أكد حزب الحركة الشعبية على أن المسيرة الاحتجاجية لساكنة أيت بوكماز بإقليم ازيلال، والتي ليست الأولى من نوعها بل عرفت عدة مناطق مهمشة مثيلاتها، هي أكبر من مجرد حركة احتجاجية بل هي صرخة جبل، وصوت من أصوات الهامش المنسي في ظل تمركز بوصلة التنمية .
وأضاف حزب السنبلة أن صرخة آيت بوكماز، هي جيل جديد من التعابير الاحتجاجية لأنها ذات عمق مجالي، مشددا أنه سبق أن نبه له في العديد من المناسبات والمرافعات، على اعتبار أن المناطق القروية والجبلية تعرف اليوم، تغيرا في بنيتها، وهندستها الديمغرافية، وتحتضن قاعدة شبابية واسعة جزء منها حامل لشواهد معطلة، والجزء الأكبر بدون شغل، ولا تكوين ولا تعليم.
وأكد الحزب على ضرورة نهج مقاربة مغايرة، تستلزم من مختلف مدبري الشأن العام، كل في مجاله، إعادة النظر في الحكامة الترابية، وفي تمثلهم للتنمية القروية التي لم تعد مختزلة في التنمية الفلاحية، ولا في مجرد بنيات تحتية بسبطة .
وزاد قائلا:" صرخة أيت بوكماز هي صدى لصرخات مناطق زلزال الأطلس الكبير وفي أنفكو، وإملشيل كما في العديد من المناطق التي ظلت خارج بوصلة التنمية، كما أن هذه الصرخة تسائل في عمقها الوسائط المؤسساتية والتمثيلية محليا وإقليميا وجهويا ومركزيا".
وأضاف:"وعيا منا بهذه الرسائل المعبرة، وبرؤية استباقية ما فتئنا ننبه الحكومة إلى أن تنكب على سؤال الإنصاف المجالي والترابي في توجيه سياساتها العمومية الفاقدة لأي أفق واضح، وأن تخرج من دائرة التمركز في برمجة الاستثمارات العمومية، وإعمال مقاربة التمييز الايجابي اتجاه المجال القروي، والجبلي الذي حرم من فرص التنمية منذ عقود رغم تعاقب الحكومات والولايات الانتخابية، وهو الواقع الذي تكرس أكثر في ظل هذه الحكومة التي جعلت للأسف من التنمية البشرية والمجالية للمناطق القروية والجبلية أخر إنشغالاتها !!!
حزب الحركة الشعبية قال أيضا: "إذا توقفنا عند المطالب الخمس لساكنة أيت بوكماز ، وغيرها كثير ، فهم يطرحون مطلب طبيب مقيم ،وملعب، وطريق، ومدرسة جماعاتية، ومؤسسة للتكوين في المهن الجبلية، وتبسيط مسطرة البناء، وحقها المشروع في المغرب الرقمي !! وهي كلها كانت محط مرافعات وبدائل قدمناها أكثر من مرة لكن لا حياة لحكومة تفتخر بشرعية انتخابية جعلتها تسير كل المؤسسات من الحكومة حتى أبسط جماعة قروية ! علما، ومن مكر الصدف أنها أعطت انطلاقة حملتها الانتخابية السابقة من اقليم أزيلال غير بعيد عن أيت بوكماز ، وبعد أن نالت أصوات الاقليم تخلت اليوم عن صرخاتها !!!".
وأضاف:"لقد أكدنا للحكومة أن برنامجها لدعم السكن لا يعني المناطق القروية والجبلية! وأن هذه المناطق غير معنية بمدارسها الريادية المزعومة ! ونبهناها الى أن وعودها الانتخابوية غير قابلة للتحقق ، وأنها لا تملك رؤية للتشغيل ! وأن سياستها الفلاحية لا تعني صغار الفلاحيين ولا صغار الكسابة ، نبهناها الى أن العدالة المجالية تتطلب مخطط كامل للتنمية القروية والجبلية تؤطره وزارة منتذبة لدى رئيس الحكومة برؤية تنموية ما فوق قطاعية تجمع شتات الصناديق والحسابات الخصوصية المشتتة دون نجاعة.
وأفاد بأنه سبق أن نبه الحكومة إلى خطورة انحباس وثيرة تنزيل الجيل الثاني في مسار الجهوية المتقدمة.
وقال في هذا الصدد:" دعوناها مرارا وتكرارا بحس وطني صادق لكن لم يزدها دعاؤنا الا فرارا !!! ".
ونوه الحزب ساكنة أيت بوكماز على روحهم الوطنية الصادقة وعلى ما أبانوا عنه من وعي ونظج وتأطير لرسالتهم الاحتجاجية بشكل سلمي وانضباط وتنظيم محكم ونتمنى أن تلتقط الحكومة صرخة، ورسالة أيت بوكماز التي تعنينا كلنا كفاعليين مؤسياتتين، ونتحمل جميعا دوافعها وأسبابها ، وأن نفهم جميعا أن مغرب التنمية بوثيرة مزدوجة ومتفاوتة لم يعد مقبولا، وأن دمقرطة فرص التنمية اجتماعيا وترابيا هو البديل الأسلم، والسبيل الأنجع.