منذ تأسيسها في 5 غشت 2006، سطّرت المنظمة الديمقراطية للشغل مساراً نضالياً متميزاً، ترجمت فيه هموم الطبقة العاملة المغربية وطموحاتها إلى مواقف ملموسة، ومطالب مشروعة، وخط نضالي وطني أصيل.
في مثل هذا اليوم من سنة 2006، انطلقت المنظمة الديمقراطية للشغل من رحم التحولات العميقة التي شهدها الحقل النقابي المغربي، بقيادة رجل استثنائي في الفكر والنضال، *الراحل الدكتور عبد المجيد بوزوبع. لم تكن البداية سهلة، ولكنها كانت مدفوعة بإيمان عميق بضرورة تأسيس نقابة تنصت للمهمّشين، وتنتصر للعدالة، وتحمل الهمّ الاجتماعي بمنطق جديد يقوم على الاستقلالية، الجرأة، والواقعية النضالية.
مسار مقاومة اجتماعية بتوقيع نقابة مواطِنة
منذ تأسيسها، لم تكتفِ المنظمة بالدفاع عن مطالب الشغيلة التقليدية، بل وسّعت من مجال تدخلها لتشمل *المعطلين، الطلبة، المهاجرين، المقاولين الذاتيين، الفلاحين، النساء العاملات، وذوي الحقوق*. لقد اختارت الاصطفاف الدائم إلى جانب ضحايا السياسات غير العادلة، ورفضت أن تكون مجرد رقم في التعددية النقابية، بل قوة اقتراحية حقيقية في الساحة الوطنية.
صوت من لا صوت له
منظمة بطموح لا ينكسر، حرّكت ملفات اجتماعية كبرى ظلت لسنوات طي النسيان. من الدفاع عن كرامة المتقاعد، إلى المطالبة بالسلم المتحرك للأجور، ومن مقترحات إصلاح أنظمة التقاعد إلى التصدي لمشاريع القوانين التراجعية، كانت المنظمة حاضرة بقوة، في جميع المعتركات النضالية القطاعية والمركزية *الشارع، والإعلام، ومجالس الحوار الاجتماعي، وفي معارك الكرامة اليومية.
نضال بأفق ديمقراطي
رؤيتها ليست فقط مطلبية، بل *استراتيجية في بناء عقد اجتماعي جديد*، يتأسس على مبادئ الديمقراطية الحقة، الشفافية، والعدالة الاجتماعية. تطرح المنظمة بدائل عملية من موقع الفاعل وليس المتفرّج، وتقترح إصلاحات جوهرية في مجالات الشغل، الحماية الاجتماعية، الصحة، التعليم، والتشريع.
مدرسة لتكوين القيادات
لم تكن المنظمة مجرد إطار نقابي كلاسيكي، بل شكلت *مدرسة حقيقية لإنتاج الكفاءات النقابية والاجتماعية*، من خلال تكوين مستمر وتأطير للقواعد، واحتضان طاقات شابة نسائية ورجالية أثبتت حضورها في مختلف المعارك الاجتماعية والمهنية.
من المغرب إلى العالم
بفضل موقعها المتقدم ومواقفها الواضحة، وسّعت المنظمة امتداداتها على المستويين الإقليمي والدولي، فصارت شريكًا نقابيًا في *المنتديات الاجتماعية ، وفاعلاً في القضايا الكونية الكبرى، كالقضية الفلسطينية، والهجرة، والعدالة المناخية، وحقوق العمال.
في ذكرى الوفاء
في ذكرى تأسيسها الـ19، لا تنسى المنظمة أرواح مناضليها الأوفياء الذين غادروا جسداً وظلوا حضوراً ومبدأً، وعلى رأسهم *المؤسس البروفيسور عبد المجيد بوزوبع، والمناضلين النقابيين: عزيز عدنان، سالم الوالكي (قطاع الجماعات الترابية)، حبيب كروم، عز الدين لمطيري، محمد احديف (قطاع الصحة)، المصطفى بروزيين (قطاع الفوسفاط)، ابراهيم سوحة (قطاع التعليم)، عبد الرزاق بوهوش (قطاع التجهيز والنقل) فتيحة حضري، خالد الهبال (قطاع التخطيط)*، وغيرهم من شهداء الكرامة والعمل النقابي.
تحية نضالية لكل من حمل راية هذه المنظمة بصدق، وواصل المسيرة رغم الإكراهات.
المنظمة الديمقراطية للشغل اليوم، ليست فقط نقابة... إنها ذاكرة نضال، وراهن التزام، وأفق بناء. تسعة عشر سنة من الصوت الجريء... والمسيرة مستمرة.
المنظمة الديمقراطية للشغل اليوم، ليست فقط نقابة... إنها ذاكرة نضال، وراهن التزام، وأفق بناء. تسعة عشر سنة من الصوت الجريء... والمسيرة مستمرة.
محمد النحيلي/ الكاتب العام الوطني للمنظمة الديمقراطية للجماعات الترابية نائب الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل
.png)
