السبت 9 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

السعودية: أحرجتمونا فأخرجتمونا

السعودية: أحرجتمونا فأخرجتمونا

أحرجتمونا فأخرجتمونا، لعل تحت هذا الشعار يمكن أن يدرج التدخل العسكري العربي في اليمن، الخليجي بشكل خاص، برأس حربة سعودية ودعم أميركي يُعلن عنه محدوداً بالاستخباراتي واللوجستي.

مسلحو الحوثيين الذين كان يُنظر إليهم كميليشيا محدودة القوى قياساً لحجم القوات المسلحة اليمنية بلغوا صنعاء وبدأوا بفرض إرادتهم ولو بسلاسة أحياناً على الجسم السياسي اليمني الحاكم، وذهب بهم الأمر إلى الوصول إلى عدن مطاردين الرئيس الهارب إليها عبد ربه منصور هادي ما دفع به إلى إطلاق صرخة استغاثة.

عدد الدول التي شاركت أو أعربت عن نيتها المشاركة في العملية العسكرية كافٍ للدلالة على أن السعودية كانت تعمل على محور عربي أكمل جهوزيته للرد على طلب مساعدة منتظر. التدخل العسكري العربي ضد الحوثيين بمساندة لوجستية استخباراتية أميركية، كما أُعلن في واشنطن، هو في الواقع تدخل ذو وجهين متداخلين، الأول لدعم سلطة الرئيس اليمني وحكومته والثاني للرد على تمدد نفوذٍ إيراني مباشر أحياناً وغير مباشر في أحيان أخرى عبر موالين لطهران في الدول العربية، في العراق وسوريا ولبنان واليمن ما سمح بطرح السؤال عن الغد المحتمل لنفوذ إيراني في شرق السعودية بمنطقة الظهران أو في البحرين ولربما إلى الأبعد في الكويت، دون الحديث عن أهمية الإشراف على مضيق باب المندب إضافة إلى مضيق هرمز الاستراتيجي.

عند هذا الحد توقفت السعودية لتقول: يكفي، ولتحرج هذه المرة ولو بغير قصد الولايات المتحدة التي تُظهر حالياً ليونة إذا لم نقل تقارباً مع إيران.

أياً تكن طبيعة المواقف والتحليلات فإن قراءة سريعة للنتائج تبين أن الحوثيين شكلوا في نهاية المطاف قنبلة موقوتة لشرارتها إمكانيةُ إشعال حرب جديدة في منطقة الخليج قد لا يكون دمارها أقلَّ من سابقاتها في المنطقة، فهل من مكان بعد لمنطق الحلول السياسية؟