الجمعة 17 مايو 2024
ضيف

الشيخ محمد الفيزازي: استلهمنا الموروث المغربي لتنظيم أحسن احتفال بطنجة احتفاء بمولد النبي الكريم

 
 
الشيخ محمد الفيزازي: استلهمنا الموروث المغربي لتنظيم أحسن احتفال بطنجة احتفاء بمولد النبي الكريم

في الحوار الذي أجراه  موقع "أنفاس بريس" مع الشيخ محمد الفيزازي، يسلط هذا الأخير كشافات الضوء على احتفال المغاربة بعيد المولد النبوي، الذين يستحضرون موروث الأجداد الذي جعل المغرب يتميز في الاحتفاء بمولد الرسول الكريم عبر إحياء ليالي السماع والأمداح والأذكار النبوية..وأشار الشيخ الفيزازي إلى أن هذه الأشكال الاحتفالية لا تخرج عن الكيفية التي يحرص أمام أمير المؤمنين  على التقيد بها اقتداء بما ألفه المغاربة منذ قرون. ولم يفت الفيزازي التوقف عند انزلاقات بعض القيمين الدينيين الذين يحاولون نسف التدين المغربي بالادعاء أن الاحتفال والاحتفاء بمولد سيدنا محمد (ص) بدعة محاولين تمرير الطقوس السلفية المتزمتة والطقوس الوهابية لبلادنا. وفيما يلي نص الحوار:

+ أقمتم بطنجة حفلا خاصا بمناسبة ذكرى عيد المولد النبوي الشريف، فكيف مرت أجواء هذا الاحتفال الذي أقمتموه، والذي خلف أصداء إيجابية لدى الناس بطنجة؟

- الحفل الذي أقمناه بمناسبة ذكرى عيد المولد النبوي الشريف، كان حفلا كبيرا ، بل كان أحسن حفل أقيم بهذه المناسبة بمدينة طنجة، حيث تضمن البرنامج صلاة المغرب وقراءة الحزب، ثم بعدها ألقيت محاضرة انطلاقا من قوله تعالى "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، تناولت من خلالها رحمة الإسلام والرحمة الربانية التي تطبع الإسلام وتطبع نبي الإسلام وشريعة الإسلام وقيم الإسلام، وبالتالي فإذا ما وجد هناك عنف أو إراقة دماء في أي مجتمع إنساني فلنعلم أن الإسلام منه بريء.

+ وماذا عن باقي فقرات الحفل؟

- الحفل مر في أحسن الظروف، حيث تضمن تلاوات قرآنية وأمداحا نبوية، ومسابقة ثقافية دينية للأطفال، خصصت لها ثلاث جوائز، كما خصصنا 68 مائدة طعام لوجبة العشاء، كل مائدة تضم 12 إلى 13 شخصا، وقدمت الحلويات والمشروبات، وكل هذا بفضل المحسنين جزاهم الله خيرا.

+ هل كانت الأمداح النبوية مصدرها التراث المغربي؟

- طبعا.. الأمداح النبوية التي قدمها شبان متخصصون في هذا الجانب كلها كانت أمداحا مغربية، تماما مثل الأمداح التي تتلى أمام أمير المؤمنين في حفل عيد المولد النبوي الشريف، مثل قصيدة "البردة" وغيرها.

+ من المعلوم أن المغاربة دأبوا على الاحتفال بعيد المولد منذ قرون، مقابل ظهور فتاوى غريبة تصنف الاحتفال بعيد المولد النبوي كبدعة، ما هو رأيك؟

- تقاليد الاحتفال بعيد المولد النبوي تعود إلى دولة الفاطميين التي رسخت هذه الاحتفالات في المغرب وفي العالم الإسلامي.. والذين يقولون ببدعية المولد يستندون إلى كون  الصحابة رضوان الله عليهم، وهم أحب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يحتفلوا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك التابعون وتابعو التابعين، وكذلك الأمر بالنسبة لوفاته فينبغي أن لا نحزن.

والذين يحتفلون يقولون بأنه لا ينبغي أن يمر هذا اليوم مر الكرام، فنحن نحتفل بذكرى المواليد ونخلد أعياد ملوكنا، وبالتالي فالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم أولاهم.. وهكذا يعني هناك سجال وتدافع، وأنا لا يهمني كل هذا، وإنما ما يهمني هو رفض التبديع والتفسيق.

عندما نخوض في القضايا الفقهية، فدائما تجد المغالي وتجد المتسيب وتجد المعتدل، تجد القول والقول المضاد، فينبغي أن نفرق بين الفتاوى التي تقوم على أساس اختلاف تضاد والفتاوى التي تقوم على أساس اختلاف تنوع، حتى بالنسبة للذين يقولون بأن الاحتفال بعيد المولد النمبوي بدعة فهذا يبقى رأيهم.. فالكل يعبر عن رأيه بهذا الخصوص، المهم أن لا يكون هناك تجريح وأن لا يكون هناك عنف وأن لا يكون هناك إقصاء، فالناس تملك حرية الإعتقاد وحرية الرأي وحرية التعبير.