جعل منتصف القرن الماضي حافلا بالنضال ضد ليس المطالب الإصلاحية الجزئية فقط، بل ضد الهيمنة النظامية التي تستمد قوتها من البطريكية كظاهرة شاملة يرجع تاريخها إلى المجتمعات والثقافات القديمة.

ومع  التطور العلمي والتكنولوجي والإعلامي، ساد الاعتقاد أن التنامي المتسارع للقوى المنتجة لابد أن يؤدي إلى نضال طبقي حاد ومستمر، لكن حصل ذلك بنسب متفاوتة وفي خصوصيات تاريخية محددة، معقدة الفهم أحيانا وغامضة في أحيان أخرى.

ومهما يكن، علينا أن نفرق بين عالم عاش كل أنواع الثورات، وعالم لازالت وضعية النساء فيه يحكمها الخضوع والخنوع لعلاقات اجتماعية تابعة لمن يعيلها.

النساء إذن في واقعنا نحن، مقصيات من الحياة الاجتماعية ومن دائرة النفوذ السياسي والاقتصادي. فهن يعتمدن بالدرجة الأولى على من يوفر لهن الحماية والمعيشة من الناحية المادية المالية. وتشير كل المؤشرات أن المرأة المغربية تنتمي للطبقة الأكثر انحطاطا في المجتمع، والأكثر تعرضا للقمع والعنف والإهانة والإساءة والانحطاط، بالإضافة كذلك إلى ما يصيبها من أدى جراء المعايير الاجتماعية والثقافية التي ترغمها على الخضوع والانبطاح.

وعليه، فإن الواقع الحالي بات يرغم على النساء ظروف عيش غير إنسانية، يخضعهن للتبعية المطلقة لكل أنواع المؤسسات و لكل أنواع الاستغلال الوحشي.

طبعا، ما تعيشه "المكناسيات" ربما لا يختلف عن باقي نساء الوطن، لكن انتماءنا لهذه المدينة اليوم  بات يحتم علينا أن نساهم في قول الحقيقة وليس المشاركة في الجريمة.

فرغم أن المدينة كانت عاصمة للمغرب أيام السلطان مولاي إسماعيل (1672-1727)، ورغم موقعها الجغرافي وتنوعها الاقتصادي والتجاري والثقافي وتميزها المناخي، ورغم كونها من أقدم المدن المغربية ولعصور طويلة شاركت في المد الثقافي، العمراني والاقتصادي للمغرب، ولها ارث عمراني يرجع عهده إلى المرابطين والموحدين والمرينيين، فواقع الهشاشة العريضة هو عنوان ساكنتها وخاصة وضعية النساء.

إن مدينة مكناس تعتبر من بين المدن الأولى التي تم تزويدها بمخطط توجيهي للتهيئة العمرانية، وبتصاميم التهيئة كوثائق أساسية من أجل التحكم في التطور الحضري، إلا أن ما أنتجته السياسة العمرانية المتوحشة بالمدينة ضرب عرض الحائط حجر الزاوية في التخطيط العمراني. ومن بين إحدى نتائج جرائم هذا التخطيط ، صناعة حي عشوائي اسمه "حي سيدي بوزكري" الذي يعتبر اليوم عاصمة الريع المكناسي. وهو الحي الذي تقطنه نسبة هائلة من النساء المشردات والفقيرات والمعوزات، يعشن تحت رحمة الشناقة والسماسرة. والمفارقة أن عاصمة الريع المكناسي، بجواره توجد ما يسمى بالمنطقة الصناعية سيدي بوزكري.

ونساء سيدي بوزكري، تعانقهم نساء أحياء أخرى معزولة عن السياسة الحضرية العامة كأحياء "برج مولاي عم"ر و"عين الشبيك" و"سيدي بابا" واللائحة طويلة.

هؤلاء النساء هم أشرف من ممولي بورصة البيع والشراء، وهن اليوم في حاجة إلى دعم انتفاضتهم الشعبية نظرا لما يلاحقهن من إهانة ومن تمييز وحكرة. أما نساء "حي عين الشبيك" المحاذي للسكة الحديدية والمفتوح على حي البساتين، فيعشن هشاشة اجتماعية كبيرة واستبعاد تعليمي وثقافي واجتماعي وفقر وبطالة وانعدام الأمن وضعف البنيات التحتية من طرق وإنارة عمومية وشبكة الصرف الصحي، وكل نساء هذا الحي من دون دخل، وهن عرضة للابتزاز من طرف شناقة كل المواسم الانتخابية.

ومما يزيد من تعب ومحن نساء الأحياء الفقيرة بمدينة مكناس، هو طفولتها المشردة في الشوارع وأبناءها العاطلين عن العمل رغم تقدمهم في السن. ظاهرة نساء يبعن "الديطاي" منتشرة بكثرة في جميع هذه الأحياء الفقيرة، وهو أكبر دليل على واقع المرأة المزري.

نساء مكناس جواري وعبيد لشبكات الاتجار في الانتخابات، رهينة في أيدي كل من له مسؤولية في مؤسسة من المؤسسات التي تقدم الخدمات التعليمية والماء والكهرباء والإنعاش الوطني وخاصة الخدمات الصحية وما أدراك ما الخدمات الصحية التي تحولت إلى سلعة في أسواق للنخاسة، يباع ويشترى فيها المرضى الذين لا قوة لهم مقابل صوت انتخابي.

لقد صارت وقائع وأحداث نساء الأحياء الفقيرة موضوعا روائيا بامتياز، وبؤرة للمعانات وعذاب العصابات واللوبيات التي تتجر في المخدرات والجنس والقمار، وتخضع (العصابات واللوبيات) أمهات وعازبات وطالبات لابتزاز دائم ومستمر.. وهي  مادة دسمة قد يكتب عنها غابرييل غارسيا ماركيز أو شكري من قبرهما يوما ما.

إن النساء هن الضحية الأولى لسياسة التعمير الفاسدة التي أنشأت مستوطنات عشوائية لأغراض انتخابوية من دون مناطق خضراء للأطفال وللعجزة والمتقاعدين. لقد تم السطو على الملك العام وعلى فضاءات كانت متنفسا للمدينة ولمواقعها الإستراتيجية، ولنا أن تأمل كم من سنة والوضع على حاله. وكم من مجلس تعاقب على التسيير والنتيجة تزداد كارثية.

نساء مدينة مكناس في حاجة لانتفاضة شعبية لم يكتب عن أسبابها أي أديب لا من أوروبا ولا من أمريكا اللاتينية ولا من مصر ولا من المغرب. نساء مدينة مكناس يستغثن وينتظرن الإنصاف قبل الانتخابات القادمة لكي لا يتحولن من جديد إلى سلعة انتخابية تباع وتشترى أمام أنظار الخاص والعام، خاصة ليلة الاقتراع.

إن شهرزاد مكناس لا تبتكر الحكايات، إنها بطلة رواية واقعية تستحق القراءة والدراسة في المدارس والمعاهد والجامعات. إنها وصمة عار على جبين كل السماسرة والشناقة والفراقشية والنصابة والقوادة والخساسة والقمايرية، وتنتظر من يكتب عنها روايات وقصصا و أشعارا للتعريف بشرعية قضيتها.

لقد آن الأوان أن تطالب شهرزاد مكناس بإطاحة صومعة شهريار المكناسي المتسلط. شهرزاد اليوم باتت تملك كلمتها من دون إغراء، تريد أن تساعد "البرجويات/ نساء برج مولاي عمر" للوصول إلى سدة التسيير البلدي والحضري. شهرزاد اليوم تريد أن تنصب نساء "سيدي عمر" و"ويسلان" و"الإسماعيلية" و"الزيتون" و"تولال" على رأس المصالح الجماعية. شهرزاد مكناس تريد أن تحرر نساء "حمرية" من قبضة الميوعة والتعفن والتبعية، وتريد لكل نساء مكناس الأمن والسلم والتقدم والتطور والنماء.

وبينما تستعد الأحزاب السياسية لمسلسل جديد من الاستحقاقات، تشعر شهرزاد مكناس بالوجع في بطنها وبلهيب الحرارة في رأسها  خوفا من عودة الشناقة لكل الأحياء ومداخيل المدينة، وخوفا من "البواندية" الذين ألفوا التبول على أصوات الناخبين حين تنتهي صلاحيتهم.

نساء مكناس في حاجة إلى انتفاضة تحسيسية وإلى وعي اجتماعي يطرد الفاسدين من ساحة الاستحقاقات المقبلة.. نساء مكناس هن مستقبل المدينة. ولم لا، لقد قال لوي أراغون ذات يوم كلمة عظيمة في حق المرأة حين قال: "المرأة هي مستقبل الرجل".

لقد أصبحت السياسة في مدينة مكناس أداة للغناء الفاحش والحفاظ على المصالح والاختفاء وراء المناصب والتهرب من الواجبات الوطنية. نعم قد يكون نفس الوضع هنا وهناك.. لكن هذا لن يثنينا عن مقاومة ما نعيشه نحن وأبناؤنا بهذه المدينة الرائعة والمعطاءة. والسياسة التي نريد، هي أن تتحول نساء المدينة إلى فاعلات سياسيات تلعبن أدوارا حيوية فيها، جنبا إلى جنب الرجال من اجل تحقيق مشروع اجتماعي معين.

إن مصلحة المدينة اليوم تقتضي تجاوز الاختلالات الناتجة عن الانفلات في التحكم في التوسع المجالي بسبب المضاربات العقارية والترامي على الملك العام والتشجيع على السكن العشوائي مقابل أصوات انتخابية. وهو ما أنتج في مرحلة ما أحزمة البؤس وأحياء صفيح ودور القصدير، مثل "دوار اجبالة" و"مازيلا" و"تاورة العويجة". والمتضرر رقم واحد من هذه الوضعية هم النساء والأطفال في أعلب الأحياء الكبرى للمدينة: ك "حي تولال" غرب المدينة، و"حي ويسلان" بالمدخل الشرقي و"كريان السعدية" في الوجه الشمالي لمكناس، و"حي مازيلا" وحي قدماء المحاربين و"حي جيني" و"حي بوكرعة"، من دون أن ننسى نساء دواوير" حي سيدي بابا"، ك "ديور جداد" و"دوار شميط" و"الدوار".

ولعل هذا يدل على أن النساء يعشن في ظل واقع الحرمان المادي والمعنوي والهشاشة والحكرة والإقصاء و الفقر والبطالة والمرض وغياب النظافة والإنارة العمومية ومؤسسات القرب، حيث يتم استبعادهن من السياسة التي تدور رحاها في دوائر مغلقة بين "النخب المتسلطة" والمسلطة على المدينة وأهلها؛ هؤلاء الفاسدون الذين لا مصلحة لهم في المدينة ولا في الديمقراطية ولا في الوطن. لأن طبيعتهم المتعفنة لا تسمح لهم بتجديد نفسهم أو منح الثقة لغيرهم.

إن انتفاضة "المكناسيات" اليوم تحت شعار "ضد الميزوجينية السياسية" (الميزوجينية = كره النساء)،  باتت ضرورة تاريخية من شأنها تسريع وتيرة التغيير ولجم الفاسدين والحد من "الشناقة" و"لقطاطعية" والتضييق على منظمي الغنائم  وسماسرة الانتخابات المعروفين في المدينة لدى الخاص والعام.

 وأخيرا، مكناس اليوم في حاجة لرجالها وشبابها وأطرها ونخبها ورجال أعمالها وتجارها وصناعها ومدراء خدماتها وموظفيها وحرفييها وفلاحيها وطلابها وتلامذتها ومعطليها وفنانيها ورياضيها، في طليعتهم نساء المدينة، من أجل بناء مكناس الجديد، مكناس بنون النسوة.