Friday 19 September 2025
سياسة

محمد الغيث: الاستعمار الإسباني في المغرب.. تاريخ من الظلم والغازات السامة والحرمان المستمر

محمد الغيث: الاستعمار الإسباني في المغرب.. تاريخ من الظلم والغازات السامة والحرمان المستمر محمد الغيث ماء العينين، نائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات
يتناول محمد الغيث ماء العينين، نائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، في هذا الحوار مع جريدة "أنفاس بريس" الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبها الاستعمار الإسباني في المغرب، خصوصاً في شماله وأقاليمه الجنوبية. 
ويوضح ماء العينين أن الاستعمار شكل انتهاكاً مزدوجاً للإنسان ومستقبله، حيث جمع بين مصادرة الأرض وسلب إرادة الشعوب. في الشمال، استُخدمت غازات سامة ضد المدنيين خلال مقاومة الريف، أما في الجنوب فكان حرمان السكان من التنمية والتهجير القسري من أهم الانتهاكات.
كما يشير نائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، إلى إنكار إسبانيا لهذه الجرائم وسياساتها المزدوجة، وعدم وجود تعويضات للضحايا حتى اليوم، مع دعوة لكشف الحقائق والاعتراف بالتاريخ من أجل مستقبل مشترك بين المغرب وإسبانيا.
 
ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬أنواع‭ ‬الانتهاكات‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الاستعمار‭ ‬الإسباني‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬المغرب‭ ‬وفي‭ ‬أقاليمه‭ ‬الجنوبية؟
يجب‭ ‬أولًا‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الاستعمار‭ ‬هو‭ ‬أفظع‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬انتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬لأنه‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬سلب‭ ‬الأرض‭ ‬وسلب‭ ‬الإرادة‭ ‬وحرمان‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها،‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬يلغي‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إنسانيته‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يمس‭ ‬حياته‭ ‬اليومية‭.‬‮ ‬
في‭ ‬الشمال،‭ ‬وخاصة‭ ‬الريف،‭ ‬حمل‭ ‬الاستعمار‭ ‬الإسباني‭ ‬شراسة‭ ‬خاصة،‭ ‬تُفسَّر‭ ‬بجذور‭ ‬أعمق‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬توسع‭ ‬استعماري‭ ‬عادي‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬إرث‭ ‬تاريخي‭ ‬من‭ ‬لاركونكيستا‭ ‬Reconquista‭ ‬وما‭ ‬تبعها‭ ‬من‭ ‬طرد‭ ‬المسلمين‭ ‬(المورو)‭ ‬من‭ ‬الأندلس،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬النظرة‭ ‬إلى‭ ‬المغاربة‭ ‬المسلمين‭ ‬محملة‭ ‬بثقل‭ ‬عنصري‭ ‬تاريخي‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬الحملة‭ ‬العسكرية‭ ‬الضارية‭ ‬ضد‭ ‬المقاومة‭ ‬الريفية‭ ‬بقيادة‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬الخطابي،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬حد‭ ‬استعمال‭ ‬الغازات‭ ‬السامة‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين،‭ ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أبشع‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭.‬‮ ‬
أما‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية،‭ ‬فالمفارقة‭ ‬أكبر:‭ ‬إسبانيا‭ ‬أصرت‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬الساقية‭ ‬الحمراء‭ ‬ووادي‭ ‬الذهب‭ ‬“أراضٍ‭ ‬إسبانية”،‭ ‬لا‭ ‬مجرد‭ ‬مستعمرتين،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬حين‭ ‬انسحبت‭ ‬سنة‭ ‬1975‭ ‬تركت‭ ‬وراءها‭ ‬واقعًا‭ ‬لا‭ ‬يقارن‭ ‬لا‭ ‬مع‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬الإيبيرية‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬جزر‭ ‬الخالدات،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬النامي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬بدوره‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي‭. ‬أخطر‭ ‬الانتهاكات‭ ‬هنا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فقط‭ ‬القصف‭ ‬أو‭ ‬التهجير‭ ‬“عملية‭ ‬إيكوفيون“،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬الحرمان‭ ‬الممنهج‭ ‬من‭ ‬التنمية،‭ ‬أي‭ ‬مصادرة‭ ‬حق‭ ‬الساكنة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬
 
‬كيف‭ ‬أثرت‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الساكنة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل؟
 ‬في‭ ‬الريف،‭ ‬خلفت‭ ‬الغازات‭ ‬السامة‭ ‬ندوبًا‭ ‬بيولوجية‭ ‬واجتماعية‭ ‬ممتدة،‭ ‬وذاكرة‭ ‬جمعية‭ ‬مثقلة‭ ‬بالجرح‭. ‬بينما‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية،‭ ‬ورثت‭ ‬الساكنة‭ ‬تأخرًا‭ ‬تنمويًا‭ ‬بنيويًا‭. ‬فالمستوى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬كان‭ ‬متأخرًا‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يقارن‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬المناطق‭ ‬المغربية‭ ‬النائية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعيش‭ ‬تهميشًا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭.‬‮ ‬
وإذا‭ ‬قسنا‭ ‬ذلك‭ ‬بمؤشرات‭ ‬الحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬يتضح‭ ‬حجم‭ ‬الفاجعة:‭ ‬الاستعمار‭ ‬الإسباني‭ ‬ترك‭ ‬خصاصًا‭ ‬مهولًا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭. ‬لذلك،‭ ‬بذل‭ ‬المغرب‭ ‬منذ‭ ‬استرجاع‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬مجهودًا‭ ‬استثنائيًا‭ ‬تُرجم‭ ‬بالمعادلة‭ ‬الشهيرة:‭ ‬سبع‭ ‬دراهم‭ ‬تُنفق‭ ‬لتنمية‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ ‬مقابل‭ ‬درهم‭ ‬واحد‭ ‬يؤخذ‭ ‬منها‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬أُطلق‭ ‬سنة‭ ‬2015‭ ‬انطلق‭ ‬فعليًا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ ‬كمختبر‭ ‬للتنمية‭ ‬المندمجة‭.‬‮ ‬
وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬اهتم‭ ‬المغرب‭ ‬بصيانة‭ ‬الحقوق‭ ‬الثقافية،‭ ‬فجعل‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬الحسانية‭ ‬مكوّنًا‭ ‬رسميًا‭ ‬في‭ ‬دستور‭ ‬2011،‭ ‬مع‭ ‬برامج‭ ‬لإعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬للغة‭ ‬الحسانية‭ ‬وتراثها‭. ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬المفارقة‭ ‬الكبرى:‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬المغرب‭ ‬بعد‭ ‬الاسترجاع‭ ‬يكشف‭ ‬هول‭ ‬الفراغ‭ ‬الذي‭ ‬تركه‭ ‬الاستعمار‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحقوق‭ ‬كافة‭.‬
 
كيف‭ ‬تعاملت‭ ‬السلطات‭ ‬الإسبانية‭ ‬آنذاك‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الاتهامات؟
محمد‭ ‬الغيث‭ ‬ماء‭ ‬العينين:‭ ‬إسبانيا‭ ‬اختارت‭ ‬خطابًا‭ ‬مزدوجًا:‭ ‬إنكار‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬المحدودة‭ ‬والمتأخرة‭ ‬جدًا‭. ‬في‭ ‬الريف،‭ ‬أنكروا‭ ‬جرائم‭ ‬الغازات‭ ‬السامة‭ ‬رغم‭ ‬توثيقها‭. ‬وفي‭ ‬الصحراء،‭ ‬أعلنوا‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬بعض‭ ‬الخطط‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬سوى‭ ‬ذر‭ ‬للرماد‭ ‬في‭ ‬العيون‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعين‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬التهميش‭.‬
 
هل‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬لإصلاح‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬أو‭ ‬لتعويض‭ ‬الضحايا‭ ‬حتى‭ ‬اليوم؟
محمد‭ ‬الغيث‭ ‬ماء‭ ‬العينين:‭ ‬للأسف،‭ ‬لا‭. ‬لم‭ ‬تعترف‭ ‬إسبانيا‭ ‬بمسؤوليتها‭ ‬لا‭ ‬عن‭ ‬قصف‭ ‬الريف‭ ‬بالغازات‭ ‬السامة‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬تهميش‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬وحرمانه‭ ‬من‭ ‬التنمية‭. ‬وفي‭ ‬الصحراء‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الأمر‭ ‬مجرد‭ ‬إهمال‭ ‬تنموي،‭ ‬بل‭ ‬ارتُكبت‭ ‬أيضًا‭ ‬جرائم‭ ‬تهجير‭ ‬قسري‭ ‬للساكنة‭ ‬ومحاولات‭ ‬لتغيير‭ ‬الخريطة‭ ‬الديموغرافية،‭ ‬جرى‭ ‬توثيقها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إحصاءات‭ ‬مزورة،‭ ‬أبرزها‭ ‬إحصاء‭ ‬1974‭ ‬الذي‭ ‬تعمّد‭ ‬إقصاء‭ ‬مكونات‭ ‬قبلية‭ ‬صحراوية‭ ‬معروفة‭ ‬بولائها‭ ‬للمغرب‭ ‬أو‭ ‬تقليص‭ ‬عددها‭ ‬في‭ ‬النتائج‭. ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬تُشكّل‭ ‬انتهاكًا‭ ‬جسيمًا‭ ‬للقانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‭.‬‮ ‬
في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬دولًا‭ ‬أوروبية‭ ‬أخرى‭ ‬بادرت‭ ‬إلى‭ ‬الاعتذار‭ ‬أو‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬ماضيها‭ ‬الاستعماري،‭ ‬ظلت‭ ‬مدريد‭ ‬تتبنى‭ ‬سياسة‭ ‬الصمت‭ ‬الانتقائي‭. ‬وهذا‭ ‬الصمت‭ ‬ليس‭ ‬بريئًا،‭ ‬بل‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬ابتزازًا‭ ‬خفيًا:‭ ‬فإسبانيا‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬موقعها‭ ‬كآخر‭ ‬قوة‭ ‬استعمارية‭ ‬أدارت‭ ‬الصحراء‭ ‬لتوظف‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬للنزاع‭ ‬كورقة‭ ‬ضغط‭ ‬غير‭ ‬معلنة‭.‬
 
‬ما‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المسؤولين؟
كان‭ ‬الدور‭ ‬ضعيفًا‭ ‬للغاية‭. ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬تعامل‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬كجغرافيا‭ ‬استراتيجية‭ ‬أكثر‭ ‬منه‭ ‬كفضاء‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬لم‭ ‬يسائل‭ ‬أحد:‭ ‬كيف‭ ‬تعلن‭ ‬إسبانيا‭ ‬أن‭ ‬الريف‭ ‬والصحراء‭ ‬“أراضٍ‭ ‬إسبانية“،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬تُقصف‭ ‬بالغازات‭ ‬السامة‭ ‬شمالًا‭ ‬وتُترك‭ ‬بلا‭ ‬تعليم‭ ‬ولا‭ ‬صحة‭ ‬جنوبًا؟‭ ‬هذه‭ ‬مفارقة‭ ‬تاريخية‭ ‬لم‭ ‬يُسلط‭ ‬عليها‭ ‬الضوء‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭.‬
 
كيف‭ ‬ترى‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وإسبانيا‭ ‬اليوم؟
يظل‭ ‬الماضي‭ ‬حاضرًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مفصل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭. ‬في‭ ‬الشمال،‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬ذاكرة‭ ‬الريف‭ ‬مثقلة‭ ‬بالجراح‭. ‬وفي‭ ‬الجنوب،‭ ‬يدرك‭ ‬المغرب‭ ‬حجم‭ ‬الفراغ‭ ‬التنموي‭ ‬الذي‭ ‬تركه‭ ‬الاستعمار،‭ ‬لذلك‭ ‬أطلق‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬كـميناء‭ ‬الداخلة‭ ‬الأطلسي‭ ‬والطاقات‭ ‬المتجددة‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬تدرك‭ ‬إسبانيا‭ ‬أنها‭ ‬تركت‭ ‬وراءها‭ ‬إرثًا‭ ‬ثقيلًا‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬توترها‭ ‬كلما‭ ‬أثير‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭. ‬المستقبل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬يفرض‭ ‬التعاون،‭ ‬لكن‭ ‬الماضي‭ ‬الحقوقي‭ ‬يطالب‭ ‬بالاعتراف‭.‬
إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الاستعمار‭ ‬الإسباني‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬ليس‭ ‬اجترارًا‭ ‬للماضي،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬دفاع‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬الذاكرة‭ ‬والإنصاف‭. ‬فالمجتمعات‭ ‬لا‭ ‬تنهض‭ ‬إلا‭ ‬حين‭ ‬تعترف‭ ‬بتاريخها،‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬جراح،‭ ‬وتواجهه‭ ‬بشجاعة‭. ‬إنني‭ ‬أدعو‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الإسباني‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يطالب‭ ‬دولته‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بهذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬عانوا‭ ‬منها،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إسبانيا‭ ‬نفسها،‭ ‬لأن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالحقيقة‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭.‬