الجمعة 17 مايو 2024
ضيف

محمد شروق، إعلامي وناشط جمعوي: تكريمي من طرف جامعة الدراجات حرك المواجع لانتمائي للجسم الاعلامي والرياضي

 
 
محمد شروق، إعلامي وناشط جمعوي: تكريمي من طرف جامعة الدراجات حرك المواجع لانتمائي للجسم الاعلامي والرياضي

كيف تلقيت خبر من قبل ج. م. م. للدراجات؟

بطبيعة الحال تلقيت هذا الخبر بكل سرور وارتياح لأنه شكل التفاتة نحو شخصي أولا كإنسان يمر بمرحلة صحية صعبة، بل إنني مازلت أخضع للعلاج الإشعاعي. وثانيا تلقيت هذا الخبر بفرح كصحافي وكرياضي وكجمعوي يعلم الجميع بأنني أشتغل في الظل منذ أزيد من ثلاثين سنة ولم أحظ قط بأي تكريم من أية جهة، على الأقل كاعتراف بالخدمات والتضحيات التي أقدم كما يقدمها غيري. وأيضا كدافع وحافز لبذل المزيد من المجهود في هذه المجالات. لذا أعجز عن شكر رئيس الجامعة الأستاذ محمد بلماحي صاحب فكرة التكريم وكافة أعضاء المكتب الجامعي.

هل كنت تنتظرحفل التكريم من جهة أخرى؟

بصراحة في ظل الظروف التي أمر بها لا أفكر إلا في شيء واحد هو الحرص على متابعة العلاج ومقاومة المرض اللعين بكل جرأة وعزيمة. ولكن تكريمي من طرف جامعة الدراجات حرك المواجع باعتبار أنني أنتمي للجسم الاعلامي والرياضي. فأنا كما تعلم عضو جامعي بجامعة الملاكمة ورئيس منتدب لجمعية قفاز البرنوصي للملاكمة. كما أنني أحمل بطاقة الجمعية المغربية للصحافة منذ أن كنت طالبا بالمعهد العالي للصحافة في الثمانينيات. لكن لا أنكر أنني أتلقى معنويا الدعم والمساندة من عدد الجهات التي ذكرت، إلا أن الأمر يبقى على المستوى الشخصي.

تمر الآن من محنة مرض عضال كيف تعايشت مع هده التجربة القاسية؟

منذ اليوم الأول الذي تأكدت فيه أنني ابتليت بهذا الداء اللعين، قررت مقاومته بكل قوة وإيمان. وشبهت الأمر بمباراة في الملاكمة لا مجال فيها للتعادل. وما زادني قوة هو الدعم الذي أتلقاه من أسرتي الصغيرة وعائلتي وصديقاتي وأصدقائي هنا بالمغرب وبالخارج. وهنا أود أن أشكر زملائي في جمعية المحمدية للصحافة والإعلام وفي جمعية خريجي المعهد العالي للصحافة ونادي قفاز الرنوصي للملاكمة الذين يقفون إلى جانبي. إضافة إلى أن ما ساعدني عل التعايش مع المرض هو أنني أقوم بتدوين هذه التجربة على أساس إخراجها في كتاب إن شاء الله. لذا فالقلم والورق يقتسمان معي لحظات الألم في ساعات الخلوة والوحدة ويساعداني على التعامل مع المرض.   

تحول بيتك في المحمدية إلى "مزار" للأصدقاء فهل كنت تتوقع هذا الكم من الزيارات؟

أعتبر دائما أن الصداقة هي ملح الحياة، بل هي الثروة الحقيقة للإنسان. وفعلا والحمد لله تحول بيتي في هذا الفترة المرضية كما قلت في سؤالك إلى "مزار" وهو ما يخفف عني ويرفع من معنوياتي. وأقول لك إنني تلقيت زيارات من أشخاص لم تكن لي بهم سابق معرفة، وهناك أصدقاء زاروني لم ألتق بهم منذ سنوات طويلة جدا وهناك من جاء من خارج المغرب خصيصا للاطمئنان على صحتي. لذا اقول إن في المرض حكما منها مثلا أنك تقيس وزنك وقيمتك عند الناس. وعلى ذكر الزيارات، فإنني أقوم بأخذ صور مع كل من زارني وأضعها  على الفايسبوك حتى صار الأمر عادة لا محيد عنها. وأريد أن أشير إلى أن هذا الموقع الاجتماعي ساعدني أيضا في التعايش مع المرض، بل إنه وسيلة حطمت بها طابو هذا المرض وأنشر على صفحتي كل جديد في وضعي الصحي حتى أصبح جميع الأصدقاء متتبعين لكل أخباري من خلاله.

من خلال ترددك على المصحات للعلاج هل ترى أن المغرب يتوفر عل البنيات الاستشفائية القادرة على محاربة مرض السرطان؟

لا يمكن حتى لأي مسؤول عن الصحة أن يقول إن بلادنا تتوفر على البنيات الاستشفائية القادرة على محاربة السرطان. لكن وبكل موضوعية فإن ولادة جمعية للا سلمى لمحاربة السرطان شكلت نقلة نوعية في التعامل مع هذا الداء ومساعدة المرضى العاجزين ماديا وذلك بإحداث مراكز جديدة وإنشاء دور الحياة التي تأوي عائلات المرضى والقيام بحملات تحسيسية وتوعوية. علما بأن هناك حوالي أربعين ألف حالة جديدة للسرطان في السنة بالمغرب، وتكاليف العلاج باهظة جدا. والأكيد أن الجميع متفق على ضرورة مواصلة المجهود من أجل توفير متطلبات مكافحة هذا المرض.

كتبت عل صفحتك بالفايسبوك بأن توظيف كلمة سرطان في حقول دلالية أخرى تزعجك وهو نوع من التعذيب النفسي لمرضى السرطان فهل مازلت متشبثا بفكرتك؟

ما يزعجني هو توظيف كلمة سرطان في تشبيهها في سياقات متعددة من طرف الإعلاميين، خاصة في التلفزيون، لأنه يتوجه لجميع الشرائح الاجتماعية. مثلا عندما يقول المذيع في الأخبار أو في برنامج تلفزيوني: المرض القاتل السرطان.. أو يتحدث عن ظاهرة خطيرة مخربة ويقول إنها تستشري في المجتمع كما ينتشر السرطان في الجسم. نحن كمثقفين يمكن أن نتجاوز الأمر لكن شخصا أميا ومريضا بالسرطان وله أمل في العلاج ويسمع مثل هذا الكلام فكيف تتصور معنوياته التي هي منهارة أصلا. لذا أدعو زملائي إلى التفكير في هذا الأمر ومراعاة مشاعر أناس هم في حاجة إلى الدعم النفسي.

المرض أبعدك عن الكتابة الصحفية فهل ستشرق شمس الكتابة قريبا؟

فعلا تداعيات العلاج الكيماوي والإشعاعي أبعدتني عن الكتابة الصحفية، لأن هناك تفاصيل في العلاج لا داعي للحديث عنها تجعل المريض عاجزا عن القيام بأبسط الأمور. فما أدراك بالكتابة الصحفية التي تتطلب مجهودا فكريا وبدنيا. لكن التفاؤل حاضر للعودة قريبا إلى المجال الإعلامي الذي أتنفسه بعد استكمال مراحل العلاج الاشعاعي.

كلمة حرة؟

أنا سعيد بهذا الحوار الذي أجرته معي أسبوعية "الوطن الآن" بيتي الثاني وأود ألا تفوتني الفرصة كي أشكر الطبيب البروفيسور عبد اللطيف بني إيدر المشرف على علاجي وكافة الشباب العاملات والعاملين بمركز الرياض للأنكولوجيا بمدينة الدار البيضاء على القيام بواجبهم أحسن قيام. وهذه شهادة أقولها بكل موضوعية بحكم ترددي الكثير على هذا المركز.