الاثنين 16 سبتمبر 2024
خارج الحدود

ابن تيمية.. "نبي" الجهاديين وشيخ فتاوى الحرق لدى التكفيريين

ابن تيمية.. "نبي" الجهاديين وشيخ فتاوى الحرق لدى التكفيريين

قفص أسود بداخله سجين يحترق بالكامل في مشهد صعب، تتبعه في أسفل الشاشة، رسالة تحمل فتوى "ابن تيمية" يبيح فيها الحرق بقوله: "فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان، فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع".

"ابن تيمية" أحد أبرز المراجع الفكرية للحركات الجهادية، تمر قرون على وفاته ولا تزال «داعش» تعتمد عليه في الإسناد الشرعي لعملياتها في مصر والعراق والشام، كان آخرها حادث حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي أسرته «داعش».. وجاء حرق «الكساسبة» بما يخالف تعاليم الإسلام، فيما جاء عن أبى هريرة، أنه قال "بعثنا رسول الله في بعث، فقال إن وجدتم فلاناً وفلاناً فأحرقوهما بالنار، ثم قال الرسول حين أردنا الخروج: إني أمرتكم أن تحرقوا فلاناً وفلاناً وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما".

كثرت الأقاويل والآراء حول ذلك الرجل الملقب بـ «شيخ الإسلام»، كما كثر عدد من خالفوه من علماء عصره، كان أبرزهم «ابن حجر الهيتمي»، و«تقي الدين السبكي»، و«تاج الدين السبكي»، و«ابن جماعة»، وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية... انتقدوا عليه أموراً يعتقدون أنه قد خرج بها عن إجماع علماء عصره، منها: «القول بقدم العالم بالنوع»، والنهي عن «زيارة قبور الأنبياء»، و«شد الرحال لزيارة القبور والتوسل بأصحابها»، حتى اشتكوا عليه في مصر، وعقد مجلس لمناظرته ومحاكمته حضره القضاة وأكابر رجال الدولة والعلماء، فحكموا عليه وحبسوه في قلعة الجبل.

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبى القاسم بن محمد ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس النميري ولقبه «شيخ الإسلام»، وُلد عام 661 هجرياً، في بلدة «حران»، أحد الأقاليم السورية الشمالية. يعد واحداً من أبرز علماء الحنابلة في الفقه والحديث والعقيدة، وهو المولود بسوريا والمتعلم بالجامع الأموي.

(عن بوابة "الوطن")